فالعلم يحتاج إلى إخلاص النية لله عز وجل ويحتاج العمل به فمن لم يعمل بعلمه ففيه شبه من اليهود، يقول سفيان ابن عيينة رحمه الله: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، والله عز وجل توعد بل يمقت من يقول ولا يفعل {يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على أقوام تُقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت لجبريل: من هؤلاء قال: هؤلاء الذين يقرؤون كتاب الله ولا يعملون به وثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون يا فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه فلابد لمن تعلم شيئاً أن يعمل به فالعالم لا يكون عالماً إلا إذا كان عاملاً بعلمه وقيل في النظم وعالمٌ بعلمه لم يعملن معذب من قبل من عُبَّاد الوثن فلابد لمن تعلم شيئاً أن يعمل به وإلا لم يكن عالماً به يقول الفضيل رحمه الله: لا يزال العالم جاهلاً حتى يعمل بعلمه فإذا عمل بعلمه صار عالماً.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ