انشراح الصدر وسعادته

• January 22, 2022

• 277
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:   

فمن الأمور العظيمة التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها انشراح صدره وطمأنينة قلبه، فقد سأل موسى عليه السلام ربه بأن يشرح صدره فقال: (رب اشرح لي صدري)، وقد شرح الله تعالى صدر نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: (ألم نشرح لك صدرك).

فمن أعظم أسباب انشراح الصدور وطمأنينة القلوب تحقيق التوحيد، وذلك بأن يفرد العبد ربه بالعبادة، فالعبادة حق خالص لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيها أحد كائنا من كان.

وكذلك من أسباب انشراح الصدور وطمأنينة القلوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالمسلم يدور مع السنة حيث دارت، لا يقدم هواه على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقدم عقله على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقدم قول فلان على قول النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد.

وكذلك من أسباب انشراح الصدور وطمأنينة القلوب ذكر الله تعالى قال الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، فالذي الله عز وجل كالحي والذي لا يذكر الله عز وجل كالميت، كما مثل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).

فالذي يذكر الله تعالى تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة وتنزل عليه السكينة ويذكره الله تعالى فيمن عنده، الذي يذكر الله تعالى يكون الله تعالى معه يسدده ويوفقه، وإذا ذكر الله تعالى في نفسه ذكره الله عز وجل في نفسه، وإذا ذكر الله تعالى في ملأ ذكره الله تعالى في ملأ خير منه، فالجزاء من جنس العمل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن في ملأ ذكرته في ملأ خير منه).

واعلموا أن أفضل الذكر قراءة القرآن، فأكثروا عباد الله من ذكر الله ومن قراءة القرآن، فمن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم.

فأكثروا عباد الله من ذكره جل وعلا ومن قراءة القرآن، أقول قولي هذا واستغفر الله ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فأكثروا عباد الله من ذكره جل وعلا فإن صدور تنشرح بذكره والقلوب تطمئن بذكر الله جل وعلا، أكثروا من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، فأحب الكلام إلى الله سبحانه وتعالى أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، فأكثروا من ذكره جل وعلا.

أيضا من أسباب انشراح الصدور وطمأنينة القلوب الصدق؛ الصدق مع الله الصدق مع رسوله صلى الله عليه وسلم الصدق مع النفس الصدق مع الناس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصدق طمأنينة والكذب ريبة).

أمرنا بالصدق وحذرنا من الكذب فقال: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكذب عند الله كذابا).

المرء المسلم يصدق مع الناس لاسيما في البيع والشراء، يصدق مع الناس ويحسن المعاملة هكذا تنشرح الصدور وتطمئن القلوب بالصدق وحسن المعاملة وبذكر الله جل وعلا.

فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدورنا وأن يطمئن قلوبنا يا رب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

18 جمادى الآخرة  1443 ه  الموافق 21/1/2022