الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الله عز وجل يقول: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايت الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إذا مثلهم} [ النساء 140] فهذه الآية تدل على النهي عن مجالسة أهل البدعِ وغيرهم ممن يتكلمون في الباطل، وقد بيَّنا آثار السلف في مجانبة أهل البدع ومُفاصلتِهِم، يقول ابن قدامة رحمه الله: “كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدعِ والنظر في كُتُبِهِم والاستِماع لِكلامِهِم”، ومن هذه الآثار الكثيرة ما قالهُ ابن عباس رضي الله عنه “لا تجالسوا أصحاب الأهواءِ فإن مُجالستَهم ممرضةٌ للقلوب”، وأيضاً قال الفُضيل رحمه الله “إذا رأيت مبتدعاً في طريقٍ فخُذ في طريقٍ آخر”، وقال أيضاً رحمه الله “لا تجلس مع صاحبِ بدعةٍ فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة”، وقال مصعب بن سعد رضي الله عنه “لا تُجالس مفتوناً فإنه لن يخطئك إحدى اثنتين إما أن يفتنك فتتابعهُ، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه”، والآثار كثيرة في نهي السلف من مجالسة أهل البدع، ويقول الشيخ ربيع حفظه الله: “فوالله لئن يبغى جاهلاً” يعني هذا الذي يخالط أهل البدع ويجالسهم، يقول: “لئن يبغى جاهلاً سليم الفطرة والقلب خيرٌ له من أن يتعلم من صاحب الهوى فتفسد عقيدتُه ويفسد منهجه كما رأينا بأمِ أعيننا”. نعم والله صدق الشيخ نجدهم لما يخالطون أهل البدع ويجالسونهم ينقلبون ويتغيرون ويكونون حرباً على السلفيين وخصوماً لهم، يقول الشيخ حفظه الله بعد ذلك: “وعرفنا هذا من كثير من المنتسبين للمنهج السلفي” انتبه قال للمنتسبين فهم يظهرون أنهم ينتسبون للمنهج السلفي يقولون بألسنتهم لكن أفعالهم وأقوالهم تُخالف المنهج السلفي، قال حفظه الله: “حينما عاشروا الأحزاب الضالة” كهولاء الحزبيين وأصحاب الجمعيات الحزبية، قال: “وأهل الطوائف الباطلة ضلوا وتاهوا وأصبحوا من أشد الناس حرباً على السنةِ والحق”.
ويقول الشيخ ربيع حفظه الله: “فلا تُضحي بعقيدتك ولا تُغامر بها ولا بما أعطاك الله من الخير”، يعني تُخالط هولاء لا تضحي بعقيدتك ولا تغامر بها ولا بما عندك من الخير مما أعطاك الله، قال: “يبقى هُناك” يعني أمر “يبقى هناك العالم الذي آنس من نفسه رشداً وثباتاً وأنه لا يُؤثر فيه توجيه أهل البدع” انتبه قال عالم وهو واثق من نفسه سيُؤثر ولا يتأثر من توجيه أهل البدع فيه، انتبه بل يوجههم ويدعوهم، ثم قال حفظه الله: “لا يأخذ منهم ولا يُجاملهم فإذا لقي أحداً منهم نصحه وإذا لقي جماعة منهم بيَّنَ لهم الحق ودعاهم إليه وحذرهم مما هم فيه من الضلال”، تجد البعض يُجالسهم ويَزعُم أنه ينصحهم ولا يُبيِّن ضلالهم وغيهم وانحرافهم، وإنما يتكلم في الأمور العامة أو يلقي محاضرة عندهم محاضرة عامة أو في كذا وكذا من الرقائق ثم لا يُبيِّن انحرافهم ولا يدعوهم إلى المنهج الحق هكذا، إذا ذهب مثلاً فُلان من الناس إلى التبليغ إذا كان صادقاً في دعواه أولاً كما قلنا لابد أن يكون عالماً من العُلماء ثم يُبيِّن ضلالهم عندهم وفي عقر دارهم يبيِّن ضلالهم أنكم على خطأ أنكم تزهدون الناس في التوحيد أنكم عندكم كذا وكذا وكذا يُبيِّن ضلالهم وانحرافهم ويدعوهم إلى المنهج السلفي الواضح ويربطهم بأهل العلم هذا هو الصحيح، أما أن يذهب إليهم إلى الجمعيات الحزبية ويلقي محاضرة عامة ويخرج ويقول: أنا نصحت هذا والله كذب، كما قلنا هذا للعالم ومن من هؤلاء من كان عالماً من الذين نراهم اليوم وينزلون عند الحزبيين وفي جمعياتهم ويعطون المحاضرات، هل هو عالم؟ الجواب لا، قال الشيخ حفظه الله: “وحاول تخليصهم” انظر يقول الشيخ: “وحاول تخليصهم من الضلال والفتن” يعني إذا ذهب إليهم يحاول في تخليصهم من الضلال والفتن فهذا له ذلك، قال “شريطةَ أن يُبيِّنَ” كما ذكرنا لا مجاملة ولا مداهنة لا يذهب بعد المحاضرة معهم إلى العشاء ويجلس معهم ويضحك معهم ولا يُبيِّن انحرافهم وضلالهم، قال: “لا مجاملة ولا مداهنة وإنما بيان ونُصح وما سوى ذلك فغش” يقول الشيخ “فغش” يعني تُعطي المحاضره ثم تنصرف ولا تُبيِّن ما هم عليه هذا غش، ما تُبيِّن من الضلال والانحراف الناس سيغترون بك لما تذهب عند هذه الجمعيات الحزبية وتُلقي محاضرة عابرة هكذا محاضرة عامة في كذا وكذا، الناس ينخدعون يقولون فُلان ألقى محاضرة في هذه الجمعية فهي جمعية طيبة لأن فُلان…! لا. ينبغي من فُلان أن يُبيِّن منهجهم الباطل وانحرافهم عندكم كذا وكذا وكذا وكذا، يقول الشيخ حفظه الله: “وما سوى ذلك”، أي من البيان والنصح “وما سوى ذلك فغش وتعريضٌ للنفس إلى الانحراف والنكوص إلى الوراء”.
وسُئل أيضاً الشيخ ربيع حفظه الله “متى يكون هجر المبتدع ؟ قال حفظه الله: “المبتدع اذا كان داعية فيُهجر باستمرار حتى يتوب وإذا كان جاهلاً فيُعلم، ثم قال يعني هذا للعالم، قال “العالم والداعية المؤثر” يعني العالم الرباني الراسخ المجتهد وليس طالب العلم المبتدئ لا وإنما العالم الذي رسخ في العلم رسوخ عظيم، قال الشيخ حفظه الله: “العالم والداعية المؤثر لا يهجره إنما يدعوه فإذا لم يستجب” تنبه قال “فإذا لم يستجب وعاند يَهجرهُ ويتركهُ” أنت من أول جلسة تعرف أن هذا معاند يجادل بالباطل لما تدعوه إلى الحق وإلى المنهج السلفي لا يُقر لك، بل يجادل ويأتي بالشبه ويأتي بقول فلان وعلان، يقول الشيخ حفظه: “فإذا لم يستجب وعاند يهجره ويتركه” قال “ويذهب” يعني هذا العالم “يشتغل بغيره ويدعو غيره”.
وقالت اللجنة الدائمة في إجابة طويلة لها ومن ضمن هذه الإجابة “من كان منهم داعياً إلى بدعته أو مظهراً لها وكانت بدعته غير مكفرة فيجب بغضه بقدر بدعته كما يجب هجره ومعاداته، وهذا مجمع عليه بين أهل العلم لا تجوز مجالسته ولا التحدث معه إلا في حال دعوته ونصحه وهذه المجالسة إنما تجوز في حق العلماء خاصة، أما من لم يكن من العلماء فلا يجوز له مجالسة المبتدع ولا أن يسمع كلامه ولا أن يجادله ولا أن يقرأ ما يكتبه لأن لا يقع في قلبه شيء من بدعته ولأن لا يؤثر بما يثيره من الشبهات بين الحين والآخر” الله أكبر.
ويقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: “الحديث (لا يهجر المسلم أخاهُ فوق ثلاث) أما الثلاث ففيها رخصة لكن هذا الهجر فيما يتعلق في أمور الدنيا” يعني يجوز الهجر في مخاصمة دنيوية إلى ثلاثة أيام بعد الثلاث لا يجوز الهجر في أمور الدنيا من أجل مال من أجل زواج من أجل قطعة أرض إلى آخره من أجل تجارة من أجل منصب أو ترقية، يقول الشيخ رحمه الله “إذا صار بينه وبين أخيه خصومة نزاع دعاوى فله أن يهجره ثلاثاً فأقل” يعني يومين أو يوم “وليس له أن يهجره فوق ثلاث وخيرهم الذي يبدأ بالسلام، أما إذا كان الهجر لله للمعاصي فهذا لا يتقيد بثلاث ولا بأربع ولا بأكثر، بل يجوز ويُشرع الهجر لمن أظهر المعاصي ولو لأكثر من ثلاثة أيام ولو سنة أو سنتين ولو أكثر حتى يتوب العاصي حتى يقلع عن ضلاله ومعصيته وقد هجر النبي ﷺ والصحابة ثلاثة من الصحابة خمسين ليلة لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ هجرهم النبي ﷺ وأمر الناس بهجرهم” إلى أن قال رحمه الله: “المقصود أن الهجر للمعاصي والبدع لا يتقيد بثلاثة أيام بل ذلك يتقيد بحال صاحب البدعة وصاحب المعصية التي أعلنها فمتى تاب وأقلع عن معصيته وعن بدعته سلم عليه إخوانه ومتى أصرَ على المعصية الظاهرة أو البدعة الظاهرة استحق أن يهجر وشُرع هجرُهُ حتى يتوب إلى الله من ذلك إلا إذا كان هجره يزيد الشر ويترتب عليه مفاسد أكثر فإنه لا يُهجر حينئذٍ دفعاً للمضرة الكُبرى والشر الأكبر” إلى أن قال وسيأتي الكلام على هذا إلى قال رحمه في تمام جوابه “ولكن” يعني مع ذلك “ينصح ويوجه دائماً لعله يرجع إلى الصواب” ما يخالط ويُؤانس ويُؤاكل ويُشارب ويُضاحك معه، “ويُبيِّن له خطئه ويظهر له من إخوانه كراهة لعمله والاستنكار لعمله حتى يرجع عن ذلك مع العناية بما يردع شره ويقلل شره ويسبب سلامة الناس منه”؛ لأن البعض يتعذر بالمصالح والمفاسد، المصلحة أن لا أهجر هذا أو هناك مضرة كبيرة ومفسدة عظيمة إذا هجرت فُلان المبتدع، فيُخالط هذا المبتدع بحُجة أن في هجره له مفسدة عظيمة أو أن إذا خالطه هناك مصلحة عظيمة، وهو في حقيقة الأمر يكذب يعني كاذب في دعواه يتستر ويتذرع بهذه الحجة، كما قال الشيخ ربيع حفظه الله: “أنهم يقولون لا يهجر حتى نرى المصلحة الواضحة وهو نصب نفسه من أهل المصلحة والمفسدة”.
وسُئل الشيخ ربيع حفظه الله ما قولكم فيمن يقول أن هجر المبتدع لا يُجعل أصلاً أي هو ضرورة يحتاج إليها ولا يجعل أصلاً؟، يقول الشيخ حفظه الله: “والله الذي أعرفه أنه من أصول أهل السنة أنهم يُبغَضَون ويُهجَرَون ادعى عليه كثير من أهل العلم الإجماع” يعني أن يُبغض أهل البدع يعني على أهل السنة أن يبغضوا أهل البدع ويهجروا أهل البدع، ثم قال حفظه الله: “ثم هي ليست مسألة فرعية هي من مسائل العقيدة والمنهج”، يقول السائل هنا مسألة القول بأن الهجر لا يقرره إلا العلماء؟ يقول الشيخ: “والله اذا كان البلاد فيها علماء فالأحسن أنهم هم الذي يقررونه وإذا لم يوجد علماء أو العلماء مُتماوتون” يعني مات كثير من أهل العلم “ورأى بعض الطلبة الفاهمين لمنهج السلف هجر فُلان الصوفي أو الرافضي أو الأشعري الغالي أو ما شاكل ذلك” يعني كالتبليغي والإخواني أو القطبي أو السروري أو الحزبي إلى آخره، يقول الشيخ حفظه الله: “ورأوا أن له دعوة ونشاط فيحذرون منه ويهجرونه”، يعيد السائل يقول السائل يعني لا يُشترط أن يقرره العلماء ؟ يقول الشيخ: “أنا قلت لك إذا كان في البلاد فيها علماء كما كان الإمام أحمد يقول اهجروا فلاناً اهجروا فلاناً وإذا كان ما فيه علماء أو العلماء ميتون طلاب العلم ما هم علماء ورأى طالب العلم” يعني المتمكن “إنساناً من أهل البدع ينشط لنشر بدعته فأرى أن له أن يحذر منه”.
وأيضا سُئلَ الشيخ ربيع حفظه الله من الذي يحدد المصلحة والمفسدة؟ قال الشيخ حفظه الله: “يقدرها العلماء العقلاء الواعين الناصحين هذا أقول لك يقدرها العلماء وأما بالنسبة بارك الله فيك للعالم متى يَهجر ومتى لا يَهجر أما عوام الناس وصغار الطلبة والضعفاء منهم من يُخاف عليهم من الفتن فهؤلاء لا يُخالطون أهل الفتن وإنما يخالطهم العالم وطالب العلم القوي الذي يؤثر فيهم ويدعوهم إلى الحق والسنة” لماذا قال هذا الكلام الشيخ؟ لأن البعض يحتج ويتعذر لنفسه بحُجة المصلحة واضح يقول المصلحة والمفسدة، أهل العلم هم الذين يعرفون المصالح والمفاسد.
وأيضاً سُأل الشيخ ربيع كثير من الشباب لا يعرفوا ضوابط الهجر نرجو من فضيلتكم بيان متى يكون الهجر ومتى لا يكون؟ قال في إجابته بعد أول الإجابة قال: “لكن بعض الناس يقول تُراعي المصالح” يقول الشيخ: “لكن بعض الناس يقول تُراعي المصالح والحقيقة أن كثير من الناس لا يعرفون مُراعاة المصالح والمفاسد” يعني يُخالط أهل البدع ويقول المصالح والمفاسد، يقول الشيخ: “أن كثير من الناس لا يعرفون مُراعاة المصالح والمفاسد فأبرز شيء وأوضح شيء خصوصاً للشباب الذي لا يستطيع أن يرجح من المصالح والمفاسد الأكبر والأصغر والمصلحة الكبرى والدنيا قد لا يستطيع فما هو الأحوط له” يقول الشيخ: “الأحوط له أن يُحافظ على دينه فلا يُجالس أهل البدع ولا يقرأ في كتبهم” إلى أن قال الشيخ رحمه الله” “فاعترضهم هؤلاء الذين يجالسون أهل البدع” فاعترضهم هؤلاء بهذه الشبهات ومن ضمنها الهجر في هذا العصر غير مشروع” هذا سمعناه الهجر في هذا العصر غير مشروع، “والهجر يراعى فيه المصالح والمفاسد أيضاً أقرأ أسمع خذ الحق ودع الباطل وغيرها من الحيل والمصائد للشباب” هذه من الحيل والمصائد للشباب، الهجر في هذا العصر غير مشروع الهجر يراعى فيه المصالح والمفاسد إلى آخر ما قاله الشيخ حفظه الله.
وأيضا سُئلَ الشيخ هناك من يقول لا يجوز هجر المبتدع إلا إذا كانت هناك مصلحة؟ فأجاب حفظه الله: “الأطفال هم الذين يحددون المصالح والمفاسد طالب العلم الصغير مصلحته تَمكُن في الفرار من أهل البدع فقد جربنا كثيراً وكثيراً ممن كان يلتزم المنهج السلفي بهذا التمييع ضاعوا وخرجوا من المنهج السلفي وأصبحوا أعداءً وخصوماً لأهله فأنا أرى الشاب المبتدئ في العلم عليه أن ينجو بدينه كما كان كبار السلف يغلقون آذانهم ويفرون من سماع الكلمة من المبتدع خشية أن يقذف الشيطان في نفسه فتنة فلا يستطيع الخلاص منها من هؤلاء العلماء النبلاء الفضلاء أيوب السختياني وابن سيرين وغيرهم، أما العالم الذي منحه الله طاقةً وثباتاً وعرف ذلك في نفسه فعليه أن يغزوا أهل البدع” يعني يغزوهم في عقر دارهم فيُبيِّن لهم انحرافهم وضلالهم ويدعوهم إلى الحق والمنهج السلفي، يقول “فعليه أن يغزوا أهل البدع بدعوته وبيانه وإقامة الحجج عليهم” لا مُجرد محاضرة لا مجرد محاضرة “أما الشباب فلا يخالطهم ولا يجالسهم ولا يناصرهم بل عليه أن يتنقى العلم النافع من منابعه الأصيلة ويتمكن ويرسخ في العلم فإذا رسخت قدمه في العلم ورأى من نفسه الكفاءة في التأثير على أهل البدع وإقامة الحجج عليهم وجر كثير منهم إلى الهدى فليفعل وإن ألف من نفسه ضعفاً وعجزاً ولو كان عالماً فلا يقربنهم وعليه بتعليم أهل السنة ومخالطتهم وبث الخير فيهم وهي هي المصالح الصحيحة”. ثم قال الشيخ حفظه الله: “ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وما كل طفل يقدر المصلحة ولكن هؤلاء مميعون وقد أدركوا أنهم نجحو في نقل الشباب السلفي من مكانته الشريفة إلى الحضيض” يعني إلى حضيض الحزبية والبدعة إلى آخره.
فالشاهد أننا نجانب ونفاصل أهل البدع والحزبيين وهذه الجمعيات الحزبية وحتى ننجو بديننا ونتقوى في العلم ونأخذ العلم من أهله بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم .
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ