الإعلانات

التواصل الاجتماعي

التصريح بالسلفية

  • April 2, 2020

 

الحَمدُ للهِ رب العالمين وصلى اللهُ على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فالبعض في الحقيقة يتحرج من التصريح بالسلفية والانتساب إليها.

أولاً لابد أن نعلم أن السلفية مأخوذة من كلمة السلف، وكلمة السلف لها أصلٌ شرعي فالنبي ﷺِ قال: كما في الصحيحين من حديث عائشة قالَ لفاطمة رضي الله عنها (نعمَ السلفُ أنا لكِ).

والسلف المراد بهم السلف الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أهل القرون الثلاثة المفضلة المشهود لهم بالخيرية كما قال الشيخ الألباني رحمه الله: “السلف هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رَسُولُ الله ﷺِ بالخيرية بالحديث المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي ﷺِ أنه قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) هؤُلاءِ القرون الثلاثة الذين شهد لهم رَسُولُ الله ﷺِ بالخيرية قالَ: فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف والسلفيون وينتمون إلى هؤُلاءِ السلف”، ويقول الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله لما سُئِلَ ما هي السلفية؟ وما رأيكم فيها؟ فقالَ رحمه الله: “السلفية نسبة إلى السلف، والسلف هم صحابةُ رَسُول الله ﷺِ وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم بالخير في قوله (خيرُ النَّاس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)
ويقول أيضاً رحمه الله “السلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف وقد تقدم معناهم وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة”، ويقول الإمام الذهبي رحمه الله: “السلفي من كان على مذهب السلف”.

فالسلفية في الحقيقة هي الإسلام، السلفية هي السنة، يقول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله: “السنة هي السلفية، والسلفية لم يؤسسها أحدٌ من البشر هي من عند الله هي من عند الله جاء بها النبيون والمرسلون”. فالسلفية لم يؤسسها أحد وإنما هي من عند الله لأن السنة وحي من الله سبحانه وتعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ3 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ4}. ويقولُ الألباني رحمه الله: “الدعوة السلفية إنما هي دعوة الإسلام الحق كما أنزل الله تعالى على خاتم رسوله وأنبيائه محمد ﷺِ فالله وحده سبحانه هو مؤسسها ومشرعها وليس لأحدٍ من البشر كائناً من كان أن يدعي تأسيسها وتشريعها وحتى النبي الأكرم محمد صلوات الله وسلامه عليه”، فيجب الانتساب إليها كما ينتسب أحدنا إلى الإسلام كما يقول أحدنا أنا مسلم يقول أنا سلفي لا فرق لا فرق.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتَزَ اليه بل يجب قبول ذلك اتفاقاً فإنَّ مذهب السلف لا يكون إلا حقاً”. ويقول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله: “لا يكوننَّ في صدوركم حرج من الانتساب إلى السلفية بل ارفعوا رُؤوسَكُم واصدعوا بها ولا تأخذنكم في ذلك لومة لائم”. ويقول الشيخ الفوزان حفظه الله: “السلفية هي الجماعة الحق وهي التي يجب الانتساب إليها وما عداها من الجماعات فهي فرق مخالفة لِسُنة”.
وسُئِلَ الشيخ أحمد النجمي رحمه الله في سؤال بعض الشباب يتحرج من أن يقول أنا سلفي فما توجيهكم لمثل هذا؟ فقال رحمه الله: لماذا يَتحَرَج؟ أيرى الانتماء إلى السلفية منقصة؟ أليس هو الانتماء إلى أصحاب رَسُول الله ﷺِ والتابعين لهم من العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسرين أصحاب العقيدة الصحيحة في كل زمان وكل مكان الذين يتبعون الحق من كتاب الله ومن صحيح سُنَّة رَسُول الله ﷺِ وعلى فهم السلف الصالح؟ أيكون الانتماء إلى هؤُلاءِ منقصة حَتى يتحرج منها؟ إنا للهِ وإنا إليه راجعون. أما إذا كان الواحد يتوخا منهج السلف ويتابعه ويقول أنا سلفي هذا إن شاء الله نرجوا له الخير، أما إذا كان يتحرج من هذا فربما عُوقِبَ على هذا التحرج”. فلا حرج من الانتساب والاعتزاز بالمنهج السلفي.

يقولُ الإمام السمعاني: وشعار أهل السنة اتباعهم لِسَلَفِ الصالح وتركهم كل ما هو مُبتدَع فيه وجوب إتباع السلف وفيه الانتساب إليهم.

وبعضهم يأتي بشبهة يقولُ: لو قلت أنا سلفي فهذه تزكية، يعني لو قلت أنا مسلم هل زكيت نفسك؟ الجواب: لا وإنما أنت تُبيِّن أنك مسلم وكذلك إذا قلت أنا سلفي لا فرق، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله: لما سُئِلَ سؤالاً فيه يقول بعض طلبة العلم أنه لا ينبغي لأحد أن يقول أنا سلفي لأن في هذا تزكية للنفس فهل ما يقوله صحيح؟ يقول الشيخ حفظه الله: إذا كان يقول هذا من باب تزكية نفسه لا يجوز”، هذا نعم كمن يقول فلان ابن فلان السلفي الأثري يسمي نفسه بالسلفي فلان ابن فلان السلفي نعم، أما أن يقول أنا سلفي فلا حرج ولا بأس.
يقول الشيخ الفوزان: “أما إذا كان يقوله من باب البيان لأنه بين الأحزاب والجماعات مخالفة ويتبرأ منهم ويقول أنا سلفي أنا على منهج السلفي من باب البراءة هذا طيب”.
لا بُد من التمايز لا سيما في هذا الزمن؛ لأن هذا الزمن زمن أهواء وفرق وأحزاب فلابُد من التمايز وكُلُّ يدعي وصلاً بليلى
وليلى لا تُقِرُ لهم بذاكَ.
ولابُد أن ننتبه أن البعض يدعي السلفية، والسلفية منه براء، فأقواله تُخالِفُ المنهج السلفي وأفعاله تخالف المنهج السلفي.
كما يقول الشيخ ربيع حفظه الله: ” كثير من الناس يُسمون أنفسهم سلفيين، وليسوا بسلفيين بل هم خصوم السلفية فالعبرة ليست فِالألفاظ العبرة بالحقائق والمعاني”. قد يدعي الإنسان أنه سلفي لكن أقوله تفضحه وأفعاله تفضحه. ويقول أيضاً الشيخ ربيع: “أهل الباطل جروا وناطحوا صخرة السلفية فتكسرت قُرُونهم فلجئوا إلى هذا الأسلوب الماكر وهو والتزيِّ بزي السلفية لكن يأبى الله إلا أفضحه مهما تستر وتزيى بزي السلفية فإن الله عز وجل سيفضحه”.

يقول الشيخ عبدالسلام برجس رحمه الله: فأهل السنة مهما اندس بينهم مُندَس ومهما تزيى بزيهم ماكر فإن الله سوف يهتك ستره ويفضح أمره فالمنهج السلفي له معالم”، ومن معالمه تحقيق التوحيد والدعوة إليه واتباع السنة ولزوم فهم والسلف للكتاب والسنة ولزوم غرز العلماء والحذر من البدعة وأهلها والحرص على الجماعة، فمن أعظم هذه المعالم السمع والطاعة لولاة الأمر فهذا أصل عظيم عند السلفيين خالفوا الفرق والأحزاب كلها فأهل البدع كلهم يجتمعون على السيف وعلى منابذة السلطان،
وأيضاً من المعالم العظيمة الأُلفة والمحبة للسلف والسلفيين فهذا من العلامات الفارِقَة بين السلفي وبين من يدعي السلفية، كما ذكر العلامة أحمد النجمي رحمه الله” كيف يقول أنا سلفي ولا يحذر من الحزبيين ؟” يعني هذا ما يُعقل في الحقيقة. ويقول أيضاً رحمه الله: “إن السرورية وليدة الإخوانية وتحذوا حذوها في سب الحكام ولعنهم وإن ادعى مؤسسها أنه على المنهج السلفي”، على كل حال لابُد أن نعلم أن هناك من يُلقي الشُبه، يقول فلان عقيدته سلفية ومنهجه كذا وكذا المنهج منهج السرورية مثلاً أو الإخوان أو كذا وكذا أو التبليغ ولكن العقيدة عقيدة سلفية وهذا باطل، فنقول هذا خطأ المنهج مبني على العقيدة فمتى سلِمت العقيدة سلم المنهج الدين عقيدة ومنهج لا ينفك أحدهما من الآخر لابُد أن نعلم، ومن فرق بينهما أخطأ إذا وقع الخلل في العقيدة اختل المنهج وإذا وقع الخلل في المنهج اختلت العقيدة واضح؟ فالرجل قد يخرج من السلفية بمخالفة يُخالِف أصلاً من أُصول أهل السُنة والجماعة فإذا بُيِّن له بالدليل وأُقيمَ عليه الحجة ولا زال يُكابر ويتمادى ويدعو إلى بدعتهِ فهذا يُخرَج من السلفية. يقول الشيخ عبيد الجابري حفظه الله: الرجل “يُخرَج من السلفية إذا خالف أصلاً من أُصولِ أهلا السنة وقامت الحجة عليه بذلك وأبى الرجوع هذا يُخرَج من السلفية،
كذلك قالوا حَتى في الفروع إذا خالف فرعاً من فروع الدين فأصبح يوالي ويُعادي في ذلك فإنه يُخرج من السلفية”، كما ذكرنا لكم أن البعض يُعطي فلاناً وفلاناً العصمة ولسان حاله يقول لا يضر مع السلفية شيء لا! ننتبه قد يَخرُج المرء من السلفية بخطأ واحد يُخالف أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة إذا بُيِّنَ له بالدليل ثم عاند وكابرا واستمر على ذلك يُوالي ويُعادي على ذلك فإن هذا يُخرَج من السلفية ولا شك أن العلماء سَيُبَدِعُونه إن أصر على ما هو عليه وأبى أن يرجِع. بارك الله فيكم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.