والعجب صفة ثابتة لله تعالى على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى، فالمخلوق يتعجب عن شيء قد خفي عليه سببه فيندهش ويتعجب، وهذا لا يكون في حق الله تعالى.
والعجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن نظائره مع العلم به فهذا العجب هو الثابت لله تعالى، كما في قصة الرجل الذي استضاف ضيف النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده إلا قوت أولاده، فقال لأهله نومي الأولاد، وإذا جاء ضيف النبي صلى الله عليه وسلم فضعِ له العشاء، فإذا أراد ان يأكل فاطفئ السراج وأريه أنا نأكل معه، فأكل الضيف والشبع، ففعل هذا الرجل خرج عن نظائره، فلما أصبح هذا الرجل وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)، فالله يعلم ماذا صنع هذا الرجل بضيف النبي صلى الله عليه وسلم، لكن فعله خرج عن نظائره.
يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: العجب هو استغراب الشيء، ويكون ذلك لسببين: السبب الأول: خفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء المتعجب منهم بحيث يأتيه بغتة بدون توقع، وهذا مستحيل على الله تعالى؛ لأن الله بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
والثاني: أن يكون السبب في خروج هذا الشيء عن نظائره، وعما ينبغي أن يكون عليه بدون قصور من المتعجب بحيث يعمل عملاً مستغرباً لا ينبغي أن يقع من مثله، وهذا ثابت لله تعالى لأنه ليس عن نقص من المتعجب، ولكن عجب بالنظر إلى حال المتعجب منه. انتهى كلامه رحمه الله.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ