الحَمدُ للهِ رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آلة وصحبه وسلم أما بعد:
فهذه كلمة موجزة وهي كلمة توجيهية نستفيد منها لاسيما في هذا الزمان حيث كثر أهل الأهواء وكثرت أيضاً الفتن فلابُد من كلمة في بيان المنهج، فطالب العلم يحتاجُ إلى معرفة المنهج الصحيح؛ لأن الآن كل من تصدر يدعي أنه على المنهج السلفي، وكل من تكلم بالعلم الشرعي البعض يُحسن الظن بِهِ ويجعله في عداد السلفيين وهو ليس منهم، أولاً: لم يصرح بذلك، ثانياً: لم ينتسب لا إلى أهل العلم السلفيين وأيضا لم يُيبين موقفه من المُخالفين والمجروحين، إنما مجرد أنه تكلم في العلم الشرعي، فالبعض منا يُحسن الظن ويجعله في عداد السلفيين.
ثانيا: هناك من هو سلفيٌ لكن تغير فإن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة عنده تزكيات لكن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة، قد يتغير الإنسان فلهذا لابُد لطالب العلم أن يعرف المنهج السلفي جيداً حَتى يميِّز بين الصحيح والسقيم وبين المُبطِل وغيره لابُد من ذلك.
وأيضا هناك من ليس بسلفي لكن يتقمص اللباس السلفي ويلبس هذا الزي، قد يتكلم ويظهر أنه مع أهل العلم لكن أقواله تفضحه وتصرفاته تفضحه وأفعاله تفضحه فلابُد لطالب العلم أن يعرف سمات السلفيين سمات أهل السنة ويعرف ويقف على سمات أهل البدع والأهواء لابُد، حَتَّى نعرف من هو السلفي من غيره لابد هذا.
ومن أبرز سمات أهل البدع والأهواء الطعن في علماء هذه الأمة، يقولُ أبو حاتم الرازي: “وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر”، ويقول أحمد ابن سنان القطان: “ليس في الدنيا مُبتدِعٌ إلا وهو يُبغِض أهل الحديث”، ويقول أحمد بن الحسن لِأبي عبدالله الإمام أحمد ابن حمبل: ذكروا أمامه قصة وما جرى لابن أبي قُتيلة ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة هذا، أهل الحديث فقال: “أهل الحديث قوم السوء” فلما سمع الإمام أحمد نفض ثوبه فقال “زنديق زنديق” حَتَّى دخل بيته علم الإمام أحمد أنَّ هذا علامةُ هوى وبدعة، ولهذا يقولُ أبو زُرعة: “إذا رأيت الكوفي يطعن في سفيان الثوري وزائدة فلا تشُك أنه رافضي”؛ لأن الرفض كان موجوداً هناك، وأيضا يقولُ: “إذا رأيت الشامي يطعن في مكحول والأوزاعي فلا تشك أنه ناصبي”، ويقول: “إذا رأيت الخرساني يطعن في عبدالله بن المبارك فلا تشك أنه مُرجئ”، ويقول: “إذا رأيت البصري يطعن في أيوب السختياني وابن عون فلا تشك أنه قدري”، ثم قال :” واعلم أن هذه الطوائف كلها مُجمِعة على بُغض أحمد ابن حبل”، الله أكبر. علامة على الهوى والبدعة؛ لأنه ما من أحدٍ إلا وفي قلبه سهمٌ منه لا بُرء له فتجد الإنسان يتكلم بالسنة لكنه يغمز العلماء فاعلم أنه صاحب هوى، اشطب عليه إذا طعن في أهل العلم الكبار، قديماً قالوا عن أهل السنة وأهل الحديث حشويه، نابتة، مُجسِمة، نواصِب، مُرجِئة، قَالُوا، وحديثاً قَالُوا: علماء لا يفقهون الواقع، وعلماء حيض ونفاس، وعلماء البلاط، وعملاء، ومَباحِث، وإذا رأيتَ أحداً يرمي الشيخ الألباني أو الشيخ ربيع بالإرجاء، فعلم أنه صاحب هوى وبدعة، علامة على الهوى والبدعة علامة واضحة، أو يقول وافقا المُرجِئة أو عندهم إرجاء، كل ذلك من علامات الهوى والبدعة، أو فلان من أهل العلم ليس عنده حكمة أو عنده تسرع، أو عنده شده، فلان مُتشدِد، هذا طعن، والطعنُ على قسمين: طعن صريح وطعن مُبطن، واضح هكذا، أو يقولون حوالَي الشيخ نمامون ويُلَبِسُون على الشيخ، باللهِ عليكم أليس هذا طعن؟ والله إنه طعن واضح، فمن علامات أهل البِدع والأهواء الطعن في العلماء، هناك طعن مُبطن انتبهوا، بعضهم يَقُول نحن أعلم بواقعنا يُهَمِش العلماء، هكذا نحن أعلم بواقعنا.
بارك الله فيكم.
من عنده علامات أُخرى؟ أمثلة على الطُعونات؟
بعض الطلبة: يُلقِبونهم بالجامية أو المداخلة
الشيخ: نعم أحسنت، يُلَقِبون الشباب السلفي والسلفيين أنهم جامية أو مدخلية أو مداخلة، وكذلك يقولون عن أهل الحق وأهل السنة والسلفيين وهابية، كل ذلك من الطعن في أهل الحق طيب.
بعض الطلبة: غلات الجرح
نعم أحسنت غلات الجرح، يقولون عن هؤُلاءِ الذين يُبينون أحوال المُخالفين أنهم غلاة في الجرح. طيب ها؟
بعض الطلبة: لازم نذكر الشيخ ربيع عشان إنكون واضحين.
الشيخ: نعم هذا طعن، طعن مُبَطن.
نعم على كل حال. بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آلة وصحبه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ