إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه)، فلابد عباد الله من المحافظة على هذه البيئة التي سخرها الله عز وجل لنا، والعبد مسؤول أمام الله عز وجل، سيقف يديه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، سيسأل عن كل شيء أحفظ أم ضيع؟!
فهذا الماء الذي به الحياة كما قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فلابد من المحافظة على هذا المورد أحفظت أيها العبد أم لا؟! أأسرفت في استهلاكه أم لا؟!
فلك أيها المسلم في نبيك صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد؛ إذا توضأ توضأ مرة مرة، وأيضا إذا توضأ توضأ مرتين مرتين، وأيضاً إذا توضأ توضأ ثلاثاً ثلاثاً ولم يزد على ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هكذا الوضوء، فمن زاد فقد أساء وتعدى وظلم).
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلويث الماء بالخبث وغيره، فقال: (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري).
ونهى الجنب عن الاغتسال في الماء الدائم، أي في الماء الراكد الذي لا يجري؛ لكيلا يلوث هذا الماء بالأذى والقذر، وإنما يتناول منه تناولاً.
وأيضا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التغوط في طريق الناس أو في ظل الشجر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
إذاً عباد الله لابد من المحافظة على هذه الموارد، والمحافظة على النعم سبب لدوامها وزيادتها، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يديم النعم وأن يزيدها علينا يا رب العالمين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلابد عباد الله من المحافظة على البيئة، ولا يجوز لأحد أن يُلقي شيئاً يؤذي الناس في طريقهم، فإماطة الأذى عن الطريق صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويُفهم منه أن إلقاء الأذى في الطريق إثم.
رجل دخل الجنة؛ لأنه أخر غصن شوك كان يؤذي الناس في طريقهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (بينما رجل يمشي وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له).
فلابد عباد الله من المحافظة على البيئة، والمحافظة على النعم سبب لزيادة النعم ودوامها.
نسأله سبحانه وتعالى أن يزيدنا من نعمه جل وعلا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
10 رجب 1443 ه الموافق 11/2/2022
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ