السُّـؤال
أحسن الله إليك شيخنا أسألة بعض طلبة العلم السؤال ما هو الفهم الصحيح لمقولة الإمام الذهبي رحمه الله عن ابن خزيمة عندما ذكر ترجمته في سير أعلام النبلاء قال وذكر أن له جلالة في العلم وكذلك مع جلالته أخطأ في تأويل بعض الصفات مثل حديث الصورة ثم أردف كلامه بقوله أي الامام الذهبي ولو أن كل من أخطأ في اجتهاد مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقل من يسلم من الأئمة معنى انتهى كلامه رحمه الله أهل الانحراف يرون أنه أخطأ في مسألة من مسائل العقيدة ومع ذلك يقولون قال الذهبي ما قال أن لا نهضره فكيف بمسائل المنهج فكيف بغيرها وكذلك يقولون بالموازنات بأن الذهبي ذكر مدائح ابن خزيمة وأن له جلالة في العلم وغير ذلك ثم ذكر أنه أخطأ ثم ذكر اخطائه نريد جوابا مفصلا بارك الله فيكم.
الجواب:
لا. هذا في باب الترجمة يُذكر ما له وما عليه، أما في باب التحذير والجرح لا يصلح هذا لا يصلح أن تذكر مقابل الجرح التعديل، على سبيل المثال فلان أراد أن يتقدم لخطبة فلانة فسألوا عنه وأنت على معرفة به فسألوك فقلت فلان هذا يشرب الحشيش وهذه السموم والعياذ بالله، لكن الرجل تقي وزاهد يقوم الليل ويصوم النهار ويتصدق وصاحب خلق ودين إلى آخره هذا لا يصلح هذا هو منهج الموازنات أن تذكر الحسنات والسيئات في مقام التحذير أما في باب الترجمة فشيء آخر.
أما قول الإمام الذهبي ولو أن كل من أخطأ في اجتهاد مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقل من يسلم من الأئمة.
هذا ليس على إطلاقه فهناك مسائل اجتهادية ومسائل ليست من المسائل الاجتهادية هل الآن تحفظ كرامة من يقول بخلق القرآن؟ الجواب لا.
فهذه مسائل واضحة وظاهر كالقول بخلق القرآن فمن قال مثلا بهذا القول ما أقول يبدع بل يكفر؛ لأن القول بخلق القرآن كفر صريح، وهناك مسائل خفية ليس ظاهرة فإذا كان القائل به قد مات فهذا العالم قد يُعذر كما هو شأن النووي وابن حجر، فالعلماء يثنون عليهما مع أنهما وقعا في تأويل بعض الصفات لكن العلماء يثنون عليهما.
أما من كان حياً فوقع في بعض المسائل الخفية فيجب هنا أن يبينوا له هذه المسائل التي خفت حتى تصير في حقه مسائل واضحة فإذا أصر على موقفه واستمر على ذلك فإنه يحذر منه أو يبدع إذا كانت هذه المسائل تستوجب التحذير أو التبديع.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ