قرناء السوء والمخدرات

• July 30, 2021

• 266
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فعلى العبد أن يكون مع الأخيار فصحبتهم صحبة طيبة امتثالا لقول الله تعالى: (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، فهذه صحبة صحبة باقية، أما سائر الصداقات فهي صداقات تتلاشى يوم القيامة، بل تنقلب إلى عداوات يقول الله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، فعلى العبد أن يصحب الصحبة الطيبة، ويبتعد عن الصحبة السيئة، وقد مثَّل النبي الله عليه وسلم الجليس الصالح والجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أي يعطيك المسك هدية وعطية، وإما أن تبتاع منه أي تشتري منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، فالجليس الصالح لا يدلك إلا على الخير والمعروف والإحسان، أما الجليس السوء فلا يدلك إلا على الشر والمهالك، فهو كنافخ الكير إما أن ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.

فلهذا عباد الله علينا بالصحبة الطيبة وألا نصاحب إلا مؤمناً امتثالا لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نبتعد عن قرناء السوء، فالرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقرناء السوء من انضم إليهم أهلكوه ولاسيما في باب تعاطي المخدرات، فلهذا نعلم أن من أعظم أسباب تعاطي المخدرات قرناء السوء.

والمخدرات من السموم القاتلة والفتاكة التي تفتك بالعقل والجسد، وهي طريق الموت والهلاك، ولا يجوز لأي إنسان أن يقتل نفسه يقول تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن تحسى سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)، فالمخدرات من السموم القاتلة والفتاكة التي بالجسد والعقل، وهي طريق الهلاك والموت، فنسأله سبحانه وتعالى أن يحفظنا ويحفظ أولادنا من كل سوء ومن كل مكروه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فمن ابتلي من أولادنا بهذه السموم الفتاكة القاتلة التي تقتل الإنسان فعليه أن يبادر بتلقي العلاج، وعلى الآباء والأمهات، بل على الأقارب عموماً إذا رأوا من ولدهم شيئاً أي علامة من علامات تعاطي المخدرات فعليهم أن يبادروا به إلى مراكز العلاج، والحمد لله القانون في بلدنا قد أعفى من المسؤولية الجنائية إذا ذهب الإنسان بنفسه لتلقي العلاج من هذه السموم.

فنسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظنا وأن يحفظ أولادنا من كل سوء ومن كل مكروه يا رب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

20 ذو الحجة 1442 ه  الموافق 30/7/2021