إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد أمرنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بالاجتماع وعدم الفرقة، قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وقال النبي صلى عليه وسلم: عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، وقال: الجماعة رحمة والفرقة عذاب، قال الطحاوي رحمه الله: ونرى الجماعة حقا وصواباً والفرقة زيغ وعذاباً.
إذا علينا عباد الله أن نجتمع على الحق والهدى، وأن نتعاون على البر والتقوى، وأن يحب بعضنا بعضا فإن فعلنا ذلك صرنا إخوة متحابين متمسكين بالحق مجتمعين عليه كالجسد الواحد والبنيان المتماسك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وقال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه.
وعلينا أن نحذر كل الحذر من الفرقة والاختلاف، والتعاون على الاثم والعدوان، ومجانبة الحق والصواب، فإن هذا سبيل المشركين، وقد حذرنا الله تعالى من اتباع سبيلهم، فقال: (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)، فقد كانت الحروب الطاحنة بين الأوس والخزرج في الجاهلية حتى جاء الإسلام وجاء هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فجمع الله عز وجل به هذه القلوب المتفرقة فألف بين قلوبهم فهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها).
إذاً عباد الله علينا أن نجتمع على الحق والهدى وأن نتعاون على البر والتقوى، لا أن نتعاون على الإثم والعدوان، وعلينا أن نحذر كل الحذر من مفارقة الحق والجماعة، بل علينا أن نلزم جماعة المسلمين كما قال النبي صلى عليه وسلم: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم، وقال: من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، نسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنا على الحق والهدى يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالواجب علينا عباد الله تجاه نعم الله عز وجل علينا الشكر حتى تدوم هذه النعم وتزداد، قال الله تعالى: (ولئن شكرتك لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، وشكر هذه النعم بالقيام بطاعة الله عز وجل بتحقيق التوحيد واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبأداء الصلوات الخمس في أوقاتها من حيث ينادى بهن وبأداء وبقية ما أمر الله عز وجل به واجتنابه ما نهى الله عز وجل عنه.
وكذلك من شكر هذه النعم أن من أسدى إليك إحسانا ومعروفاً وجب عليك أن تشكره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وقال: من صنع فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموهم، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يديم علينا النعم يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ