الإعلانات

التواصل الاجتماعي

الوقاية خير من العلاج

  • June 18, 2020

 

الحمد لله الذي من علينا بصحة الأبدان، وأشهد أن لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً رسوله إلى الأنام، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الكرام وعلى من اتبعهم بإحسان أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته واسألوه دوام الصحة وتمام العافية، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه عز وجل كل غداة قائلا: (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت)، فصحة الأبدان وعافيتها من النعم التي من الله تعالى علينا بها وأوجب الحفاظ عليها، وذلك باتخاذ اساليب الوقاية الصحية فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج، ومن أهم أساليب الوقاية الصحية النظافة، فقد شرع الله عز وجل لنا الوضوء وهو درس بليغ في ضرورة النظافة وأهميتها قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)، ففي هذه الآية الكريمة اشترط ربنا سبحانه النظافة لعبادة عظيمة هي الصلاة، فأوجب على كل مسلم أن يغسل في الوضوء أطرافه الأكثر عرضة للتلوث ويسن ذلك ثلاث مرات؛ لضمان النظافة الكاملة، فيخرج من وضوئه طاهراً ويقبل على صلاته نظيفاً، وقد أخذ بأسباب عافيته، ومما يحقق النظافة ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم من الوضوء في بيته قبل التوجه إلى المسجد فقال: (من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد)، فوضوء المسلم في بيته أقرب إلى معنى النظافة من وضوئه في الأماكن العامة.

عباد الله إن الإنسان إذا أصابه شيء من الأمراض المعدية، فعليه أن يتجنب مخالطة الآخرين حفاظا على صحتهم وحرصا على سلامتهم ودفعا للضرر عنهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يوردن ممرض على مصح)، ويشمل ذلك كل الأماكن العامة منها المساجد، فكل مصل يشعر بأعراض حرارة في جسمه أو نزلة برد أو سعال أو عطاس يجب عليه أن يصلي في بيته، ولا يحضر إلى المسجد لصلاة الجماعة لصلاة الجمعة حتى يمن الله تعالى عليه بالشفاء، ومما يحافظ به المرء على سلامة غيره أن يلتزم إذا عطس بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الصلاة والسلام إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه، فإن ذلك كله مما يحول دون انتشار الأمراض، فعلينا أن نحرص على تلك التوجيهات النبوية وندرك مقاصدها التي تحقق المصلحة، فاللهم ارزقنا صحة في أبداننا وعافية في أجسادنا، ووفقنا لطاعتك أجمعين وطاعة رسولك محمد الأمين صلى الله عليه وطاعة من أمرتنا بطاعتك في كتابك المبين حيث قلت وأنت أصدق القائلين: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن اتباع النصائح الطبية يعزز أسباب الوقاية الصحية، وعدم اتباعها يؤدي إلى نتائج مهلكة، وبالنظر إلى ما نزل بالعالم من انتشار العدوى بمرض كورونا المستجد، وما تبذله دولة الإمارات العربية المتحدة من جهود كبيرة لاحتواء انتشاره، فقد أصدرت وزارة الصحة تعليمات وقائية منها تجنب الزحام، وعدم مخالطة المصابين بأمراض معدية، وغسل اليدين بالماء والصابون، وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطاس، والاكتفاء بإلقاء التحية وتجنب السلام باليد أو الأنف أو عناق الآخرين أو تقبيلهم، فمن واجبنا الالتزام بكافة هذه التعليمات، فذلك مطلب شرعي وواجب وطني؛ هذا وصلوا وسلموا على خير الأنبياء سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة الأكرمين.

عباد الله إني داع فأمنوا فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وإن الله تعالى يستحي إذا رفع العبد يديه ضارعاً إليه أن يردهما خائبتين، اللهم إنا نعوذ باسمك الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء من أن يلحق بنا مرض أو بلاء أو يحل بنا سقم أو وباء يا سميع الدعاء، اللهم وفق رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ونائبه وولي عهده الأمين وإخوانه حكام الإمارات لما تحبه وترضاه وسدد خطى حاكمنا الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وشيوخ الإمارات انتقلوا إلى رضوانك وأدخلهم بفضلك فسيح جناتك، اللهم أدم على دولة الإمارات نعمك وجودك وفضلك بكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنا هذا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك أو وقف لك وقفا يعود نفعه على عبادك واحفظ في أهله وماله وبار له فيما رزقته وأدخله الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار، عباد الله اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة.

11 رجب 1441 ه  الموافق 6/3/2020