الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا المجتمع في حقيقته يتكون من أُسر، والأسرة تتكون من أفراد الزوج والزوجة والأولاد بينهما، ولكل من أفراد الأسرة حقوق وواجبات، فلابد أن يؤدي كل فرد الذي عليه وأن يأخذ حقه، كما أنه يريد أن يأخذ حقه فليؤدي الواجب الذي عليه، واليوم نذكر حق الزوج فالنبي صلى الله عليه وسلم قال كما هو في الصحيحين من حديث بن عمر: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) إلى أن قال: (والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها)، فلابد أن تؤدي الواجب تجاه زوجها وأولادها هذا من حق الزوج، ومن أعظم حقوق الزوج أن تطيعه وأن تسمع له، لكن في المعروف في طاعة الله جل جلالة في الأمر الواجب والمندوب وكذلك في المباح، لكن في المحرم والمكروه لا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الطاعة بالمعروف)، وقال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) الطاعة تكون بالمعروف، فالمرأة إذا أدت حق زوجها مع ما افترض الله عز وجل عليها وأوجب، وابتعدت عن المحرمات والآثام والسيئات دخلت الجنة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند أحمد والطبراني من حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)، لكن لتتنبه أن حق الله عز وجل يُرفع إذا أدت حق زوجها إذا أطاعت زوجها بالمعروف جاء عند الترمذي وابن ماجة من حديث بن أبي أوفى أن معاذاً قدم من الشام فسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا، قال: يا رسول الله قدمت الشام فوجدتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم، يعني لكبرائهم وعظمائهم فأردت أن أفعل ذلك بك، قال: لا تفعل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، وفي رواية لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة تسجد لزوجها من عظم حقه عليها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرآة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها)، هناك ترابط فمن طاعة الله أن تطيع المرأة زوجها في المعروف، وأيضاً جاء عند أحمد والنسائي أنه عليه الصلاة والسلام قال: (اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق عن مواليه حتى يرجع)، يعني هذا العبد هرب من سيده إذا صلى هذه الصلاة ما ترتفع عن رأسه وامرأة عصت زوجها حتى ترجع الله أكبر، ومن أعظم ما تطيع المرأة زوجها في الفراش جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعوا امرأته إلى الفراش فتأبى إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها)، وفي رواية أخرى في الصحيحين أي (فإذا بات الرجل غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى يرضى عنها)، فلا يجوز للمرأة أن تؤذي زوجها الملائكة تدعوا عليها جاء عند الترمذي وابن ماجة من حديث معاذ أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لا تؤذي امرأة زوجها إلا قالت: زوجته من حور العين لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك يوشك يفارقك إلينا)، فالمرأة عليها واجبات هذا من حقوق الزوج في مسائل الفراش، وعلى المرأة أن تطيع زوجها وأن ترعى الأولاد وتهتم بزوجها، فإذا دخل الزوج تبتسم في وجه زوجها، وتتهيأ للزوج بلبس الثياب الحسنة، ويشم الزوج منها الرائحة الطيبة، وتقوم برعاية الزوج من صنع الطعام وغير ذلك فهذا من الحقوق، وأيضاً لا تصوم إلا بإذن زوجها صوم النفل، وأيضاً ما تدخل أحداً في بيت زوجها إلا بإذنه، ما تدخل أحداً والزوج كارهاً لهذا الدخول في بيته، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لا تصوم المرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه)، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، هكذا ينبغي على المرأة أن تراعي حقوق الزوج، إذا خرجت تخرج بإذن الزوج وتقلل الخروج تخرج لحاجة تستقر في بيتها هذا هو الأصل في المرأة يتأذى الرجل بكثرة خروج الزوجة، ربنا جل وعلا قال: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، فالمرأة إذا خرجت تخرج لحاجة، وإذا خرجت تخرج باحتشام وعفة وطهارة والستر تخرج بالحجاب الشرعي؛ لأن الله عز وجل قال: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) تخرج باحتشام ما تخرج مستعطرة هذا ما يجوز إذا عرف الزوج يتأذى، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند أحمد والنسائي من حديث أبي موسى: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)، فالأمر عظيم المرأة إذا خرجت تخرج تفلة من غير زينة نعم تجعل زينتها بين النساء لابأس في بيت زوجها لابأس، أما أمام الرجال أمام الرايح والغادي فلا يجوز هذا.
وأيضاً تغض البصر (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)، وأيضاً تكلمت لحاجتها فإنها تتكلم وما تتوسع في الكلام، وإنما في حدود حاجتها، وما تلين في الكلام ولا تكسر الكلام وما تميع الكلام؛ لأن القلوب تستميل قلوب الرجال تستميل إلى النساء فلا يجوز هذا هذا والله مما يؤذي الزوج، وربنا جل وعلا قال: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلنا قولاً معروفاً)، هكذا لا يجوز لامرأة أن تخلوا برجل فالنبي صلى الله عليه وسلم (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، فهذا لا يجوز يعني بعض النساء في مقر العمل تعمل مع الرجل في مكتب واحد، ولو بحثت وجدت أن أغلب المشاكل الزوجية من هذه المسائل، فلابد للمرأة أن تعطي حق الزوج، ومن باب أولى لا يجوز لها أن تمس رجلاً غريباً، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند الطبراني من حديث معقل بن يسار: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)، فالأمر عظيم إذاً للزوج حقوق كما أن على الزوج واجبات، وسيأتي بإذن الله عز وجل البيان؛ بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ