الإعلانات

التواصل الاجتماعي

هل صفة الأصابع ثابتة لله تعالى

  • September 2, 2020

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخنا الحبيب. أود السؤال عن صفة الأنامل لله. فلأول مرة أعرف اليوم أن أهل السنة يثبتونها من خلال الحديث التالي: عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَال: احْتبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – سَرِيعًا، فَثُوِّبَ بِالصَّلاةِ وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَال: كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَال: إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ! إِنِّي قُمْتُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْتُ فِي صَلاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَال: يَا مُحَمَّدُ! أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْملأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي يَا رَبِّ، قَال: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْملأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي رَبِّ. فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ، وَعَرَفْتُ. فَقَال: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصمُ الْملأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَال: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: نَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ. قَال: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلامِ، وَالصَّلاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَال: سَلْ، قُلْتُ: اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ، وَقَال رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا.
وسؤالي هنا أليست هذه مجرد صورة منامية رآها النبي صلى الله عليه وسلم لله؛ وبالتالي لا يكمن أن نثبت من خلالها صفة لله.
وسؤالي الثاني: هل الصورة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في منامه هي صورة الله الحقيقية التي سنراها في الآخرة أم أنها مجرد صورة منامية لا تطابق الواقع. أفيدونا أفادكم الله.

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم صفة الأصابع ثابتة لله عز وجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء) فهذه الصفة ثابتة لله جلا وعلا لكن على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى؛ لأن الله عز وجل يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فنثبت هذه الصفة على الوجه الي يليق به سبحانه وتعالى، والكلام في بعض الصفات كالكلام في الصفات الأخرى، يعني كما أننا نثبت لله تعالى السمع والبصر والقدرة والإرادة والحياة وغيرها من الصفات أيضاً نثبت صفة الأصابع لله تعالى، لكن على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى من غير مماثلة للمخلوقين لأن الله عز وجل يقول: {ليس كمثله شيء} ثم أثبت صفة السمع والبصر فقال {وهو السميع البصير} فتثبت صفة الأصابع لله تعالى على الوجه الذي يليق به من غير مماثلة للمخلوقين.
وأما بالنسبة للشق الثاني من السؤال. لا هذه الصورة التي في المنام ليست هي صورة الله الحقيقة التي يراها المؤمنون في الجنة لا؛ لأن الله ليس كمثله شيء لا يماثل المخلوقين أبداً.