الإعلانات

التواصل الاجتماعي

هدي النبي ﷺ مع الاطفال في المسجد

  • April 8, 2020

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنه محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فالأولاد هبة من الله عز وجل ونعمة، فوجب على العبد أن يشكر هذه النعمة والهبة التي هي من الله وحده (وما بكم من نعمة فمن الله) فتحفظ هذه الأمانة فالأولاد مسؤولية على عاتق الآباء والأمهات، فتحفظ هذه الأمانة كما قال عليه الصلاة والسلام من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها)، فالله عز وجل سيسألنا عن هذه الأمانة لابد أن نحفظ هذه الأمانة وأن نؤدي هذه المسؤولية، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظه أم ضيع)، هل ترضى أن يأتي ولدك يوم القيامة ويأخذ من رقبتك، ويقول: يا رب سل هذا ضيعني، يدعوا عليك يقول أنت ضيعتني ضيعك الله، هل ترضى فاحفظ هذه الأمانة وأدي هذه الأمانة، جاء في الصحيحين من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش إلا حرم الله تعالى عليه الجنة)، فالحذر ستقف بين يدي الله عز وجل، ما من عبدٍ إلا وسيقف بين يدي الله عز وجل (وقفوهم أنهم مسؤولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون) ستقف في هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة، هذا اليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ليس بينك وبين الله حجاب ولا ترجمان، تنظر أيمن منك فلا ترى إلا ما قدمت، فتنظر أشأم منك فلا ترى إلا ما قدمت، وتنطر تلقاء وجهك فلا ترى إلا النار، فما عليك إلا أن تتقي الله عز وجل لاسيما في أهلك وأولادك، فالعبد مسؤول هذه أمانة لابد أن نحفظها وأن نؤديها يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم)، ربنا جلا وعلا أمرنا أن نؤدي الأمانات (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، فاحفظ هذه الأمانة، ومن الأمانة أن تحسن الرعاية لأولادك والاهتمام والتربية والتعليم فلابد.

ومن أهم الأمور الذي يجب على الأب والأم أن يغرسوا في نفوس أولادهم العقيدة الصحيحة الصافية، فمن أهم الأمور غرس التوحيد في نفوس الأولاد، ماذا قال الله عز وجل عن لقمان، ماذا غرس لقمان في نفس ولده (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)، من أعظم الظلم فتبدأ بهذا الامر المهم؛ النبي صلى الله عليه وسلم علم ولد عمه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما التوحيد أول ما علمه التوحيد؛ يغرس في نفس هذا الصبي التوحيد، قال: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتب الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) فلابد من غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد، لابد من الأب أن يُعرف ولده على العقيدة الصحيحة، وأن يغرس في نفس ولده التوحيد ومحبة الله وتعظيم الله ومراقبة الله في السر والعلن، أين ما كان وفي أي وقت كان؛ يعلم أن الله عز وجل يراه من فوق سبع سموات متطلع عليه لا تخفى عليه خافية، ماذا قال لقمان لابنه؟! (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات يأت بها الله إن الله لطيف خبير)، هكذا ينبغي على الأب أن يغرس في نفس ولده مراقبة الله، وأيضاً نغرس في نفوس أولادنا أخلاق النبي صلى الله عله وسلم هذا السلوك الطيب فهو القدوة والأسوة؛ ما يكون الولد فحاش وبذيء في قوله يسب الناس لا، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، وأيضاً جاء في الصحيحين عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً)، فنعلم أولادنا الأخلاق الحسنة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

النبي صلى الله عليه وسلم بُعث أيضاً ليتمم مكارم الأخلاق نعلم أولادنا الآداب الشرعية عمر بن سلمة كما في الصحيحين كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ويده تطيش في الصحفة من هنا وهنا يأكل، فقال عليه الصلاة والسلام موجهاً لهذا الغلام، قال: (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك)، هكذا ينبغي أن نعلم أولادنا الأخلاق والآداب الإسلامية نعلمهم الصلاة علموا أولادكم لسبع واضربوها عليهم لعشر، لكن نعلم أولادنا أيضاً إذا جاؤوا إلى المسجد أن يتأدبوا مع هذه المساجد مع بيوت الله.

أولاً: على الآباء أن يعلموا أولادهم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، كيف كان يصلي؟! والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي).

علموا أولادكم الوضوء بأن يسبغوا الوضوء.

علموهم إذا دخلوا المسجد أن يدخلوا بالرجل اليمنى، وإذا خرجوا يخرجوا باليسرى، وأن يقولوا الدعاء الوارد في دخول المسجد، وإذا خرجوا أيضاً يقولوا هذا الدعاء في خروج المصلي من المسجد.

هذه الآداب الشرعية إذا جاء إلى المسجد يصلي تحية المسجد يصلي ركعتين، ويصلي إلى سترة.

تعلم ولدك الآداب بأن يكون هادياً هذا؛ المسجد له حرمة فلابد من احترام المسجد، ما يعبث هنا وهناك ويلعب، اللعب والعبث ليس في المسجد لا يصلح هذا في المسجد.

وينتظر الصلاة ويذكر الله، ويعلم ولده إذا انتظر بين الأذان والإقامة أن يدعوا الله، فإن الدعاء ما يرد بين الأذان والإقامة، يقرأ القرآن حتى يقيم.

فإذا أقام الإمام أو المؤذن الصلاة يصلي مع الناس بخشوع ولا يلتفت يمنة ولا يسرة، وإنما ينظر في موضع سجوده ما يتحرك.

هكذا ينبغي على الأب أن يعلم ولده إذا جاء به إلى المسجد، أما أن يتركه هكذا يعبث ويلعب ويلهو ويصرخ في المسجد ما يصلح هذا.

يعلمه السنة القبلية والسنة البعدية فللمسجد آداب عظيمة أيها الإخوة، فالنبي صلى الله عليه وسلم علم بعض الصحابة وهم صغار كيف يصلون في المسجد وفي غير المسجد، يقول أنس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا ركعتين ثم انصرف هذا في الصحيحين، ولمسلم أن رسول الله عليه وسلم صل به وبأمه، قال: فأقامني عن يمينيه والمرأة خلفنا، وفي الصحيحين عند ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فقمت عن يساره فأخذني برأسيه فأقامني عن يمينه، هكذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أولاد الصحابة الصلاة برفق لابد من الرفق مع هؤلاء الأولاد.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله (إنما وأموالكم وأولادكم فتنة)، ثم قال عليه الصلاة والسلام: نظرت إلى هذين الصبين يمشيان ويعثران، فلم اصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما وحملتهما، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهر، ويشير النبي صلى الله عليه وسلم، انظر إلى الرحمة والشفقة والرفق يبقى ساجداً يشير إلى أصحابه أن دعوهما، فلما يقضي الصلاة يضعهما في حجره، هكذا لابد أن نرفق إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله.

أيها الإخوة على الأب وعلى الأم مسؤولية كبيرة تجاه الأولاد، فلابد أن نؤدي هذه الأمانة وهذه المسؤولية بحسن الرعاية والتربية والتعليم، ومن أهم الأمور العقيدة والصلاة والأخلاق والسلوك، لابد أن نهتم بهذه الأمور المهمة في حياة المسلم، بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى صحبة أجمعين