وفي هذا الحديث إثبات يوم القيامة، وأيضا إثبات صفة النظر لله جل وعلا، وهي صفة فعلية، فالله عز وجل لا ينظر إلى هؤلاء، والرؤية المضافة إلى الله عز وجل على قسمين:
القسم الأول: رؤيا بمعنى العلم.
والقسم الثاني: رؤيا بمعنى إدراك المبصرات.
أما بالنسبة للقسم الأول الرؤيا بمعنى العلم، كما في قوله تعالى: (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا)، يعني نعلمه أن يوم القيامة قريب.
والقسم الثاني: الرؤية المضافة إلى الله بمعنى إدراك المبصرات، كما في قوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم)، والنصوص كثيرة في إثبات هذه الصفة.
فأهل السنة والجماعة يثبتون صفة البصر لله جل وعلا، ويثبتون صفة العينين لله جل وعلا على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى من غير تمثيل ولا تكيف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تأويل.
أما المعتزلة فنفوا صفة البصر لله جل وعلا، ونفوا صفة العينين لله سبحانه وتعالى.
وأما الأشاعرة فتناقضوا فأثبتوا صفة البصر لا للأدلة من الكتاب والسنة، وإنما أن العقل دل على هذه الصفة، ونفوا صفة العينين لله جل وعلا.
والصحيح ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة إثبات صفة البصر لله عز وجل، وإثبات صفة العينين لله سبحانه وتعالى.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ