الإعلانات

التواصل الاجتماعي

حق الله تعالى

  • April 8, 2020

 

 الحمدالله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فالعبد في هذه الدنيا عنده حقوق لابد أن يؤديها، فمن هذه الحقوق، بل ومن أعظم هذه الحقوق، وأهم هذه الحقوق، وأول الحقوق هو حق الله جل وعلا من أهم الحقوق، ومن أعظم الحقوق ومن أول الحقوق حق الله عز وجل، وسأل عليه الصلاة والسلام معاذاً لما كان رديفه على الحمار قال يا معاذ: أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله، قال معاذ رضي الله عنه، قلت الله ورسوله أعلم، ثم كرر عليه السؤال بعد فترة أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله، قال الله ورسوله أعلم ثلاثاً حتى يرسخ هذا الحق في قلبه وفي ذهنه، فأجابه عليه الصلاة والسلام حق الله على العباد (أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) هذا هو حق الله علينا وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا، فهذا الحق من أعظم الحقوق على الإطلاق.

فالنبي صلى الله عليه وسلم بقي في مكة يدعوا أهل مكة إلى هذا الحق، لما هاجر إلى المدينة أيضاً دعا إلى هذا الحق إلى أن قُبض هذا الحق عظيم وهو حق الله عز وجل قبل الصلاة وقبل الصيام وقبل الزكاة وقبل الحج وقبل كذا وكذا من سائر العبادات أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئا هذا هو حق الله عز وجل؛ بقي عليه الصلاة والسلام يدعو أهل مكة إلى هذا الحق اعبدوا الله لا تشركوا به شيئا قبل الصلاة قبل الصيام قبل الزكاة قبل الحج قبل كل عمل، وأيضاً لما انتقل إلى المدينة أيضاً دعا الناس إلى هذا الحق، وهو على فراش الموت أيضاً دعا الناس إلى هذا الحق، يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وفي رواية (قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)؛ في كل مناسبة عليه الصلاة والسلام يدعو إلى هذا الحق أول الحقوق ذكر ربنا جل وعلا آيةً في كتابه، وهذه الآية تسمى عند العلماء بآية الحقوق العشرة ذكر عشرة حقوق وبدأ الله عز وجل بحقه، لماذا؟ لأنه أعظم الحقوق، قال (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ثم ذكر حق الوالدين وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانكم)، وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ إلى اليمن قال: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قبل الصلاة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم) هكذا.

من أهم الأمور التوحيد هذه الشهادة حق الله عز وجل من أهم الأمور تقدم حق الله على سائر الحقوق، ولهذا تجد أن أول أركان الإسلام يتعلق بحق الله جل وعلا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ لأن الصلاة ما تقبل إلا بالشهادة الأولى والشهادة الثانية وكذلك الزكاة وكذلك الصيام وكذلك الحج ومن باب أولى سائر العبادات؛ لابد أن نراعي في كل عبادة الإخلاص، والإخلاص تجدونه في الشهادة الأولى شهادة أن لا إله إلا الله، يعني ما تعبد غير الله ما ترائي في عبادتك وفي صلاتك وفي زكاتك وفي صدقتك وفي صيامك وفي كذا وكذا من العبادات، وإنما تريد وجه الله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا صليت تصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا صمت تصوم كما صام النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا في كل عبادة وإلا ما يقبل الله عز وجل منك عبادة ولا عملاً؛ فلابد أن تأتي بالعبادة على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون العمل مقبولاً عند الله؛ لابد من الإخلاص ولابد من المتابعة فإذا أخللت في الإخلاص وقعت إما في الشرك أو الرياء، وإذا أخللت بالمتابعة وبموافقة السنة وقعت في البدع والمحدثات والمضلات فالعمل يكون مردوداً ولا يكون مقبولاً، فتجد أن هذا الحق من أول الحقوق في أركان الإسلام تجد أن حق الله من أول الحقوق في شعب الإيمان، كما قال عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضع وسبعون شعبة) وفي رواية (بضع وستون شعبة قال أعلاها قول لا إله إلا الله)، انظر بدأ بحق الله عز وجل قول لا إله إلا الله، أي أنك تعبد الله ولا تشرك به شيئا (وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)؛ أعلاها قول لا إله إلا الله قال: (وأفضلها قول لا إله إلا الله).

وأيضاً من أول الأمور ذكر عليه الصلاة والسلام ما يناقض هذا الحق؛ هذا الحق حق خالص لله جل وعلا ما يقبل المشاركة أبداً وإنما هذا الحق خالص لله جل وعلا، ولهذا ذكر عليه الصلاة والسلام أول ما ذكر ما يناقض هذا الحق الشرك بالله قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله ثم قال عقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس قال: ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت)، وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) تجتنب السبع الموبقات، يعني تكون في جانب وهذه الموبقات، يعني المهلكات في جانب آخر وأول ما بدأ بدأ بما يناقض حق الله قال (الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)، وأيضاً جاء في الصحيحين لما سأل عبدالله بن مسعود النبي عليه الصلاة والسلام أي ذنب أعظم ما قال شرب الخمر وما قال الزنا وما قال السرقة، وإنما قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك) أن تجعل شريك مع الله؛ انتبه ما يرضى الله عز وجل هذا، وأيضاً قال ابن مسعود قلت ثم أي قال: (أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) قلت ثم أي قال: (أن تزاني حليلة جارك).

فإذاً هذا الذنب من أعظم الذنوب أن تصرف هذا الحق لغير الله عز وجل تصرف حق الله لغيره من أعظم الذنوب، فإذا جاء العبد بهذا الذنب فالله عز وجل ما يغفر له (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) يعني سائر المعاصي، ولو كانت هذه المعاصي من الكبائر فأنت تحت المشيئة إن شاء غفر الله لك وإن شاء عذب هذا المسلم، لكن الشرك لا، قال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)، وأيضاً الشرك محبط لسائر الأعمال كما قلنا (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) هذا في حق الأنبياء، وأيضاً قال ربنا جل وعلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل لله فاعبد وكن من الشاكرين) لابد من الإخلاص لابد أن تجعل هذا الحق لله وحده دون سواه؛ لأن هذا الحق ما يقبل أبداً المشاركة، إنما هو حق خالص لله جل وعلا.

إبراهيم عليه السلام يخاف من نفسه أن يجعل هذا الحق لغير الله عز وجل يقول: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)؛ قد يقول قائل لماذا تتكلم عن هذا الموضوع ونحن مسلمون كلنا نعبد الله فلماذا تتكلم عن هذا؛ لماذا لا تتكلم عن السرقة عن الزنا عن أكل الربا عن شرب الخمر عن كذا وكذا من المحرمات؟! نقول هذا من أعظم الذنوب وهذا متفشي في المسلمين كثيراً، قال تعالى: (وما يؤمنوا أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) قد يقع الإنسان في الشرك وهو ما يشعر، كيف ذلك ألا نصلي لله ألا نركع لله ألا نسجد لله؟! نعم؛ لأن البعض يظن أن العبادة فقط الصلاة الركوع السجود الصيام الزكاة الحج هناك عبادات أخرى صرفها من صرفها من المسلمين لغير الله عز وجل، ما هي هذه العبادات؟ الدعاء عبادة الدعاء عبادة، كم من المسلمين من يصرف الدعاء لغير الله فيدعوا القبر مثلاً ويدعوا الولي الفلاني ويدعوا الميت الفلاني من دون الله يطلب الحاجات هذا شرك صرف العبادة لغير الله، هذا حق لله عز وجل. النبي عليه الصلاة والسلام سمى الدعاء عبادة قال: (الدعاء هو العبادة) فالدعاء عبادة، وأيضاً ربنا جل وعلا أمرنا أن ندعوه (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي) ولا عن دعائي ماذا قال عن عبادتي أو دعائي قال (عن عبادتي) فسمى الدعاء عبادة.

فإذاً هناك عبادات تُصرف لغير الله الإنسان ما يشعر الذبح عبادة ما تذبح للقبر أو تذبح للولي الفلاني النذر عبادة ما تنذر للقبر ولا للولي الفلاني، وهكذا سائر العبادات الاستغاثة والاستعانة والخوف والرغبة والرهبة عبادات كثيرة، فلابد أن ننتبه أن هناك عبادات كثيرة الحلف عبادة الحلف عبادة؛ نسمع كثيراً من يحلف بغير الله عز وجل يقول والكعبة لا؛ تقول ورب الكعبة؛ نسمع كثيراً ورأس أبي وأمي لا هذا من الشرك من الشرك الأصغر من شرك الألفاظ، يقول والنبي هذا من الشرك من الشرك الأصغر، يقول وشرفي وأمانة والنعمة والرفجة نسمع كثيراً من حلف بغير الله فقد أشرك، قال: (لا تحلفوا بآبائكم) قال عليه الصلاة والسلام: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).

فإذاً لابد أن نتنبه الشرك تجده في بعض المسلمين، كم من مسلم يلبس هذه الحلق والخيوط ويتعلق قلبه بهذه الحلق والخيوط، هذه التمائم والحروز يجعل على نفسه أو أولاده؛ هكذا تجد البعض حتى في سيارته يربط خيطاً لدفع البلاء أو دفع العين وما شابه ذلك هذا من الشرك من الشرك الأصغر، فالحذر فالحذر كل الحذر من الشرك؛ لأن هذا مما ينافي حق الله عز وجل.

فلابد أن نعلم ما هو حق الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) هذا هو حق الله هذه الكلمة العظيمة الطيبة كلمة لا إله إلا الله هذه الكلمة هي الكلمة التي يدخل بها العبد المسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة كلمة التوحيد ما معنى هذه الكلمة لا إله إلا الله، يعني أن تعبد الله وحده دون سواه ما تصرف العبادة لغير الله؛ لا معبود بحق إلا الله يعني ما يستحق أحد العبادة إلا الله عز وجل فلا تصرف العبادة لغير الله عز وجل هذا معنى لا إله إلا الله تدخل بهذه الكلمة الجنة، لكن لو قلت لا إله إلا الله ثم هدمت هذه الكلمة بأفعالك وأقوالك ما الفائدة من هذا القول، تقول لا إله إلا الله وأنت تدعو القبر، تقول لا إله إلا الله وأنت تذبح للقبر، تقول لا إله إلا الله وأنت تنذر للولي الفلاني، تقول لا إله إلا الله وأنت تحلف بغير الله عز وجل تحلف بالنبي وبالنعمة وبالرفجة وبرأس كذا وكذا ما الفائدة ما ينفع هذا القول.

نعم لا إله إلا الله مفتاح الجنة، لكن هل كل مفتاح يفتح المفتاح له أسنان لا إله إلا الله له شروط لابد أن تأتي بشروط لا إله إلا الله، ما تنقض لا إله إلا الله فإذا عبدت الله وحده لم تشرك به شيئا تدخل الجنة، أما إذا صرفت العبادة لغير الله فهذا هو الشرك، ومن أشرك أحبط الله عز وجل عمله ولم يغفر له ودخل النار وكان من الخالدين في النار، فالحذر كل الحذر، إذاً ما معنى لا إله إلا الله أن تعبد الله وحده دون سواه.

هذه الكلمة لا إله إلا الله أخطأ فيها الكثير، بل أخطأ فيها الذين يحملون الشهادات العليا الذين يدرسون في الجامعات، ماذا يقولون عن لا إله إلا الله؟ يقولون لا خالق إلا الله أو يقولون لا رازق إلا الله أو يقولون لا محيي إلا الله لا مخترع إلا الله لا. لا ليس هذه المعاني معنى لا إله إلا الله، إذاً ما معنى لا إله إلا الله؟! لا خالق إلا الله؛ نعم لا خالق إلا الله، لكن ليس معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله، معنى لا إله إلا الله أن تعبد هذا الخالق؛ ما الفائدة أنت تعترف بهذا الخالق أنه خلقك، لكن ما تعبد الله ما تعبد هذا الخالق ما ينفع هذا القول.

المشركون أبو جهل وأبو لهب يعترفون أن الله هو الخالق وأن الله هو الرازق وأن الله هو المدبر وأنه محيي ومميت، لكنهم ما عبدوا الله عز وجل ما أخلصوا في عباداتهم، وإنما صرفوا العبادة لغير الله فما تنفعهم هذه الكلمات ما ينفعهم إقرارهم واعترافهم، ذكر الله في كتابه اعتراف الكفار (ولئن سألتهم) يعني يا محمد إن سألت الكفار (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم)، وفي آية أخرى (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) يعترفون أن الله هو الخالق الرازق، لكن ما عبدوا الله وحده ما ينفع هذا الاعتراف وهذا الإقرار، فلهذا نعلم أن من الخطأ أن تقول معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله.

هذه الكلمة عظيمة، لابد من الأمرين، في هذه الكلمة أمران نفي وإثبات، يعني لا إله يعني ما أعبد أحداً إلا الله؛ تعبد الله وحده هذا معنى، يعني لا أعبد أحداً، ما يستحق أحدٌ العبادة إلا الله وحده دون سواه.

إذاً الكلمة الأولى نفي (لا إله إلا الله) تنفي العبادة عن المخلوقات (إلا الله) تثبت العبادة لله وحده، وهذا المعنى كثير في القرآن دعوة الأنبياء على هذا، كل نبي يأتي إلى قومه يقول (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) انظر (اعبدوا الله) يعني اصرفوا العبادة لله هذا معنى إلا الله؛ (ما لكم من إله غيره) يعني لا إله، قال (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) لابد من الأمرين، ما ينفع أن تعبد الله وتعبد غيره معه لا هذا شرك هذا شرك يقول أنا اصلي وأنا أدعو وأنا أقرأ القرآن وأذهب إلى القبر لأن لهم مكانة وهذه شفاعة وواسطة ووسيلة لا هذا شرك، فمعنى لا إله إلا الله إثبات ونفي، إثبات العباد لله ونفي العبادة عن غيره، قال: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء من ما تعبدون إلا الذي فطرني) انظر، وهكذا الآيات كثيرة (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم قال ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) هذا لا إله الذين آمنوا هذا إلا الله وهكذا الآيات كثيرة.

فلابد أن نعرف هذا الأمر، فما يتوجه الإنسان لغير الله بأن يطلب الحاجات، هؤلاء يذهبون إلى القبور وإلى الأموات وإلى الأولياء ويطلبون الحاجات، ويقولون نحن ما نعبدهم هؤلاء يقربون إلى الله، هؤلاء لهم مقام ومكانة ومنزلة، ونحن عندنا قصور عندنا ذنوب؛ هذا هو قول أبي جهل وأبي لهب هذا هو قول المشركين (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم هم قالوا بعد ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا) هكذا قال: (إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) في أول الآية قال: (فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص) ثم قال: (والذين اتخذوا من دوني أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلا الله زلفا إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) كذب في أقوالهم هم يزعمون أن هذه الآلهة وأن الأموات والأولياء يقربونهم إلى الله، وحكم عليهم بالكفر (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار)، وقال في آية أخرى (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعائنا عند الله).

فالشاهد أيها الإخوة إذا أراد أحد منا أن يطلب شيئاً فليطلبه من الله جل وعلا، إذا أراد أن يدعو يدعو الله عز وجل وحده (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، وأيضاً قال (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) ما قال ادعوا كذا وادعوا كذا وادعوا كذا لا يعني الآيات في القرآن كلها (ويسألونك) تخيل ويسألونك مثلاً عن ذي القرنين قل، النبي عليه الصلاة والسلام يخبر الناس قل (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى) النبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم، لكن لما قال عن الدعاء (وإذا سألك عبادي عني) ما قال قل وإنما (فإني قريب أُجيب دعوة الداعي).

في الدعاء ليس هناك واسطة أما في التبليغ نعم، فالنبي عليه الصلاة والسلام يبلغ عن ربه، أما في الدعاء ليس هناك بينك وبين ربك واسطة، وإنما تدعو، فربنا فتح أبواب السماء يستجيب دعائك ما يحتاج إلى واسطة.

نسأل الله عز وجل أيها الإخوة أن يجعلنا من أهل التوحيد ومن أهل الإخلاص نسأله ذلك بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.