صدقة تسر النبي صلى الله عليه وسلم

• January 1, 2021

• 815
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد: فالصدقة التي سرت النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار مقلدي السيوف، فتمعر وجه النبي صلى الله عليه سلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب الناس فحثهم على الصدقة، فأول من بادر بالصدقة رجل من الأنصار جاء بصرة كادت كفه تعجز عنها أي عن حملها، ثم تتابع الناس بالصدقات فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه مذهبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء).

فالصدقة عباد الله برهان على صدق إيمان العبد، والعبد في ظل صدقته يوم قيامة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتطفئ عن أهلها حر القبور، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصاحبها من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فالمسلم يقف بجانب أخيه في كربه وشدته، فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته عباد الله تصدقوا أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فأنفق يا عبد الله ينفق الله تعالى عليك كما جاء في الحديث القدسي، (وما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان يقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفاً)، فيا عبد الله أنفق ولا تخشى الفقر، فالمال يذهب ويبقى الأجر عند الله تعالى يقول الله تعالى: (وما تنفقوا من خير يوف إليكم)، وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي منها، قالت رضي الله عنها ما بقي منها إلا كتفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بقي كلها غير كتفها.

عباد الله تصدقوا فما نقص مال من صدقة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، والأجر مضاعف يوم القيامة يقول الله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبت سبعة سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) تصدقوا عباد الله نسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى ذلك، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك يا رب العالمين، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

17 جمادى الأولى 1442 ه  الموافق 1/1/2021