إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً له من عمل يده، وإن داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده).
فالأكل من عمل اليد أفضل بكثير من أن يسأل الناس أموالهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يحتطب أحدكم حزمة ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه).
فالشرع جاء بالعمل والحث على ذلك، أما سؤال الناس فذمه الشرع على لسان النبي صلى عليه وسلم بقوله: (من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر)، فمن كان على عمل شريف ونزيه، وأراد بهذا من أن يعف نفسه عن سؤال الناس، وأن ينفق على نفسه وعلى أهله وأولاده، فهو له صدقة وهو في سبيل الله.
مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى أصحاب النبي صلى الله وسلم من جلده ونشاطه فقالوا يا رسول الله إن كان هذا في سبيل الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كسب الرجل كسباً أطيب من عمل يده، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة).
فمن كان على عمل عليه أن يخلص لله عز وجل؛ عليه أن يراقب الله عز وجل في سره وعلنه؛ عليه أن يحسن العمل وأن يتقنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحده عملا أن يتقنه).
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ذلك يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فعلى العبد أن يسارع ولا يتباطئ عن العمل؛ لا يسوف العمل إلى غد، بل يسارع ويبادر إلى العمل حتى لو أرادت الساعة أن تقوم، وفي يد أحدنا فسيلة فليغرس هذه الفسيلة، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم وإن قامت الساعة وفي يد أحدكم فله فإن استطاع إلا تقوم حتى يغرسها فليغرسها.
هكذا يبادر إلى العمل، لكن على العبد أن يتقن العمل وأن يحسنه وأن يراقب الله عز وجل في عمله، فإن العمل أمانة ومسؤول سيسأل عنه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فنسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى كل خير، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
10 صفر 1443 ه الموافق 17/9/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ