الإعلانات

التواصل الاجتماعي

حق الزوجة

  • April 8, 2020

 

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وسلم أما بعد:

فللزوجة حقوق كما أن للزوج حقوقاً فربنا جل وعلا قال: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، فلابد للزوج أن يعطي أهله وزوجته حقهم، فلا يجوز له أن يهضم حقوقهم، هذه مسؤولية على الزوج قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث بن عمر: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته) هذه مسؤولية وأمانة في عنقك أيها الزوج فلابد أن تؤدي هذه الأمانة وأن تحفظ الأمانة (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وأيضاً قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)، فلا يجوز لأي زوج أن يضيع حق زوجته؛ لأنه سيسأل يوم القيامة ويحاسب على هذه الحقوق التي ضيعها (وقفوهم إنهم مسؤولون) سيقف العبد بين يدي علام الغيوب يوم القيامة في يوم مقداره خمسين ألف سنة في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يوم عظيم، وما منا إلا سيكلمه الله عز وجل يوم القيامة ليس بينه وبين الله عز وجل حجاب ولا ترجمان ينظر أيمن منه فما يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار، قال صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا النار ولو بشق تمرة)، سيسأل عن الحقوق هل أدى الحقوق أم لا؟! لاسيما حق الزوجة قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عن ما استرعاه أحفظ أم ضيع) كما عند بن حبان من حديث عائشة رضي الله عنها، وأيضاً جاء في الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش رعيته إلا حرم الله تعالى عليه الجنة)، ما أدى الحق تجاه زوجته وأولاده ما نصحهم مات وهو غاش ما أمرهم بالمعروف ولا نهاهم عن المنكر هذا من حقوقهم ما نصحهم مات وهو غاش لزوجته ولأولاده، فالحذر من تضييع الحقوق.

فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيراً في أكبر اجتماع في أكبر اجتماع وأعظم موقف حينما خطب الناس بعرفة في خطبة الوداع قال كما في صحيح مسلم من حديث جابر: (فاتقوا الله في النساء)، وجاء في البخاري ومسلم قال: (استوصوا بالنساء)، وجاء في لفظ الترمذي (ألا واستوصوا بالنساء خيراً)، فالنبي عليه الصلاة والسلام أوصى الأزواج بزوجاتهم أوصانا بالنساء خيراً فلا يجوز للزوج أن يضيع حق زوجته قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث جابر: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت)، إثم عظيم عند الله عز وجل إذا ضيعت حق زوجتك وأولادك فلابد من حسن العشرة قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف)، فلابد من الكلمة الطيبة والعشرة الحسنة بين الزوجين، فالزوج لابد أن يعامل زوجته بالمعاملة الطيبة والحسنة، نعم قد يرى منها أمور لاسيما في الأمور التي تتعلق بأمر الدنيا من طبخ وترتيب وكذا وكذا يغض الطرف ما يدقق على كل صغيرة وكبيرة يترصد لها ينظر دائماً إلى السلبيات لا؛ انظر إيجابياتها قبل أن تنظر إلى السلبيات، وإذا نظرت إلى السلبيات انظر نظرة إصلاح ونصيحة وإرشاد، لا نظرة مؤاخذة وتشنيع وتتبع الزلات لا، قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: (لا يفرك يعني لا يبغض لا يفرك مؤمن مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، هكذا نعم قد تكون في المرأة بعض الأمور اليسيرة عندها خطأ كذا وكذا، لكن تتغاضى ترشدها إلى كذا وكذا، لكن ما تعنف ما تجد امرأة في الدنيا تطيع زوجها في كل صغيرة وكبيرة مستحيل؛ لأنها خلقت من ضلع أعوج كما بين عليه الصلاة والسلام: (ولن تستقيم لك على طريقة)، هكذا بين عليه الصلاة والسلام (إن ذهبت تقيمها كسرتها، قال: وكسرها طلاقها) إذا أردت من زوجتك أن تطيعك في كل صغيرة وكبيرة فلابد أن تطلقها، لابد أن تتغاضى شيئاً ما عن بعض الأمور تتشاور معها في كذا وكذا لاسيما في الأمور التي لا تخدش في شيء من الشريعة إنما في الأمور المباحة، فلابد من التشاور وأخذ الرأي الحسن، العبد يعامل أهله معاملة طيبة قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) كما جاء عند بن حبان من حديث عائشة رضي الله عنها، فالمعاملة الطيبة هذا دليل على حسن الخلق العبد والزوج يكون على حسن الخلق في خارج البيت، لكن إذا جاء إلى بيته يسيء الخلق لا والله هذا ما اتقى الله عز وجل فهم أولى بإحسان الخلق وحسن المعاشرة، هكذا ينبغي العبد أن يعامل أهله قال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقا وخياركم خياركم لنسائهم)، هكذا ينبغي أن تحسن العشرة الكلمة الطيبة (وقولوا للناس حسناً) فهم أولى الناس، (والكلمة الطيبة صدقة) هم أولى الناس بهذه الكلمة الطيبة (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، لا تحتقر هذه الكلمة اليسيرة وهذه البسمة هذه تفعل الأفاعيل قال: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك في وجه طلق) فهم أولى؛ الأصل في المعاملة اللين والرفق والمعاملة الحسنة هذا هو الأصل ما خُيِّرَ النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الإنسان منه، فيتعامل باللين والرفق ويوجه ويرشد زوجته إلى الأمور الصحيحة قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، ولا يكون الرفق في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)، إذا نزع الرفق من شيء من أي شيء سيشين هذا الأمر ولا يكون زيناً، لكن إن كان الرفق في هذا الشيء صار زيناً وأمراً طيباً هكذا ينبغي قال صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله)، قال: (عليك بالرفق)، يقول لعائشة رضي الله عنها: (وإياك والفحش والعنف)، هكذا ينبغي أن نتخلق لاسيما مع زوجاتنا.

فمن حقوق الزوجة النفقة المهر حق الزوجة النفقة عليها أيضاً، والطعام والشراب والمسكن والكسوة أيضاً، وأيضاً من حقوق الزوجة العدل إذا كان الرجل والزوج له عدة زوجات العدل، وأيضاً من حقوق الزوجة ألا يهضم حقها في الفراش حتى ما يعرضها للفتنة يعلقها هكذا كأنها بلا زوج هذا ما يجوز، وأيضاً من حقوق الزوجة عدم الإضرار بها أمور كثيرة، أيضاً كما أن الرجل يحب من زوجته أن تتزين له فهو أيضاً يتزين لزوجته فهي تريد منك أن تتزين لها كما قال بن عباس: (إني أحب أن أتـزين للمرأة كما أني أحب أن تتزين لي المرأة)، هكذا فالشاهد أيها الإخوة أن الزوج يعطي زوجته حقوقه لابأس أن يخرج مع زوجته وأولاده إلى النزهة هذا من حقوق الزوجة، فنسأل الله عز وجل أيها الإخوة ولا نريد الإطالة، لكن على الزوج أن يتقي الله عز وجل في زوجته وأولاده، ولابد أن يجعل نصب عينيه أنه سيسأل يوم القيامة عن أهل بيته لأنه مسؤول عنهم، بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.