فمن قرأ بهما في ليلة كفتاه، ومعنى كفتاه كما قال النووي رحمه الله: قيل كفتاه المكروه تلك الليلة، وقيل كفتاه من قيام الليل، وهناك معاني أخرى قيل كفتاه: تكفيه من ورده إن كان له ورد إن كان له ورد يحافظ عليه، وقيل: تكيفه بالآيتين أجراً وفضلاً، وقيل: أقل ما يكفي في قيام الليل آيتان مع سورة الفاتحة، وقيل: تكفيه من الشيطان وشره، ولا بأس من حمل معنى هذه الكلمة على هذه المعاني كلها؛ لأن كلمة كفتاه جاءت مطلقة من غير تقييد، وهذه المعاني ليست من باب التضاد، فلا بأس من حمل هذه الكلمة على هذه المعاني كلها.
قال الحافظ في الفتح: قوله (كفتاه) أي أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن، وقيل أجزأتاه عنه عن قراءة القرآن مطلقاً سواء كان داخل الصلاة أم خارجها، وقيل معناه أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالاً، وقيل معناه كفتاه كل سوء، وقيل كفتاه شر الشيطان، وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن، وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر.
ثم قال الحافظ في بيان سبب فضل هاتين الآيتين، قال: وكأنهما اخُتصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل قيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه، وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم. انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ