إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن الله تعالى خلق الناس لغاية عظيمة ألا وهي عبادته وتوحيده يقول الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، عباد الله الذي يحقق التوحيد يدخله الله تعالى الجنة، وينجيه من النار يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، فالموحد يغفر الله تعالى ذنوبه مهما كثرت ومهما عظمت يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (يا ابن ادم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)، أما من أخل بالتوحيد عباد الله بصرف العبادة لغير الله تعالى فإن الله عز وجل لن يغفر له ولن يدخله الجنة، بل سيحبط عمله ويكون مأواه النار يقول الله تعالى: (إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، ويقول الله تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار).
فالتوحيد عباد الله هو أول اركان الإسلام فقد بُني أركان الإسلام على خمس وأول هذه الأركان أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والنبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإنهم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليك خمس صلوات في اليوم والليلة فإنهم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم)، فالتوحيد هو أول الحقوق كما ذكر الله تعالى في آية الحقوق العشرة في سورة النساء قال الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) ثم ذكر حق الوالدين ثم بعد ذلك ذكر بقية الحقوق، فنسأله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من الموحدين يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فأول أمر في كتاب الله الأمر بالتوحيد وذلك في قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)، وأول نهي في كتاب الله النهي عما يضاد التوحيد ألا وهو الشرك وذلك في قوله: (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)، فالشرك أكبر الكبائر وأعظم الآثام كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر هكذا النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذه الكلمة ثلاث مرات ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله ثم ذكر عقوق الوالدين ثم ذكر قول الزور وشهادة الزور، والشرك أيضا عباد الله من الموبقات أي المهلكات قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الشرك ثم ذكر بقية الموبقات، وسأل ابن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم عن أي بأعظم قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا الشرك كله صغيره وكبيره يسيره وعظيمه وجليله ودقيقه، ونسأله سبحانه وتعالى أن يحيينا على التوحيد وأن يميتنا على ذلك وأن يبعثنا على التوحيد يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ