السؤال:
لطفي أبو الحسن من تونس أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
يقع دائما الجدال بين الشباب وكل يتشبث بقول نريد منكم أكرمكم الله توضيح معنى مسألة خلافية ومسألة اجتهادية، وهل يسوغ الإنكار فيالمسألتين أو في واحدة فقط الرجاء توضيح ذلك بارك الله فيكم.
الجواب:
المسألة الاجتهادية يعني الأدلة فيها متقاربة جداً وقوية كمسألة مثلاً نزول المصلي للسجود هل ينزل على يديه أو ينزل على ركبتيه فمن قالأنه ينزل على ركبتيه استدل بحديث (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) والبعير كما هو معلوم أنه يبرك على القوائم الأمامية فأنت لاتبرك كما يبرك البعير لا تشابه البعير في نزوله فعليك أن تنزل على ركبتيك، ومن قال أن المصلي ينزل على يديه للسجود استدل بنفس الحديث(إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) لكنه قال أن ركبة البعير في يديه فالبعير ينزل على ركبتيه فأنت لا تشابه البعير في نزوله البعيرينزل على ركبتيه فأنت تخالف البعير في نزوله فتنزل على يديك لأن البعير ينزل على ركبتيه وركبة البعير في يديه. يعني مثل هذه المسألة لاتنكر على من نزل على ركبتيه أو على يديه؛ لأن أدلة فيها متقاربة جداً وقوية، وكما يقال لا إنكار في المسائل الاجتهادية، أما المسائل الخلافيةفلا، وما أكثرها الدليل يكون ظاهراً مع أحدهما فينبغي هنا أن نتبع الدليل، وأن ندور مع الدليل حيث دار نحن ملزمون باتباع الحق.
على سبيل المثال سنة الفجر فالبعض يعني يصلي هذه السنة والإمام يصلي الفجر يعني شرع في القراءة ولعله دخل في الركة يأتي هذاالداخل إلى المسجد يعني المتأخر فيصلى السنة ثم يدخل في صلاة الجماعة هذا خطأ لان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلاصلاة إلا المكتوبة فهنا ينكر على من صنع ذلك يقال له هذا حديث سيقول لكن سيقول لك أنا حنفي لأن الأحناف عندهم أن سنة الفجر أمرواجب فتقول له النبي صلى الله وسلم يقول كذا وكذا فينبغي ان تقدم قوله على كل قول وهكذا.
وأحب أن أنبه على مسألة مهمة في هذ المقام
أنه إذا تكلم العالم أو طالب علم على فلان من الناس بدليل وبحجة وبرهان يعني من أقواله او كتاباته أو من خلال أفعاله فلا يقال أن المسألةاجتهادية، فلان من العلماء جرحه وفلان من العلماء زكاه فإذا أخذتَ بقول الجارح وأخذتُ أنا بقول المعدل فلا تنكر علي لأن المسألة اجتهادية،نقول لا هذا خبر وليس في الخبر اجتهاد فلان من العلماء أو من طلاب العلم وقف على كلامه من كتبه أو من أشرطته فجرحه، والجرح المفسرمقدم على التعديل، فالجميع هنا ملزم بأخذ الجرح ما دام مفسرا ولم يُرد، والله لو زكاه ألف عالم وجاء هذا عالم أو طالب علم فقدم الأدلة علىجرحه فيقدم جرحه والجميع مأمور بأخذ قوله لأن قوله مبني على الدليل وعلى الحجة والبرهان يعني عنده زيادة علم ومن علم حجة على من لميعلم فوجب الأخذ بقوله، كما حاصل الآن في فتنة ابن هادي يقول لك لا تثرب علي إذا أخذت بكلام الشيخ ربيع وأخذت بكلام من زكاه منالعلماء فلا تثرب علي كأن المسألة فقيهة. فالجرح المفسر مقدم على التعديل. فيجب على الجميع اتباع الحق ولزوم الدليل.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ