الإعلانات

التواصل الاجتماعي

الأصل السادس

  • April 3, 2020

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، قال المصنف (رحمه الله) الأصل السادس:

رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة، وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق. والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافًا ؛ لعلها لا توجد تامة في أبي بكر و عمر!! فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضًا حتمًا لا شك ولا إشكال فيه، ومن طلب الهدى منهما فهو: إما زنديق، وإما مجنون؛ لأجل صعوبة فهمهما، فسبحان الله وبحمده، كم بين الله سبحانه شرعًا وقدرًا، خلقًا وأمرًا في رد الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد الضروريات العامة،﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف187:)، ﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ*وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ*وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ*﴾

( يس7-11 : آخره ) والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى اله وصحبه أجمعين،  أما بعد: هذا الأصل هو الأصل الأخير. هناك شبهة يوردونها أهل الشبهات وأهل الأهواء على ضعاف النفوس، وهذه شبهة هي أن القرآن والسنة يعني الكتاب والسنة ما يفهم الكتاب والسنة كل أحد إلا المجتهد وليس المجتهد فقط بل لابد أن يكون المجتهد المطلق يكون اجتهاده مطلقا، الذي يوصف بكذا وكذا كما ذكر المصنف ما تجد هذه الأوصاف في أبي بكر وعمر – رضي الله عنهم-  أفضل الناس بعد النبي ﷺ ، فقال الأصل السادس الأصل الأخير رد الشبهة، والشبهة: هي النصوص التي فيها اشتباه تحتمل كذا وكذا، أو يفهم من ظاهره كذا وكذا لكن إذا أخذت بهذا النص لوحده ما يستقيم المعنى، فلابد أن تضم إلى هذا النص المشتبه النصوص أخرى وترد هذا النص المشتبه إلى المحكم هكذا، فمن  الذي يورد الشبهات والشبه هم أهل البدع والأهواء والذين في قلوبهم زيغ ، فأهل العلم هم الذين يردّون الشبه، يفنّدون الشبه ، ويدحضون الشبه ، يبينون للناس هذه الشبهة ، وما المراد قول الله أو بقول النبيﷺ؛ رد الشبهة التي وضعها الشيطان يعني إما شياطين الإنس أو الجن، كما قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾  (الأنعام – 112 )

هذه الشبهة قال ردّ الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة يعني أنت ما تفهم القرآن ولا السنة، من الذي يفهم العالم المجتهد المطلق، أنت إذا فهمت القرآن سنتفهم فهما خاطئا اترك هذا للعالم المجتهد المطلق، وهو ما يصرّح هذا الملبّس والمشبّه، يعني الذي شبّه على الناس والذي يلبّس على الناس، الذين هم أهل الأهواء، ما يصرّح بترك القرآن والسنة ما يأتي أحد ويقول اترك القرآن والسنة، وإنما يأتي بطريقة ملتوية ومعنى كلامه يعني اترك القرآن والسنة في مضمون كلامه.

قال في ترك القرآن والسنة واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة ، إذا ما اتّبعت القرآن والسنة بالتالي تتبع الآراء والأهواء وهذه مختلفة متفرقة ، هكذا ما انشغلت بطاعة الله ستنشغل بمعصية الله ، إذا ما اتبعت القرآن والسنة ستتبع الآراء والأهواء، آراء الرجال التي تخالف النصوص، نصوص الكتاب والسنة، والأهواء ما تشتهي النفس وما تميل النفس،  الأهواء وهذه الآراء والأهواء متفرقة مختلفة لماذا؟ لأن العقول تتفاوت والأهواء وما تشتهي النفوس أيضًا كل يذهب إلى ما تشتهي نفسه. أما القرآن والسنة، فإن القرآن والسنة يجمع الناس، هذه النصوص تجمع الناس.  ولهذا ينبغي للمسلم أن يسير على نهج واضح؛ أن يأخذ دينه من الكتاب والسنة، لا يأخذ دينه بآراء الرجال والأهواء، الكتاب والسنة بفهم الصحابة ومن بعدهم من الأئمة ومن سار على دربهم ، كما قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ التوبة:100 ،  وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ النساء:115، فالشاهد أن الإنسان يأخذ دينه من القرآن والسنة على فهم السلف الصالح، وعند الإشكال وعند الالتباس وعند الشبه يرجع إلى أهل العلم، الذين يسيرون على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح واضح.  يعني هؤلاء يريدون هذه الشبهة أن العامي ما يفهم القرآن، ولا طالب العلم المبتدأ ولا كبار طلاب العلم ولا العلماء إلا من كان مجتهدًا مطلقًا الذي فيه كذا وكذا وكذا، وبعض أهل العلم قال ليس هناك الآن اجتهاد باب الاجتهاد قد أغلق، هذا القول مرجوح وليس بصحيح باب الاجتهاد مفتوح ، لكن العلم يتناقص ويُرفع العلم شيئا فشيئا بقبض العلماء، لكن لو قلنا مثلا على الفرض أن ذاك القول صحيح أن الباب الاجتهاد قد أغلق؛ إذا لا أحد يفهم القرآن والسنة، هذا معنى الكلام، يعني كيف الناس يعيشون؟ كيف الناس يسيرون؟ كيف الناس ينظمون حياتهم الدنيوية والدينية؟ لأنهم ما يفهمون القرآن؛ لأن الباب الاجتهاد أغلق إذا ما أحد يعرف القرآن والسنة، لكن كما قلنا أن هذا القول ليس بصحيح باب الاجتهاد مفتوح، وهناك علماء يجتهدون، فالشاهد هؤلاء يريدون الشبهة، والناس في النصوص على ثلاثة أقسام يعني الناس يتفاوتون العامي يفهم القرآن، ما في القرآن على ثلاثة الأقسام: منه ما يفهمه العامي بل الأمي، ومنه ما يفهمه العالم يعني يستنبط الأحكام، ويعرف المسائل الدقيقة إلى آخره، ومن القرآن ما لا يعرفه العامي والمقلّد والأمي ، ولا العالم ولا المجتهد أيضًا، حتى المجتهد نعم حتى المجتهد ما يعرفه، ولا أحد من الخلق كيف ذلك؟ آيات الصفات ، ليس معنى الصفة ، ولكن إنما كيفية الصفة ما يعلم كيفية الصفة إلا الله عز وجل، يعني كما ذكر الإمام مالك – رحمه الله- الاستواء معلوم،  نعم معلوم ، الارتفاع استوى يعني علا وارتفع ، والكيف مجهول، ما نعلم كيفية الاستواء، وإنما ربنا جلا وعلا وحده هو الذي يعلم، والسؤال عنه بدعة ، واضح  كما ذكر الإمام مالك لأن الله عز وجل ذكر في كتابه ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: 7)، فإذا وقفت عند: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ،  لا يعلم إلا الله، وإذا أكملت: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.  فالشاهد أن آيات الصفات يعني كيفية الصفة ما يعلم كيفية الصفة إلا الله سبحانه وتعالى، إذا ما في القرآن ما يفهمهُ الأمي والعامي وهناك أشياء العامي ما يفهمها ، يعني ما يستطيع أن يستنبط الأحكام كالعالم وكالمجتهد، وهناك أشياء ما يعلمه العامي و ولا العالم كما قلنا في كيفية الصفة . ربنا جلا وعلا ذمّ من يقرأ القرآن ولا يفهم القرآن كما قال تعالى﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ ( النساء:82 ) العامي يفهم لكن يفهم على قدر معرفته، يفهم بعض الأشياء، العامي ما يفهم قوله تعالى ﴿ولا تقربوا الزنا﴾ يعني ما يعرف         ﴿ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ ما يعرف يعني ﴿حرمت عليكم الميتة﴾ ما يعرف يعني ﴿ حرمت عليكم أمهتكم﴾ يعرف؛ لكن المسائل والاستنباطات والأمور الدقيقة ، نعم هذه الأمور يعرفها، هؤلاء يريدون أن نكون مع القرآن مجرد قراءة فقط للأجر للبركة ، فقط للأجر ما نفهم من القرآن شيء أبدًا، وإنما نقرأ لأن النبيﷺ  قال: ” من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف” هكذا الأعجمي يقرأ القرآن تجد بعض  الأسيوين من الأعاجم يعني يحسنون القراءة، لكن ما يفهمون كلمة من كلمات العربية ما يفهم إنما يقرأ، ما يدري معنى هذه الكلمات أبدا. أهل الأهواء والبدع يريدون منا يعني أن نقرأ القرآن هكذا كل الأعاجم الذين لا يحسنون ولا يعرفون اللغة وإنما يحسنون فقط القراءة، والله عز وجل ذمّ وسماهم أميّين قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ*فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ﴾) البقرة:78-79 )، قال ومنهم أميّون مع أنهم يقرؤون مع أنهم يتلون كتاب الله لكن سماهم أميين لأنهم يقرؤون مجرد قراءة، ما يتدبرون ولا يفهمون ولا يعملون.  ولهذا العالم لا يكون عالما حتى يعمل بعلمه، فإذا عمل بعلمه صار عالما وإلا كان جاهلا، العالم لا يزال العالم جاهلا حتى يعمل بعلمه، فإذا عمل بعلمه صار عالما.  فالشاهد أن هؤلاء يوردون هذه الشبهة حتى ما تستدل عليهم القرآن أو بالسنة، يقول أنت ما تفهم القرآن ، من الذي يفهم القرآن المجتهد المطلق، يذهب إلى القبر يدعو القبر ، تأتي له بـآية أو حديث ” إذا سألت فاسأل الله ” أو تقول له ربنا جلا وعلا يقول في كتابه: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ ( المؤمنون: 117) ، يقول لك أنت ما تفهم القرآن، أنت لست مجتهدًا وأنت لست من العلماء المجتهدين المطلق، اترك إنما اقرأ القرآن مجرد قراءة، هكذا حتى يروجون على الناس هذه الأباطيل.

فقال وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق وهو الموصوف بكذا وكذا، يعني أولا جعل الأمر ضيقا على المجتهد المطلق ثم الموصوف بكذا وكذا لابد أن يكون عالما بلغات العرب ، ولابد أن يكون فقيها ، ويحفظ أحاديث الأحكام وآيات الأحكام ويعرف الاجماع ، ويعرف أصول الفقه وقواعد الحديث ويميز بين الأحاديث الصحيحة والسقيمة، يعني أوصاف ما تجدها إلا في أبي بكر و عمر، يعرف الناسخ والمنسوخ ويعرف المقيد والمطلق والمبين والمجمل والعام والخاص وكذا وكذا؛ حتى يقول لك أنت ما تفهم القرآن، إذا أورت له دليل من القرآن أو من السنة واضح ، حتى يرد كلمك. ولما تقول له قال الله عز وجل كذا وكذا يقول لك أنت أعلم أم العالم الفلاني والإمام الفلاني، يقول أنت ما تفهم القرآن ويأتي بقول الرجال وآراء الرجال.  قال وهو موصوف بكذا وكذا أوصافا لعلها لا توجد تامة يعني مجتمعة في أبي بكر و عمر،  فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضا وحتما؛ يعني ما عندك هذه الأوصاف وما كنت مجتهدا الاجتهاد المطلق فأعرض عن الكتاب والسنة فرضا حتما لا شك ولا إشكال فيه، ومن طلب الهدى منهما من الكتاب والسنة إذا طلبت الهدى من الكتاب والسنة فأنت ضال فهو إما زنديق لأنه لا يفهم لأنك ما تفهم القرآن فكيف تأخذ الهدى من القرآن هذا للعالم المجتهد المطلق فقط ، فأنت زنديق أو مجنون إما زنديق أو مجنون لأجل صعوبة فهمهما.  فسبحان الله هذا تسبيح ، الله عزوجل منزه هذا تسبيح فالله منزه ، الله عز وجل أنزل كلامه العربي قال جلا وعلا ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ يوسف: 2 ، ما يستقيم يعني الله جلا وعلا أنزل كلامه وهذا القرآن ونحن ما نفهم هذا القرآن يعني هذا عبث والله عز وجل منزه عن هذا، فسبحان الله وبحمده كم بيّن الله سبحانه وتعالى شرعا وقدرا ، يعني في اتباع القرآن والسنة خلقا وأمرا في رد هذه الشبهة الملعونة يعني المذمومة من وجوه شتى، آيات وأحاديث كثيرة تدل على اتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح شرعا وقدرا وخلقا وأمرا في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد الضرورات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ثم ذكر الآية الذي في سورة يس لما ذكر الله عز وجل القرآن أقسم بالقرآن وبأنّ هذا الرسول من عنده ، وأنه بعثه ، قال تعالى: ﴿يس*وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ*إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (يس: 1-3 ) يعني أقسم أن النبيﷺ  من المرسلين ﴿عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ* لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ* لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [4-7]،  يعني نفذت مشيئة الله فيهم فلما جاءهم هذا النذير فهو النبيﷺ  حق عليهم العذاب والقول، وطابق ما فعلوا ما قدّره الله عز وجل، فقال الله عز وجل ﴿إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُون﴾ يس : 8 ، هكذا هؤلاء ما يهتدون إلى الحق كأنهم مقيدون يعني في أعناقهم أغلال حتى وصلت هذه الأغلال إلى الذقن و رؤوسهم مرفوعة هكذا ، ما يستطيعون أن يرون الحق، إنا جعلنا في أعناقهم أغلال فهي إلى الأذقان يعني الأغلال واصلة إلى هنا( إشارة باليد) فهم مقمحون يعني رأسهم مرفوعة. وقال تعالى ﴿وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا…﴾ يعني حاجز مانع بينهم وبين الحق ﴿فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [يس : 9 ، يعني ما يرون الحق ﴿ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ يس : 10 ، ما ينفع معهم لأنهم رأو الحق باطل والباطل حق، من الذي ينتفع ، يعني الناس أنقسموا إلى قسمين منهم من رد ولم يتبع هذا رسول، ومنهم من اتبع هذا رسولﷺ، ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ﴾ يعني من ينتفع بالنذارة، من اتبع الذكر، من أراد الحق، من اتبع الهدى، يريد أن يهتدي ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت:69]، ﴿إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ﴾ هذه أولا ، ﴿وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ﴾ هذا ثانيا، هذه هو الذي يتبع، كما قال الله تعالى في آيات كثيرة ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الذاريات: 55 ، قال         ﴿ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ يس : 11، ثم قال آخره الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.