الإعلانات

التواصل الاجتماعي

هدي النبي ﷺ في علاج الغضب

  • April 8, 2020

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: (لا تغضب)، فردد مراراً، قال عليه الصلاة والسلام له: (لا تغضب) أوصاه عليه الصلاة والسلام بعدم الغضب، فهذا الحديث في الحقيقة أصل عظيم، أصلٌ في باب عظيم، في باب الأخلاق، والأخلاق لها أصول، ومن هذه الأصول ألا تغضب، إذاً باب الأخلاق يدور على أصول عظيمة، وعلى أحاديث.

في هذا الباب أصول، من هذه الأحاديث أولاً سلامة القلب والصدر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أنس كما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى لأخيه ما يحب لنفسه) صدره سليم تجاه إخوانه.

أيضاً حفظ اللسان مما يعين على الأخلاق، أصل هذا حفظ اللسان وصيانة اللسان وسلامة اللسان، وفي هذا الأصل ورد حديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).

وأيضاً أصل عظيم ألا تغضب سلامة الصدر سلامة اللسان سلامة الجوارح؛ لأنك ما تغضب؛ لأنك إذا غضبت قد تتعدى بلسانك أو بجوارحك باليد على الآخرين، فهذا الحديث أصل في هذا الباب ألا تغضب.

وأيضاً الأصل الأخير يعني ترك الفضول وتتجنب ما لا يعنيك، وجاء في هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

الغضب من خصال الذميمة والمنهي عنه خطير، يعني أوله جنون وآخره غضب؛ الغضب يعني جمرة يقذفها ويلقيها الشيطان في قلب العبد، فيفور هذا الرجل، هذا الإنسان، الغضب هو غليان الدم في القلب وازدياد خفقان القلب، فينتج من ذلك احمرار الوجه وانتفاخ الأوداج، وربما قف شعر هذا الذي غضب، وينتج من الغضب، قد ينتج ويترتب آثار سيئة أقوال قبيحة سيئة محرمة، أفعال سيئة وقبيحة ومحرمة.

والغضب جماع الشر يجمع الشر كله، وفي ترك الغضب جماع الخير قال جعفر بن محمد رحمه الله: (الغضب مفتاح كل شر)، وقيل لعبدالله بن المبارك رحمه الله: (اجمع لنا حسن الخلق في الكلمة، قال ترك الغضب)، وذكر الإمام أحمد وإسحاق عن حسن الخلق (حسن الخلق ترك الغضب)، والنبي عليه الصلاة والسلام قال لهذا الرجل: (لا تغضب)، قد يحتمل المقصود ترك الغضب كلياً، يعني من أصله ما تغضب من الأصل، وإنما تكون هادئ متأني ترك الغضب كلياً، يعني من الأصل أو يعني إذا غضبت ما تنفذ يعني ما هذا الغضب بقول محرم وسيء وقبيح أو فعل شنيع ومحرم وقبيح يعني هذا هو المقود أما ألا تغضب كلياً من الأصل تغضب أو أيضاً ما تنفذ غضبك واضح يعني قال عليه الصلاة والسلام لا تغضب يعني ما تغضب بتاتاً وإنما يعني تكون حليماً صبوراً متأنياً هذا عندك سعة صدر إلى أخره أو إذا غضبت ما تنفذ هذا الغضب هذا هو المؤمن القوي المؤمن القوي أحب خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير لكن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف والله عز وجل قال: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء).

إذاً ماذا تصنع إذا غضبت؟! هناك علاج ودواء لفظي ودواء وعلاج فعلي باللسان وبالجوارح.

العلاج اللفظي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا غضب أحدكم فليسكت)، وأيضاً ثبت عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام: (إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه)، هكذا تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وجاء في الصحيحين من حديث سليمان بن صرد قال رضي الله عنه: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس أحدهما يسب صاحبه مغضب قد أحمر وجه، فقال عليه الصلاة والسلام: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إذاً العلاج اللفظي أن تقول أعوذ بالله وتسكت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتسكت، يعني تصبر نفسك على السكوت ما تتكلم ما ترد على هذا الذي أمامك وعلى من غضبت عليه؛ لأنك إذا رددت عليه لابد أن ترد عليه بسوء قد يصل الأمر إلى السب أو الشتم أو اللعن فتسكت، تتعوذ بالله وتسكت.

والعلاج الآخر بالجوارح بالفعل إذا كنت قائماً تجلس فإن ذهب عنك الغضب، وإلا اضطجعت كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه، وإلا فليضجع)؛ لأنك إن كنت قائماً أنت متهيأ للكلام والرد، وقد يعني أنت قريب من هذا الذي غضبت عليه قريب منه قد تعتدي عليه باليد، أما إذا قعد ابتعدت وهذا أسكن يعني القعود يمتص الحركة بخلاف وهو قائم أسرع للحركة، فالإنسان يجلس هذا فيه امتصاص للحركة وأبعد فإن لم يذهب عنك الغصب أيضاً تضطجع وهذا أبعد وأبعد وأسكن، ويعني يمتص الحركة أكثر بكثير من القعود والقيام ولهذا عليه الصلاة والسلام ذكر في أحاديث الفتن ستكون فتن وذكر عليه الصلاة والسلام (المضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي)، فتسكت ما تتعجل.

وأخيراً أيها الإخوة الحديث الذي ورد في وضوء الغضبان حديث ضعيف عند أبي داود حديث ضعيف (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفئ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) هذا الحديث حديث ضعيف فما يصح، فالواجب من غضب أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هذا نزغ من الشيطان والله عز وجل أمرنا أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم وما نتكلم، وإذا كنت قائماً تقعد وإذا ما نفع القعود ولازلت على الغضب تضطجع، وأيضاً إذا غضبت لك أن تغادر المكان حتى ما تسترسل في الكلام أو في الحركة، تغادر المكان لا بأس، يعني إذا شعرت أنك ستغضب وأن الكلام سيجر إلى أمور تخرج من مكان لاسيما بين الزوجين، وأيضاً عليك بالدعاء واللجوء إلى الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: (اللهم إني أسألك كلمة الحق في الرضا والغضب).

فإذاً علينا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم بعلاج الغضب كما ذكرنا بالعلاج اللفظي والفعلي، والنبي صلى الله عليه وسلم ما غضب لنفسه وإنما غضب لله إذا انتهك شيء من محارم الله نعم غضب يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح لله تعالى، والإنسان ما يغضب لنفسه فعلينا يعني أن نتأسى بنبينا صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.