خير الناس أنفعهم للناس

• December 11, 2020

• 741
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد: فإن الله عز وجل بيَّنَ علاقة المؤمنين بعضهم ببعض بقوله: (إنما المؤمنون إخوة)، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم)، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم علاقة المسلم بأخيه المسلم بالبنيان المتماسك وبالجسد الواحد فقال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه وقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

فالمسلم يقف بجانب أخيه المسلم في حوائجه، والجزاء عباد الله من جنس العمل يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، فالمسلم دائما يقف بجانب أخيه في شدته وحاجته، فالجزاء عباد الله من جنس العمل فإذا وقفت بجانب أخيك في شدته وضائقته وحاجته كان الله في حاجته، وكرب الآخرة أعظم بكثير من كرب الدنيا، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصف العلى أن يكشف كربتنا يوم القيامة؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فأحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث (وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، _ ثم قال صلى الله عليه وسلم: _ ولئن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً _ يعني في مسجد المدينة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: _ ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام)، فنسأله سبحانه وتعالى عباد الله بأسمائه وصفاته العلى أن يثبت أقدامنا على الصراط يوم تزول الأقدام يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك يا رب العالمين، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

26 ربيع الآخر 1442 ه  الموافق 11/12/2021