الإعلانات

التواصل الاجتماعي

حق الصحابة رضي الله عنهم

  • April 8, 2020

 

 الحمدالله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فربنا جل وعلا أثنى على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه في آيات كثيرة قال الله عز وجل: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً)، وأيضاً قال الله عز وجل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)، وقال عن المهاجرين: (للفقراء المهاجرين الذين اُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)، وقال في الآية التي بعدها عن الأنصار: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة من ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوقَ شح نفسه فأولئك هم المفلحون)، وجاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) لهم فضل عظيم ما يصل أحدنا إلى منزلتهم مهما عملنا؛ لأنهم لقوا النبي عليه الصلاة والسلام وآمنوا به وصدقوه وشهدوا التنزيل وبلغوا الناس دين الله بلغوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد بن زيد: (لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغبر منه وجهه خير من عمل أحدكم لو عُمِّرَ عمر نوح)، ففضلهم عظيم نظر الله في قلوب العباد بعد قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب هذا أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على الصحابة جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنه عليه الصلاة والسلام قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، وأيضاً قال عليه الصلاة والسلام: (أُوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم)، فنقتدي بهم ونتأسى بهم؛ لأنهم شاهدوا التنزيل، وهم سلفنا هم الأصل الأصيل الذي ينبغي للمسلم أن يتبع هذا الأصل، ولا سبيل إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا من طريقهم قال الله عز وجل: (من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)؛ إذاً علينا أن نتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليه بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) كما عند أحمد والترمذي وأبي داوود من حديث العرباض، وزاد النسائي (وكل ضلالة في النار)، فلابد للمسلم أن يتبع هدي الصحابة رضي الله عنهم قال حذيفة: (كل عبادة لم يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدها)، قال سعيد بن جبير: (ما لا يعرفه البدريون فليس من الدين)، ولهذا أيضاً قال الأوزاعي: (اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم _ يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم _ وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم)، النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباع سنة الخلفاء الراشدين، وقال أيضاً: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)، فلابد من السير على منهج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم قال الإمام البربهاري رحمه الله: فمن لم يأخذ عنهم، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار، قال الشيخ ربيع المدخلي في شرح السنة للبربهاري: (فالصحابة رضوان الله عليهم هم الأصل الأصيل لأهل السنة والجماعة، فمن سار على دربهم ومنهجهم في عقيدته وعبادته ومنهجه فهو من أهل السنة والجماعة ومن خالفهم في شيء من هذه فهو من أهل البدع والضلال والضلالة وأهلها في النار)، فينبغي للمسلم أن يسير على منهج الصحابة رضي الله عنهم ومن خالف منهج الصحابة ضل ضلالاً مُبيناً، فلهذا من علامات أهل البدع والضلالة أنهم يطعنون في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذه علامة واضحة على الهوى والبدعة إذا رأيت رجل يطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه مبتدع قال سفيان ابن عيينة: (من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى)، قال سمعاني (التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خُذلان فاعله)، بل هو بدعة وضلالة قال أبو زرعة: (إذا رأيت الرجل يتنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق)، قال الإمام أحمد رحمه الله: (من انتقص أحد أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء) الله أكبر قال الميموني قال لي أحمد ابن حنبل يا أبا الحسن (إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام) دليل على الهوى والبدعة والضلال، سُئل الإمام أحمد عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أتدرون ماذا قال الإمام أحمد؟ فقال (ما أراه على الإسلام)، وأيضاً قال الإمام أحمد: (من شتم الصحابة أخاف عليه من الكفر)، ثم قال: (من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أن يكون مرقَ من الدين)، وأيضاً سُئل الإمام من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة قال: (ما أراه على الإسلام)، وقال الإمام مالك: (الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهمٌ أو قال نصيب في الإسلام)، قال الإمام البربهاري رحمه الله: واعلم أن من تناول أحداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إنما أراد محمداً صلى الله عليه وسلم وقد آذاه في قبره)، فهم يطعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريدون الطعن في الشريعة يريدون الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم الطعن في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام طعن في النبي عليه الصلاة والسلام طعن في الإسلام وفي هذه الشريعة في الحقيقة؛ لأن الصحابة هم نقلت الشريعة نقلوا لنا الكتاب والسنة، كم ممن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة وهو في الحقيقة ليس من أهل السنة والجماعة يتنقص عثمان رضي الله عنه، أو يتنقص معاوية رضي الله عنه ولو قال ليل نهار أنه من أهل السنة فهو ليس من أهل السنة الذي يطعن في الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين أو في معاوية رضي الله عنه أو في عمر بن عاص فهو ليس من أهل السنة، قال أبو توبة معاوية: (ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجتر على ما وراءه)؛ إذاً طعن في معاوية طعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم بن ميسرة: (ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شتم معاوية فإنه ضربه أسواطاً)، لما سُئل ابن المبارك أيهما أفضل معاوية أو عمر ابن عبد العزيز قال: (الغبار في أنف معاوية خير من عمر بن عبد العزيز)، قال رجل لأبي زرعة إني اُبغض معاوية فقال: ولمَ؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال: إن رب معاوية رب رحيم وخصم معاوية خصم كريم فإيش دخولك أنت بينهما، لماذا تدخل؛ رب معاوية رب رحيم وخصم معاوية خصم كريم فلماذا تدخل بينهما وتطعن في معاوية رضي الله عنه، لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية رضي الله عنه جعل يبكي رضي الله عنه فقالت له امرأته تبكي عليه وقد قاتلته فقال: (ويحكِ إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم)، قيل للإمام أحمد إن هنا رجل يفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية فقال: (لا تجالسه ولا تُآكله ولا تُشاربه، وإذا مرض فلا تعده)، الشاهد أيها الإخوة أن الصحابة لهم فضل عظيم حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أبي بكر وعمر: (أبوبكر وعمر من الإسلام كمنزلة السمع والبصر من الرأس) كما ثبت عنه من حديث جابر رضي الله عنه، يقول الإمام مالك: (كنا نُعلم حب أبي بكر وعمر كما نُعلم أسورة من القرآن)، فلهم فضل لابد من محبتهم، ولهذا ذكر الطحاوي في عقيدته (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم) يعني من يبغض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام نحن نبغضه، وهكذا نحبهم بل ونحب من يحبهم حبهم دين، ولهذا قال: (وحبهم دين وإيمان وإسلام وبغضهم كفر ونفاق وطغيان)، وقال الإمام أحمد رحمه الله: (حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة وأخذ آثارهم فضيلة) بذلوا الغالي والنفيس بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل هذا الدين بذلوا الكثير من أموالهم حتى أظهر الله عز وجل هذا الدين فجاء إليك هذا الدين صافي نقي، فينبغي للمسلم أن يحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأن يقتدي بهم وأن يترضى عليهم وأن يدعوا لهم ربنا جل وعلا قال في كتابه: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)، بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.