الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم نذكر شيئا من هذه القواعد الباطلة التي أفسدت كثيراً في الحقيقة.
أولا: نذكر قاعدة “التعاون والمعذرة” وهي قاعدة إخوانية خبيثة باطلة وهي الأم في القواعد التي استحدثها أهل البدع، ولهذا تجد لها إفرازات كثيرة وقواعد وتأصيلات باطلة ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان.
فمن هذه القواعد التي تندرج تحت قاعدة التعاون والمعذرة “نصحح الأخطاء ولا نجرح ولا نهدم الأشخاص “هذه قاعدة عرعورية “نصحح الأخطاء ولا نهدم الأشخاص” يعني كما يقولون “يجوز التخطئة ويحرم الطعن” إذا كان الرجل من أهل البدع يؤصل تأصيلات يقول لا تطعن فيه وإنما اذكر الخطأ هكذا يقولون، فجاء أبو الحسن المأربي ب أيضا تحوير هذه القاعدة وبغلاف آخر فقال: “نصحح ولا نهدم” فهذه قواعد كلها بعضها من بعض وسبحان الله ظلمات بعضها فوق بعض، يقولون الخطأ: يرد وصاحب الخطأ يبقى على ما هو عليه لا يحذر منه، وإنما يترك، إذا كان الخطأ جليا وظاهرا وواضحا ومخالفا لأصول أهل السنة قد يخرج الإنسان من دائرة السنة إذا خالف أصلا عظيما، فهم يقولون لا نحن نُبين الخطأ ولا نتعرض لهذا الرجل، ويعتذرون بأعذار كثيرة هناك له مكانة وله جهود وله ردود على الحزبيين وله وله وله وهذا من “منهج الموازنات” يعني نترك الرجل يقعد ويُؤصل هذه الأصول الباطلة والقواعد الباطلة ولا يُحذر منه وإنما يحذر من الخطأ يترك هكذا يُفسد في الأمة، طيب عرفنا أن هذا خطأ لكن هذا الرجل يأتي بهذا الخطأ في كل يوم بلباس وبغلاف؛ لأنه يريد أن يروج هذا الفكر وهذا الاعتقاد وهذا الشيء الذي عنده فيغلفه بغلاف ويقدمه للناس، فلو فتشت في هذا الرجل لوجدت عنده أمور كثيرة غير هذا الخطأ.
فعدنان عرعور يعتبر النقد جرح، وأبو الحسن زاد عليه اعتبر النقد هدما فعلى كل حال كل هذا حماية للمخالفين والمنحرفين والحزبيين، وهم يقولون بهذا “المنهج الواسع الأفيح الذي يسع الأمة” هذه والله قاعدة الإخوان المسلمين نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا أي أن نسكت عن الجماعات أي أن نسكت عن المنحرفين والمخالفين إلى آخره، وهذه الطريقة في الحقيقة تتماشى وتسير على مذهب غلاة المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب وكأن هؤلاء يقولون لا يضر مع السلفية شيء افعل ما تشاء فأنت على المنهج أنت على السلفية أنت على منهج أهل السنة هذا هو منهج الإخوان المسلمين في تهوين من شأن البدع وأهلها، والمقصود من هذا هو اسكات وتكميم أفواه أهل الحق عن بيان حال هؤلاء والتحذير منهم.
هناك قاعدة عرعورية أخرى وهي “نتناصح ولا نتفاضح ولا نشهر بالمخالف” لأن المسلم أخو المسلم ومن ستر على مسلم ستر الله عليه، وهل يجوز التستر على أهل البدع والأهواء والمخالفين والذين يفسدون في الأمة؟ لا يجوز، فهذه القاعدة “نتناصح ولا نتفاضح” أُخذت من قاعدة التعاون والمعذرة “نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه” فهذه قاعدة حسن البنا.
أيضا من القواعد الباطلة التي جاء بها عدنان عرعور “إذا حَكمت حُكمت” يعني تهديد ترهيب تخويف إذا حكمت على فلان بأنه ضال أو مبتدع أو منحرف فاحذروا منه حُكمت احذر، وهذا أيضا من باب اسكات أهل الحق وتكميم أفواههم.
وأيضا منهج الموازنات يقولون “من العدل والإنصاف ذكر الحسنات والسيئات” لما ترى خطأ منهجيا واضحا مخالفا لمنهج أهل السنة والجماعة في أمر يخرج الإنسان من دائرة السنة ولو بخطأ واحد، نعم يناصح إذا رجع الحمد لله لكن إن أصر قد يكون بهذا الخطأ خرج من دائرة أهل السنة والجماعة، فيسلطون الضوء على الجهود العظيمة (له في الدعوة ثلاثين سنة) (له ردود) (له كتب له مؤلفات) (أسلم على يديه كم من أناس واهتدى على يديه كم من أُناس) هكذا فيضعفون هذا الجانب ألا وهو التحذير، وبعضهم يقول “خذ الحسن واترك القبيح”.
وأيضا من القواعد الباطلة التي جاء بها المأربي “أنا لا أقلد أحداً” لما قيل له لماذا لا تقبل كلام أهل العلم في سيد قطب والمغراوي؟ قال لا أقلد أحداً، فهذا الكلام قال به لرد وإسقاط كلام أهل العلم في المخالفين والمنحرفين وفي أهل الأهواء والبدع، وهذه القاعدة كقاعدة الحلبي “لا يَلزمني” من الأخير لا يلزمني فهو يرى أنه مجتهد هذا من باب خبر الثقة فيقبل قول العالم في فلان وفلان لأن العالم لا يتكلم من فراغ وإنما يتكلم بحجج وبراهين فحكمه مبني على أدلة وحجج وبراهين من كلامه ومما كتبت يداه فاحذروا بارك الله فيكم من هذه القواعد الباطلة بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ