الإعلانات

التواصل الاجتماعي

الرد على المخالف من أفضل الأعمال

  • April 2, 2020

 


الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالنبي صل الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه “لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس” أيها الإخوة بيان حال أهل البدع والأهواء والرد عليهم من أفضل الأعمال ومن أجل القربات إلى الله عز وجل؛ لأن في ذلك ذب عن سنة النبي صل الله عليه وسلم وحماية للدين وهذا فرض على الكفاية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين” وذكر رحمه الله أن اهل البدع فسادهم للقلوب ابتداءً بخلاف العدو من أهل الحق إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا، أما أؤلئك يعني أهل الأهواء والبدع فإنهم يفسدون القلوب ابتداءً فخطرهم عظيم لأن العدو معلوم وظاهر، أما أؤلئك فهم في صفوفنا ولا نشعر بهم ولا ندري، فهم الذين يفتحون الباب من الداخل ليلج العدو الينا، يقول رحمه الله: “الراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيي بن يحيي” هذا شيخ البخاري ومسلم قال “الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله”، ويقول أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “والأمر بالسنة والنهي عن البدع هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهو من أفضل الأعمال الصالحة” ويقول ابن القيم رحمه الله: “والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان” ويقول أيضا رحمه الله: “وكذلك جهاد المنافقين إنما هو تبليغ الحجة” أي ليس بالسيف والرمح والسنان وإنما بالقلم والحجة والبيان واللسان إلى أن قال رحمه الله: “فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عدداً فهم الأعظمون عند الله قدراً” فهذا يدل على فضل من يرد ويُبيِّن حال أهل الأهواء والبدع، ويقول الحميدي رحمه الله شيخ البخاري “والله لأن اغز هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صل الله عليه وسلم أحب إلي من أن اغز عدتهم من الأتراك”، ويقول أبو عبيدة القاسم ابن سلام رحمه الله: “المتبع للسنة كالقابض على الجمر وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيوف في سبيل الله”، وأيضا يقول يحيي بن معين رحمه الله: “الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله فقال محمد بن يحيي الذهلي الرجل ينفق ماله ويُتعب نفسه ويجاهد فهذا أفضل منه” يعني الذي يذب عن السنة “فقال أفضل منه فقال نعم بكثير”، ويقول ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة في وصف أهل السنة: “وجهادهم فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ومن ضال جاهل لا يعلم طريق رشده قد هدوه ومن مبتدع في دين الله بشهب الحق قد رموه هكذا هم أهل السنة جهاداً في الله وابتغاء مرضاته”، ويقول أيضا رحمه الله في مدارج السالكين: “واشتد نكير السلف والأئمة لها” اي للبدعة “وصاحوا بأهلها في أقطار الأرض واحذورا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها ومنافاتها له أشد”. فيأتي المخذلون ويقولون إن هذا من الغيبة هذا ليس من الغيبة في شيء، قال أبو صالح الفراء رحمه الله ذكرت ليوسف ابن اسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن فقال “ذلك يشبه استاذه يعني الحسن بن صالح فقال فقلت ليوسف أَمَا تخاف أن تكون هذه غيبة فقال لم يا أحمق أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم” لأن العالم لما يحذر من فلان المبتدع سيقل اتباعه فبالتالي ستقل أوزاره واضح، فقال: “أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم”، وأيضا قال ابن أبي زمنين رحمه الله:” ولم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة وينهون عن مجالستهم ويحذرون فتنتهم ويخبرون بخلاقهم ولا يرون ذلك غيبة لهم ولا طعنا لهم”، وقال الحسن: “ليس لأهل البدع غيبة”، وقال أبو زيد الانصاري: “أتينا شعبة يوم مطر فقال: ليس هذا يوم حديث اليوم يوم غيبة تعالوا نغتاب الكذابين” وأيضا قال :”تعالوا نغتاب في الله ساعة”، قال أبو زرعة الدمشقي: “سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويصحف فقال: بَيِّن أمره فقلت لأبي مسهر: أترى ذلك غيبة قال لا”، وأيضا ذكر بن المبارك رجلا فقال: “رجل لابن المبارك يا أبا الرحمن تغتاب فقال: “اسكت إذا لم نَبيِّن كيف يعرف الحق من الباطل”، وأيضا ذكر قتادة عمرو بن عبيد فوقع فيه، فقال: عاصم الأحول: “العلماء يقع بعضهم في بعض” عمرو بن عبيد معروف لكن كان يُظهر الزهد والعبادة والتخشع لكن عنده طامة تنسف ما عنده من الخير، فقال يا أحول: “ألا تدري إن الرجل اذا ابتدع ينبغي أن يُذكر حتى يحذر”، وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: جاء أبو تراب يعني عسكربن حصين إلى أبي فجعل أبي يقول فلان ضعيف وفلان فقه فقال أبو تراب يا شيخ لا تغتب العلماء قال فالتفت أبي إليه فقال “ويحك هذا نصيحة هذا ليس بغيبة”، وقال محمد بن بُندار للإمام أحمد: “إنه ليشتد عليه أن أقول فلان كذا وفلان كذا” فقال الإمام أحمد: “اذا سكتَ أنت وسكتُ أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم”، وقيل للإمام أحمد الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع فقال: “إذا صام وصلى واعتكف إنما هو لنفسه واذا تكلم في أهل البدع إنما هو للمسلمين هذا افضل” فهذا ليس من الغيبة بل هذا الذب عن سنة النبي صل الله عليه وسلم لكن المخذلة يريدون تكميم الأفواه أفواه أهل الحق في بيانهم حال أهل البدع والأهواء فهذا ليس من الغيبة في شيء بل هذا من أجل وأعظم القربات التي يتقرب العبد إلى الله عز وجل إذا لم يُبيِّن أهل العلم حال أؤلئك لدخل في الدين البدع والمحدثات ولفسد الدين هذه ليست غيبة، ويقول الناظم “القدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ومجاهر فسقا ومستفت ومن طلب الإعانة على إزالة منكر” في ستة مواضع تجوز الغيبة ومنها في التحذير وهذا من باب الذب عن دين الله والعلماء لما يحذرون يحذرون بعلم وعدل وحق ليس من باب التشفي وإنما من باب حماية هذا الدين بارك الله فيكم وصل الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم .