إن الله يحب الحياء والستر

• June 18, 2020

• 312
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد: فنقف اليوم مع خلقين عظيمين ألا وهما الحياء والستر، فمن أسماء الله تعالى الحسنى الحيي والستير، ومن صفاته العلى الحياء والستر يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي من حديث يعلى: (إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر)، وأيضا بهاتين الصفتين اتصف الأنبياء والمرسلون فقد بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام كان رجلاً حياً ستيراً كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياء من العذراء في خدرها كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وكذلك عباد الله عثمان رضي الله عنه أشدُّ هذه الأمة حياءً كما بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة )كما ثبت ذلك عند الإمام مسلم.

فالحياء عباد الله من الإيمان كما بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم ولا يأتي إلا بخير، بل الحياء كله خير كما بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ عباد الله نعمة الستر واللباس نعمة عظيمة امتن الله تعالى بها علينا يقول الله تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون)، ومما يتميز به الإنسان عن الحيوان أنه يستر عورته، أما الكفار عباد الله فلا يحبون الستر، وإنما يحبون التكشف والتعري فلهذا هم كالأنعام بل هم أضل سبيل كما بيَّنَ الله تعالى عنهم في كتابه، والشيطان عباد الله يدعو إلى التكشف والتعري كما قال الله تعالى: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما)، وقد أمر الله تعالى النساء بالحجاب والستر والحشمة فقال: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين، وكان الله غفوراً رحيماً)، فنهى الله تعالى النساء عن التبرج والسفور فقال: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، ونهى الله تعالى أيضا أن يظهرن شيئا من زينتهن قال الله تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)؛ عباد الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما الإمام مسلم من حديث أبي هريرة: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)، عباد الله كم نرى من التساهل ما وقع من بعض النساء اليوم تخرج المرأة متزينةً متبرجةً كاشفة عن شعرها، وتمر على الرجال بهذه الحالة، أين حياؤها؟! أين سترها؟! كم نرى من يخرجن بثياب إما إنها ضيقة تحجم جسدها، وإما أن تخرج بثياب رقيقةٍ شفافة يرى ما وراءها وما تحتها، وأما ان تخرج بثياب قصيرة يظهر شيء من ساقها وذراعها عباد الله نرى من النساء من يخرجن إلى الأسواق مستعطرات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) عباد الله إذاً على النساء أن يلتزمن بالحجاب الشرعي وبالحشمة والعفاف في الستر والحياء، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ نسائنا يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالنساء المحتشمات اللاتي يتصفن بالحياء والستر يبتعدن كل البعد عن الاختلاط، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت ذلك عنه في الصحيحين من حديث عقبة: (إياكم والدخول على النساء قال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو _ الحمو هو أخو الزوج أو قريبه _ قال الحمو الموت)، فالمرأة لا تخالط الرجال فضلاً أن تختلي المرأة بالرجل الأجنبي، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يخلون امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما)، فالمرأة لا تخالط الرجال ولا تختلي المرأة برجل أجنبي فضلاً أن تمس المرأة الرجل أو يمسها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إني لا أصافح النساء)، وتقول عائشة رضي الله عنها: (لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام)، فالمرأة تبتعد عن الاختلاط ولا تختلي بأي رجل أجنبي عنها فضلاً أن تمس أو يمسها، لا تلين المرأة بالكلام مع رجل الأجنبي لا تكسر الكلام ولا تميع الكلام والله تعالى يقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً)، فعلى الرجال عباد الله أن يغضوا أبصارهم، وكذلك على النساء أن يغضضن من أبصارهن كما قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهن ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ نسائنا يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى ونعوذ بك من النار، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

4 رجب 1441 ه  الموافق 28/2/2020