الإعلانات

التواصل الاجتماعي

الحدادية

  • July 18, 2020

 

الحدادية

بسم الله الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه بفضل الله هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أما بعد:

 وإنه لمن دواعي الفرح والسرور والنشوة والحبور في هذه الليلة المباركة باستضافة كريمة

لشيخنا الفاضل يعقوب بن حسن بن أحمد بن عبد الله البنا ليُشنِّفَ أسماعنا ويمتع قلوبنا مع سلسلة في التعريف بفرق أهل الأهواء وملل الكفر والإلحاد.

المجلس السادس والعشرون بعنوان:

(الحدادية) فل يتفضل شيخنا مشكورا مأجورا مسدداً ومنصوراً.

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فإن الله تعالى بيَّن في كتابه علاقة المؤمنين بعضهم ببعض فقال جلا وعلا: {إنما المؤمنون إخوة} وكذلك النبي ﷺ بيَّن هذه العلاقة بقوله: (وكونوا عباد الله إخوانا)، وقد شبه نبينا ﷺ علاقة المسلم بأخيه المسلم بالبنيان المتماسك وبالجسد الواحد كما قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك النبي ﷺ بين أصابعه)، وجاء في الصحيحين من حديث النعمان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

ومما ينافي هذه الأخوة الإيمانية ويقطع أواصرها اعتداء المسلم على أخيه المسلم، فلهذا قال النبي ﷺ في أكبر اجتماع وأعظم موقف في يوم عرفة (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا)، وقال في موضع آخر (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومالهُ وَعرضه) ومن الاعتداء أن يتكلم المسلم في أخيه من غير وجه حق، وكلما كان المسلم ذا شأن فالكلام فيه أعظم إثما عند الله تعالى.

وممن رفع الله شأنهم في الدنيا والآخرة العلماء كما قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [سورة المجادلة:11].

فلا يجوز لأحد أن يتنقص العلماء الذين رفع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم شأنهم، فلهذا من أبرز صفات أهل البدع والأهواء الطعن في العلماء، يقولُ أبو حاتم الرازي: وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.

ويقولُ أبو زُرعة: إذا رأيت الكوفي يطعن في سفيان الثوري وزاهدة فلا تشُك أنه رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن في مكحول والأوزاعي فلا تشك أنه ناصبي. وإذا رأيت الخرساني يطعن في عبد الله ابن المبارك فلا تشك أنه مُرجئ. وإذا رأيت البصري يطعن في أيوب السختياني وابن عون فلا تشك أنه قدري. ثم قال: واعلم أن هذه الطوائف كلها مُجمِعة على بُغض أحمد بن حبل.

فالحدادية من أعظم سماتهم أنهم يطعنون في العلماء، فنسبة الحدادية إلى محمود الحداد المصري المقيم في المملكة الطاعن في العلماء حتى أصبح هذا في هذا الباب رأس وله أتباع.

فمن أبرز صفات الحدادية أنهم يطعنون في العلماء ويرمونهم بالجهل ويفترون عليهم بالكذب والبهتان كما افتروا على الشيخ الألباني والشيخ ربيع ورموهما بالإرجاء، والشيخان بريئان من هذه التهمة الظالمة الجائرة براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

هكذا الحدادية يطعنون في العلماء بالكذب والبهتان ظلماً وزوراً ويضللونهم ويبدعونهم كما بدعوا ابن حجر والنووي وغيرهما، وابن حجر والنووي عندهم أشد من سيد قطب، فمن لا يبدع ابن حجر والنووي فهو عندهم مبتدعٌ، أي أنهم يمتحنون الشباب السلفي، هل النووي وابن حجر مبتدع أو لا؟ فإن قلت نعم فأنت عندهم على السنة وأنت منهم ومعهم، وإن قلت ليس بمبتدع فالحرب عليك والتبديع حكمك.

فالحدادية يبدعون من وقع في البدعة، لا يكفي عندهم أن تقول فلان وقع في أشعرية أو عنده أشعرية أو فلان أشعري لابد أن تقول فلان مبتدع وإلا بدعوك.

لا يرون الترحم على أبي حنيفة وابن الجوزي والنووي وابن حجر والشوكاني وغيرهم، فمن ترحم عليهم فهو مبتدع عندهم.

عندهم والعياذ بالله لعن المعين، واللعن كما هو معلوم هو الطرد من رحمة الله، فبعضهم يلعن أبا حنيفة وبعضهم يكفره، الحداد يأتي إلى أقوال أبي حنيفة سواء كانت صواباً أم خطاً فيقول هذه زندقة، يقول شيخنا ربيع حفظه الله حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة، مما يشعر أن الرجل تكفيري مستتر”.

الحدادية عندهم غلو في شيخهم هذا الحداد، كما قال شيخنا ربيع حفظه الله عن غلوهم في الحداد “وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيب بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبد الله”.  

الحدادية عندهم كذب يكذبون على العلماء ويصفون العلماء بالكذب يقولون فلان كذاب وفلان كذاب من غير بيِّنة ولا حجة ولا دليل، ويظهروا أنفسهم أنهم صادقون وأنهم يتحرون الصدق وهم من أكذب عباد الله، يلصقون التهم بالعلماء وبطلاب العلم السلفيين وهم بَراء من هذه التهم، حتى لو أعلن بعضهم رجوعه عن خطأ ما وتاب إلى الله فإنهم لا يقبلون منه هذا التراجع وهذه التوبة لا يقبلون منه ويستمرون في إلصاق التهمة له وهو برئ منها، يقول الرجل: أتوب إلى الله واستغفره من كذا وكذا يقولون له لا توبة لك، كما قال شيخنا ربيع حفظه الله عنهم: ” ولكن الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولا وهو برئ منه ويعلن براءته منه فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج”.

فالحدادية عندهم عداوةٌ شديدة، وبغضٌ شديد للعلماء ولطلاب العلم السلفي.

يقول شيخنا ربيع حفظه الله عنهم “العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات، وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله؛ لأنه من كبار علماء المنهج السلفي، أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب، ولقد كذَّب أحدُهم ابنَ عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشدَّ الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة، وبثوا الدعايات ضدهم، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات، ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة، سماه ” الخميس” أي الجيش العرمرم، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة.

وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجُهيمانية، ولم نره ألف فيهم أي تأليف، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس” انتهى كلامه حفظه الله، أي أنه هذا الحداد حرب على علماء المنهج السلفي وساكت عن الحزبيين وغيرهم من أهل البدع والأهواء، يقول شيخنا ربيع حفظه الله “ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون”. انتهى كلام شيخنا حفظه الله.

عندهم أيضاً كبر عن الحق وعناد هكذا هم أهل البدع لا يرجعون إلى الحق ما حملهم على التمادي في الباطل والرجوع إلى الحق إلا الكبر والعياذ بالله.

فمن أعظم صفاتهم أنهم يطعنون في العلماء والطعن على قسمين:

طعن الصريح وطعن مبطن.

مثلاً يقول: فلان يعني من أهل العلم ليس عنده حكمة هذا طعن أو عنده تسرع، أو عنده شده، أو فلان مُتشدِد، لما بيَّن هذا العالم الرباني حال فلان وفلان بالأدلة والحجج والبراهين قال فلان عنده شده أو فلان متشدد أو ليس عنده حكمة، أو عنده تسرع، كما قال بعضهم الشيخ ربيع تناقض، أي لما قال الشيخ ربيع عن محمد بن هادي كسول وكان يقول عنه في ما مضى علامة قال (الشيخ ربيع تناقض)، وقال (لُبس على الشيخ ربيع)، وقال (الشيخ ربيع أثروا عليه)، وقال (الشيخ ربيع جعلوه يتكلم في ابن هادي)، (الشيخ ربيع أكثروا فأثروا عليه فتكلم)، هكذا يقول (الشيخ ربيع قيل له فقال) قيل له فقال أي لما قال له طلابه كذا وكذا قال بقولهم لهذا هو يقول لُبس عليه الشيخ ربيع وأثروا عليه وجعلوه يتكلم، يقول هذا الطاعن (وهل الشيخ ربيع معصوم من التلبيس) هكذا وصل به الحال والمآل عافانا الله وإياكم.

هذا القول هو قول الحزبيين، القلوب متشابهة تشابهت قلوبهم، فالحزبييون وأهل الأهواء لما يردون الجرح جرح العالم في فلان وفلان يطعنون في بطانة العالم وطلاب العالم ويقولون حوالي الشيخ نمامون ويُلَبِسُون على الشيخ وأن البطانة أثرت على الشيخ كما صنع عبدالرحمن عبدالخالق لما طعن في الشيخ ربيع بهذا القول وعرعور وفالح ومحمد الإمام والحلبي والمأربي والآن محمد بن هادي وأتباعُه.

يعني لما قال هو (من ارتمى إليهم أهلكوه ولو كان كبيرا في السن) من المراد هنا الشيخ ربيع والشيخ عبيد، وقال (فترى آثارهم ظاهرة حتى في بعض الكبار).

انظر إلى طعوناته يقول (لا يفهم من قولي “ملحقون بأهل الاهواء” تبديع إلا جاهل أو صاحب هوى)، والذي قال (هذا تبديع) هو الشيخ ربيع لما ذُكر للشيخ ربيع أن محمد بن هادي يقول ملحقون بأهل الأهواء قال الشيخ (هذا تبديع)، ماذا قال محمد بن هادي بعد كلام الشيخ ربيع بأيام قليلة؟ قال كما سمعتم قبل قليل (لا يفهم من قولي “ملحقون بأهل الاهواء” تبديع إلا جاهل أو صاحب هوى).

ومما قال محمد بن هادي “ومع هذا يقولون بأنا لم نترب على كتب شيخ الإسلام، ولم نرب طلابَنا على كتب شيخ الإسلام، فقطع الله لسان أؤلئك الكذابين” هذا الكلام أيضا بعد أيام قليلة من كلام شيخنا ربيع حفظه الله لما قال فيه: أنه لم يترب على كتب شيخ الإسلام، ولم يرب طلابه على كتب شيخ الإسلام. أليس هذا طعناً في الشيخ ربيع يعني لما قال قطع الله لسان أولئك الكذابين والقائل هو الشيخ ربيع.

وأيضاً قال بعد أن قدم الأدلة للشيخ ربيع فرد الشيخ ربيع أدلته الواهية قال: (سأعرض ما عندي من الأدلة على العقلاء من بني آدم).

وممن قاله أيضاً عن شيخنا ربيع: (أنا أعذره، رجل كبير في السن وضعيف في هذه الأيام لمرضه، لكنه قائم بالعلم، يُسأل فيجيب)، يعني يجيب على الأسئلة الفقهية أما عن قولي فلان فيه كذا وفلان فيه كذا قال (أنا أعذره، رجل كبير في السن وضعيف في هذه الأيام لمرضه) أي قولي هو الصحيح؛ لأن الشيخ ربيع كبير في السن وضعيف إلى آخره. أليست هذه طعونات في شيخنا ربيع؟ أليست هذه أخس من الحدادية؟ كما قال شيخنا ربيع حفظه الله.

نقول أليس الشيخ ربيع اطلع على الأدلة التي قدمها محمد بن هادي فلم ير فيها أي دليل حتى قال إنه لم يأت ولا بنصف دليل، نقول أليس الشيخ ربيع عالم بالطوائف والفرق وبالرجال أليس هو حامل راية الجرح والتعديل بحق في هذا العصر كما ذكر الشيخ الألباني عنه.

لا يجوز أبداً الكلام في الآخرين، فضلاً أن يكون الكلام في طلاب العلم، فضلاً أن يكون الكلام في العلماء الربانيين، فضلاً أن يكون طعناً فيهم، وكل ذلك يعني بلا دليل ولا حجة ولا برهان نعوذ بالله من الحور بعد الكور.

إذا كان الرجل سلفيا ومعروف بالسلفية لابد لابد من بيان أسباب الجرح، يعني إذ كان الرجل معروف عند أهل العلم بالسلفية وعند طلاب العلم أنه رجل سلفي يعني بصحة المعتقد وسلامة المنهج، شهد له العلماء وطلاب العلم ثم جاء آخر يجرحه، هنا تعارض جرح وتعديل فلابد أن يكون الجرح مفسراً لابد لابد أن يكون الجرح مفسراً عند وجود تعديل هذه قاعدة لابد من بيان أسباب الجرح عند تعارض الجرح والتعديل.

يقول شيخنا ربيع حفظه الله “وأخيراً أقول: إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين قد سبب أضراراً عظيمة وفرقة كبيرة في كل البلدان فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبين للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها أو الاعتذار عن هذه الأحكام”.

ويقول أيضا شيخنا ربيع حفظه الله “كان فالح قد اندفع في التجديع والتبديع فكان بعض الشباب يطالبونه بالحجج على هذا التبديع فلا يجد الحجج المطلوبة منه.

فلجأ إلى اختراع أصل وهو إخراج التبديع عن أصول أئمة الجرح والتعديل وبنى على ذلك التفريق بين الرواية والتبديع.

فيرى أنه يحق يعني فالح يرى أنه يحق أن يسأل عن أسباب جرح الرواة، أما من يرى أنهم مبتدعة فلا يحق السؤال عن أسباب جرحهم وتبديعهم ولو كانوا من خيار السلفيين فلا يسأل عن أسباب تبديعهم بل يبدع من يسأل عن أسباب تبديعهم، قال الشيخ ربيع حفظه الله فجره هذا التأصيل إلى القول بوجوب تقليد العلماء _ أي (فالح) لابد أن تقلدوني في هذا في التحذير من أهل البدع من غير طلب أسباب الجرح _ قال فجره هذا التأصيل إلى القول بوجوب تقليد العلماء وعدم سؤالهم عن الحجة”.

هذه هي قاعدة فالح في التفريق بين جرح الرواة والتحذير من أهل البدع، يعني لا يطالب ببيان أسباب الجرح في الذين جرحهم فإن طالبت فإن طالبت فأنت مبتدع عنده.

أيضا يقول شيخنا ربيع حفظه الله “منهج أهل السنة ليس كل من وقع في بدعة يسمى مبتدعا، ونقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أنه يقول “ليس كل من وقع في بدعة نقول مبتدع فإن كثيراً من الأئمة من الخلف والسلف وقعوا في بدعة من حيث لا يشعرون إما بسبب حديث ضعيف يحتجون فيه، وإما انهم فهموا فهما خاطئا لنص القرآن أو لنص السنة وإما بقياس ضعيف أو شيء من هذا”.

يقول: فمثل هؤلاء الأمور خفية يكون له فيها مستند ومنها مستند يرى أنه شرعي هذا لا يبدع، لكن الذي يقول بخلق القرآن واضح أنه مبتدع الذي يقول بالقدر بدعة كبرى مبتدع، الذي يقول بالرفض مبتدع الأمور الكبيرة، أما الأمور الخفية يقع فيها الإنسان من حيث لا يشعر هو يريد السنة قاصدا لها داعيا إليها هذا لا يبدع فإن كثيراً من الأئمة قد وقعوا في شيء من هذا فلا يبدعون فهذا هو القول الفصل _ هكذا يقول شيخنا ربيع حفظه الله _، أما الحدادية كل من وقع في بدعة مبتدع وهم واقعون في بدع كثيرة”.

الشاهد من هذا أن بعض البدع معلومة وواضحة وظاهرة يعني كبدعة التجهم والاعتزال والأشعرية وبدعة الإخوان والسرورية والقطبية والبنائية والتبليغ هؤلاء كلهم مبتدعة لا نشك لكن الرجل من أهل السنة رجل سلفي إذا وقع في بدعة ظاهرة فهو مبتدع نعم كان سلفياً لكنه وقع في بدعة ظاهرة فهو مبتدع كالقول بخلق القرآن، لكن إذا وقع في بدعة خفية فهنا على قسمين:

الأول: إن كان ميتا كابن حجر والنووي وغيرهما هؤلاء لا يبدعون مع أنهم وقعوا في بعض الأشعريات لكن لا يبدعون.

وإن كان حيا لا يبدع إن وقع في البدعة الخفية حتى يُبين له حتى يُبين له فإن أصر فهو مبتدع، أي إن أصر على البدعة الخفية بعد أن بُينت له أن هذه بدعة وأقمنا له الأدلة على أن هذه بدعة وأنها مخالفة صريحة لنصوص القرآن والسنة، فإن أصر على ذلك فنعم يكون مبتدعا، لأن البدعة الخفية أصبحت عنده واضحة وظاهره بعد أن خفيت عليه فلا يعذر.

أما بعضُ المتساهلين فإنهم يستمرون معه مع هذا الذي وقع في البدعة الخفية يستمرون معه مثلاً الموقع الفلاني ويثنون عليه ويعتذرون له بأعذار واهية يعني كقولهم نحن نناصحهم، يا أخي النصيحة هي بيان الحق لهذا الرجل مع دليله وانتهى وليس معنى ذلك البقاء معه إلى أبد الآبدين إلى يوم القيامة بحجة أنك تنصحه، الواجب عليك إن رأيت فلان وفلان مُصِر على هذه المخالفة المنهجية يجب عليك تركُه والتحذيرُ منه لأنه مستمر على خطئه المنهجي والعقدي.

يعني تقول له الشيخ ربيع حذر من فلان وفلان يقول لك لكن فلان قديم في الدعوة وفلان له جهود وعلى خير وطيب ويقبل النصح والرجل على خلق ما شاء الله يعني تستعمل معي منهج الموازنات لتدافع عن صاحبك، تريد بهذا رد جرح الشيخ ربيع في فلان وفلان.

تقول لهم فلان وفلان معكم يعني في نفس الموقع يتعاونون مع بعض الجمعيات الحزبية التي حذر منها الشيخ ربيع والشيخ عبيد يقولون لك لا الرجل السلفي وعلى خير وطيب وخلوق وله جهود وله وزن ما شاء الله منهج الموازنات تستعمله مع هؤلاء هكذا أهل الانحراف والضلال يستعملون هذا المنهج العفن منهج الموازنات للدفاع عن المخالفين والمنحرفين وأهل البدع والاهواء.  

تقول معكم فلان يقول بوحدة الأديان وبالإخوة الإنسانية، تعرف ماذا يقولون؟ يقولون نحن لسنا معه نحن نناصحه، هذا كذب أنتم معه في نفس الموقع، كيف تقولون فلان نحن لسنا معه يقولون فلان له جهود وله وزن وله مكانة والرجل سينفع الدعوة وسيُنصر الحق به، يا أخي الرجل نسف العقيدة ما ترك شيء وأنت تقول الرجل سينفع الدعوة وسيُنصر الحق هذا كذب الرجل عنده خلل في العقيدة كيف تقول هذا.  

تقول لهم معكم فلان مع محمد ابن هادي معكم أناس يعني ليس لهم مواقف واضحة تجاه هذه الفتنة يقولون نحن لسنا معهم، أتعجب كيف أنتم لستم معهم وهم معكم في مكان واحد لابد من المفارقة من مفارقة من كان مع محمد بن هادي حتى يُبيِّن موقفه،

سيقولون لك ظروفنا وظروفنا كذا وكذا، وهل تخفى هذه الظروف على شيخنا ربيع حفظه الله؟ ما سمعنا أبداً من الشيخ حفظه الله أنه عذر أناس لظروفهم ما سمعنا بهذا بل الشيخ حفظه الله يطالبهم ببيان مواقفهم من هذه الفتنة ويطالبهم بمفارقتهم وعدم البقاء معهم.

طيب أقل ما يقال أقل ما يقال إن كنتم لا تستطيعون الكلام فيهم فدعوا غيركم يتكلم فيهم، لماذا تقيمون الدنيا وتقعدونها لما يتكلم فلان وفلان فيهم لما يذكر هذه المخالفات والانحرافات ويذكر تحذير الشيخ ربيع في فلان وفلان.

إن كنتم لا تستطيعون الكلام فيهم لظروفكم كما تزعمون فهل لا تستطيعون مفارقة يعني الموقع الذي يجمعكم معهم؟ لهذا هم يكذبون يكذبون على طلاب العلم بهذه الأعذار الواهية.

هؤلاء يرمون من يأخذ بكلام الشيخ ربيع والشيخ عبيد في محمد بن هادي ومن معه من الذين يدافعون عنه أنهم عنده شدة وتسرع وليس عندهم حكمة، لماذا كلُّ ذلك؟ لماذا كل ذلك؟ لأجل أنه أخذ بكلام الشيخين لأجل أنك حذرت من الذين يدافعون عن ابن هادي، حتى يعني وصل بهم الحال إلى أن وصفوا من يأخذ بكلام العلماء الكبار في المخالفين وفي هذه الجمعيات الحزبية يعني (بينكم باب على الحدادية) هكذا، وهل هؤلاء يعني تكلموا على فلان وفلان من غير وجه حق أم ذكروا تحذير العلماء المبني على الأدلة؟.

هناك أشخاص قد تكلم العلماء فيهم في المجالس الخاصة يعني بين العالم وطلابه لما سُئل العالم لا ينصح بفلان للمخالفات المنهجية التي وقع فيها مثلاً  كنزوله وتعاونه مع بعض الجمعيات الحزبية فالعلماء لا يوصون به وبالحضور له، هذا يكفي إذا نقل بعض طلاب العلم الذين سمعوا من العلماء في هذه المجالس الخاصة مثلاً أنه لا ينصح بفلان ولا ينصح بالحضور له والجلوس إليه، يأتي هؤلاء ويقولون الشيخ ربيع لم يتكلم الشيخ عبيد لم يتكلم إذا كان بعض الطلاب يقول قال علماؤنا لا يثنون عليه لا يثنون على فلان ولا يوصون به، هذا يكفي هذا يكفي فلان من الناس أو هذا الرجل المتصدر ينزل عند هذه الجمعيات الحزبية ويتعاون معهم، حتى لو لم يتكلم العلماء فيه إذا كان يعلم بحال هذه الجمعيات الحزبية وبأقوال العلم فيها وهو معرض لا يلتفت إلى أقوال العلماء فهذا يُترك ولا كرامة، حتى لو لم يتكلم العلماء فيه، فالأمر ظاهر لكل أحد، فلان يتعاون وينزل عند الجمعيات الحزبية واضح أنه يتعاون مع الحزبيين، البعض يقول لا نتقدم بين يدي العلماء العلماء يا أخي العلماء يحذرون ممن ينزل ويتعاون مع هذه الجمعيات الحزبية هذا يكفي إن علم بحال هذه الجمعيات وعرف أقوال أهل العلم واستمر فهذا يُترك لا كرامة له وإن لم يتكلم فيه العلماء.

أيها الإخوة علماء المنهج السلفي إذا تكلموا في أحد لا يتكلمون عليه من غير دليل ولا حجة ولا برهان، وإنما يتكلمون بالحجة والبرهان والدليل من أقواله ومن كتاباته ومن أفعاله وتصرفاته، أما الحدادية هم الذين يحذرون الناس ويبدعون الناس أو طلاب العلم أو العلماء من غير وجه حق يعني من غير حجة ولا برهان ولا دليل، كما تكلم محمد بن هادي على بعض طلاب العلم من غير حق من غير دليل ولا حجة ولا برهان، حتى أن شيخنا ربيع حفظه الله قال أنه أخس من الحدادية، لأنه استمر على ذلك ولم يرجع يعني لما قدم محمد بن هادي للشيخ ربيع الأدلة فبين الشيخ ربيع أن هذه ليست أدلة كان عليه أن يرجع إلى كلام الشيخ ويتراجع لكنه ما استمر ففرق السلفيين في العالم شرقا وغربا ففتنة الحدادية في الحقيقة فتنة عظيمة وأصل هذه الفرقة أنهم يطعنون في العلماء وفي طلاب العلم من غير وجه حق يعني من غير دليل ولا حجة ولا برهان هذا والله أعلم بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

جزى الله خيراً شيخنا بارك الله في عمرك وعملك وجعل الله هذه المحاضرة العظيمة النافعة الماتعة ذخراً في حياة شيخنا وجعلها ونفعها والناس وجعلها من العلم النافع الذي ينفعنا وينفع شيخنا ويشهد بين يدي الله تعالى ويثقل موازينه بين يدي الله آمين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين وحتى نلقاكم عن قريب شيخنا الفاضل نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.