الإعلانات

التواصل الاجتماعي

حكم الخروج على الحاكم

  • June 17, 2020

السؤال الثالث:
هذا سائل يقول من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية هل هذا الحديث حكمه ينطبق علينا وذكر السائل منطقته وبلده أم هل نقدر أن نبايع وذكر السائل حاكم بلده أي فرضاً ونطيعه في أمور التي تخص المصلحة الحسنة ونعصيه على السيئة، وما الفرق بين الطاعة والمولاة في الإسلام؟

الجواب:
أولاً: لاشك أن السمع والطاعة لولي أمر المسلمين؛ لإن الله عز وجل يقول {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، أما الكافر فولايته لا تنفذ ولا تصح لكن ليس لكم إلا الصبر لأنكم لا قدرة لكم على إزالته، ولأن الخروج على الحاكم فيه مفاسد عظيمة فيه إزهاق للأرواح وسلب للأموال وهتك للأعراض وحصول فساد عظيم في البلاد وبين العباد فلا يجوز الخروج على الحاكم لاسيما إذا كان مسلماً ولو كان ظالماً أو فاسقاً أو فاجراً لا يجوز الخروج عليه مطلقاً، أما الحاكم الكافر هناك شروط:
أولاً: لابد أن نتأكد من كفره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إلا أن تروا كفراً بواحاً عنكم من الله فيه برهان) قال أولاً (تروا) لم يقل تسمعوا وإنما قال تروا أما مجرد السماع من هنا وهناك وإشاعات وأخبار غير صحيحة فلا، قال (تروا) ماذا هل تروا معصيةً أو فجوراً أو فسقاً أو ظلماً أو عدواناً الجواب: لا قال (تروا كفراً) لم يقل عليه الصلاة والسلام ظلماً ولا فسوقاً ولا فجوراً ولا عدواناً وإنما قال(كفراً) وهذا الكفر لابد أن يكون بواحاً أي ظاهراً بيِّنا بل قال (عندكم من الله فيه برهان) أي أن هذا الكفر عليه برهان ودليل وحجة من الكتاب والسنة على أن هذا الفعل أو هذا القول كفر فهذا الأمر ليس فيه اختلاف ولا يشك ولا يختلف فيه اثنان على أنه كفر، وهناك شرط آخر القدرة على إزالته والمقصود الخروج على الحاكم الكافر الذي كفره بواح لنا فيه من الله برهان أما الحاكم المسلم كما قلنا لا يجوز الخروج عليه مطلقاً ولو كان ظالماً أو فاسقاً أو فاجراً، وهناك أيضاً شرط آخر البديل لابد من وجود البديل أما إذا لم يكن هناك بديل وهناك قدرة على إزالته لكن لم يكن هناك بديل أيضاً لا يجوز. لا يجوز الخروج عليه لا يجوز ترك البلاد من غير حاكم لأن الفوضى ستعم في البلاد وبين العباد فتصبرون على هذا الحاكم، ولا تجوز طاعة ولي الأمر في معصية الله أبداً لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الطاعة بالمعروف) ويقول (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ويقول (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)، وأما بالنسبة لمولاة الكفار فلا تجوز المولاة المحبة لا تجوز محبتهم ولا مودتهم لأن الله عز وجل يقول {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ويقول أيضاً حلا وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ويقول أيضاً {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} فإذا صبرت على الحاكم الكافر مثلاً ليس معنى ذلك أنك تواليه وتحبه وهناك مودة لا. وإنما تصبر عليه لعدم القدرة على إزالته. بارك الله فيكم.