واذكروا نعمة الله

• March 11, 2022

• 281
• 
• 
• 
• 
• 

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فنعم الله عز وجل تنزل علينا تترا بالليل والنهار فنحن نتقلب في هذه النعم التي لا تُعد ولا تحصى، كما قال الله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وقال: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة).

فالواجب علينا شكر هذه النعم، والشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، كما قال الشاعر: أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.

فالشكر بالقلب يكون بإقراره واعترافه بأن هذه النعم من الله وحده دون سواه، كما قال: (وما بكم من نعمة فمن الله).

والشكر باللسان يكون بشكر اللسان واعترافه، والتحدث بنعم الله عز وجل عليه، كما قال الله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)، تتحدث بنعم الله عز وجل من باب الشكر، لا من باب التفاخر والتعالي على الخلق.

وشكر الجوارح يكون بطاعة الله عز وجل بأن يجعل العبد هذه الجوارح في طاعته وفي مرضاته، كما قال تعالى: (اعملوا ال داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور).

احذروا عباد الله المعاصي، واحذروا الإسراف في هذه النعم، فإن الله عز وجل لا يحب المسرفين، يقول الله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة).

فليعلم العبد أنه مسؤول عن هذه النعم أمام الله عز وجل يوم القيامة، كما قال الله تعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).

فالواجب علينا شكر هذه النعم وعدم جحدها وكفرانها، يقول الله تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، فنسأله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فها نحن في شهر شعبان، وهو شهر يغفل فيه الناس بين رجب ورمضان، تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرفع عمله وهو صائم.

فلهذا كان يكثر الصيام في شهر شعبان، تقول عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله)، فعلينا أن نكثر الصيام في هذا الشهر، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيننا على ذلك.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

8 شعبان 1443 ه  الموافق 11/3/2022