إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: (والله جعل لكم من بيوتكم سكناً)، فالبيوت المستقرة والمطمئنة تكون صالحة لتربية الأولاد، فصلاح الأولاد مبني على صلاح هذه البيوت، فلابد من الاهتمام باستقرار هذه البيوت عباد الله.
ربوا أولادكم على العقيدة الصحيحة كما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله أن الشرك لظلم عظيم، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما: (يا غلام إني أعلمك احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
ثانياً: عباد الله ربوا أولادكم على المحافظة على هذه الصلوات الخمس في أوقاتها، فقد كتب الله عز وجل على العباد خمس صلوات في اليوم والليلة فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، من حافظ على هذه الصلوات الخمس كانت له نوراً وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، فإن العبد أول ما يُسأل عنه يوم القيامة سيُسأل عن صلاته فإن صلحت صلاته صلح له سائر عمله وإن فسدت صلاته فسد سائر عمله.
فلابد من تربية الأولاد التربية الصالحة، فالأبوان مسؤولان عن أولادهما أمام الله عز وجل يوم القيامة يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا واتقو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، ويقول: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ أم ضيع)، فنسأله سبحانه وتعالى أن يحفظنا ويحفظ أولادنا من كل سوءا يا رب العالمين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلابد أن تكون هذه البيوت عباد الله مستقرة مطمئنة حتى تكون صالحة لتربية الأولاد التربية الحسنة.
عباد الله ربوا أولادكم على تعلم القرآن الكريم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والدال على الخير كفاعله، فإذا قرأ الولد حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم (لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) يٌكتب للوالدين أجر ما علما أولادهما.
كذلك عباد الله ربوهم على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أثنى الله تعالى على خلقه صلى الله عليه وسلم فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وتقول عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، فالمؤمن يدرك بحسن خلقه درجة صائم النهار قائم الليل كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقا، فالمؤمن إذا أراد محبة النبي صلى الله عليه وسلم والقرب منه يوم القيامة فعليه أن يتحلى بأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
29 جمادى الأولى 1444 ه الموافق 23/12/2022
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ