إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالصدور تنشرح بالكلمة الطيبة، والقلوب تطمئن بالكلمة الطيبة قال الله تعالى في كتابه العزيز: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، فينبغي على المسلم إذا تكلم مع إخوانه أن يتكلم بالكلام الطيب أخذاً بقول الله عز وجل: (وقولوا للناس حسناً)، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة).
والكلمة الطيبة عباد الله سبب من أسباب المغفرة ودخول الجنان قال أبو شريح يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام)، فبذل السلام وحسن الكلام من أخلاق المؤمنين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم اخلاقاً)، فينبغي على المسلم أن يكف لسانه عن أذية المسلمين.
فلهذا الكلمة الطيبة مفتاح القلوب وسبب من أسباب المحبة والتآلف بين الإخوة يقول الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)، ثم قال الله تعالى: (إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً)، فالشيطان حريص على الفرقة بين الإخوة، فإذا أساء إليك أحد فعليك بالكلمة الطيبة، فإذا تكلمت بالكلمة الطيبة فلن تجد للعداوة مكاناً بينك وبين أخيك، وإذا تكلمت الكلمة الطيبة فإنك لن تجد للفرقة [مكاناً] بينك وبين أخيك يقول الله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميد ومن يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)، فنسأله سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالإنسان إذا تكلم بالكلمة الطيبة، فلعل هذه الكلمة تكون من رضوان الله عز وجل، فيرفعه الله عز وجل بها المنازل العالية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً فيرفعه الله بها درجات)، وإذا تكلم الإنسان بالكلمة السيئة لعلها تكون من سخط الله سبحانه وتعالى فيخسر آخرته من أجل هذه الكلمة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا فيهوي بها في جهنم)، فالحذر عباد الله؛ عليكم بالكلمة الطيبة وبحسن الكلام، وإلا فعلى المسلم أن يلزم الصمت والسكوت يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، أما فحش الكلام فليس من أخلاق المؤمنين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).
فعلينا عباد الله بالكلمة الطيبة فيما بيننا، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى ذلك؛ اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
13 ذو الحجة 1442 ه الموافق 23/7/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ