الإعلانات

التواصل الاجتماعي

علامة الهوى الثناء على أهل البدع

  • April 2, 2020

 

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فكما ذكرنا لكم قبل ذلك من أبرز سمات أهل البدع والاهواء أنهم يطعنون في علماء الأمة فكما قلنا قديما قالوا عن أهل السنة أنهم حشوية ومجسمة ونوابت ومرجئة ونواصب، وحديثا قالوا وهابية وجامية ومدخلية وأهل الاهواء والبدع يرمون أهل السنة ويرمون علماء السلفيين بأنهم لا يفقهون الواقع وأنهم علماء حيض ونفاس وأنهم عملاء وعلماء البلاط هكذا يرمون كما قلنا الألباني رحمه الله والشيخ ربيع بالإرجاء هذا علامة واضحه في الهوى والبدعة كل ذلك من الطعن يقولون أنتم غلاة الجرح والتعديل وغلاة الطاعة فلا بد لطالب العلم أن يتفطن لهذا يقولون فلان أي من العلماء متسرع عنده شدة ليس عنده حكمة لا يدري عواقب الامور أو يقول نحن أعلم بالمصالح والمفاسد أو يقول نحن أعلم بما يجري هنا ويهمش العلماء إلى آخره وبعضهم يقول العلماء الثلاثة ويريد الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين رحم الله الجميع فيريد من هذا القول تهميش العلماء الموجودين في هذا الزمان وبعد العلماء الثلاثة فنقول رحم الله الجميع الشيخ عبدالعزيز ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين وكذلك الشيخ مقبل والشيخ أحمد النجمي وزيد المدخلي والغديان وغيرهم من الذين رحلوا عن هذه الدنيا من علماء هذه الامة وحفظ الله العلماء الموجودين كالشيخ صالح الفوزان والشيخ الحيدان والشيخ عبيد والشيخ ربيع والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ عبدالله البخاري وغيرهم فالشاهد أن من علامات الهوى أيضا والبدعة الثناء أيضا على أهل البدع أو الدفاع عنهم أو الاعتذار لهم هذا أيضا علامة على الهوى وتجد البعض أنه يجمع بين الأمرين يطعن من هنا على العلماء ويثني على هؤلاء على أهل البدع والأهواء يجمع بين الأمرين فالثناء على أهل البدع والأهواء أو الدفاع عنهم أو الاعتذار لهم، فيقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: “ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم”، أي: إلى أهل البدع والاهواء، “أو ذب عنهم”، دافع عنهم، قال: “أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم”، كظلال القرآن مثلا “أو عرف بمساندتهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو أو من قال إنه صنف هذا الكتاب” فلان عنده الكتاب الفلاني خدم الإسلام لكن وقع في كذا وكذا كما نسمع الآن فلان له جهود فلان أخذ العلم على أيدي علماء كبار حتى لو وقع في كذا وكذا من البدع والمحدثات يبدأ البعض يعتذر له ويدافع عنه، قال: “أو من قال أنه صنف هذا الكتاب وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات”، الذب عن السنة من أعظم الواجبات، قال: “لأنهم أفسدوا العقول والأديان على الخلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء وهم يسعون في الأرض فسادا ويصدون عن سبيل الله”، فالرجل إذا أثنى على أهل البدع والأهواء يلحق بهم لكن لابد أن نتنبه لأمر إذا عرف حالهم، فلهذا يقول أبو داود لأحمد ابن حنبل رحمه الله: “أرى رجلا من أهل البيت مع رجل من أهل البدع أترك كلامه قال: لا. أولاً تعلمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعه، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به”، فإذا رأيت الرجل مع الإخوان أو يثني عليهم أو يعتذر لهم أو يدافع عنهم أو مع التبليغ فأخبره بحالهم فإن أثنى وأصر على ثنائه لهم أو دفاعه عنهم أو بدأ يعتذر لهم وأصر على ذلك فألحقه بهم فهو منهم وهو مثلهم، وكذلك من يثني على سيد قطب أو يثني على كتبه أو يدافع عنه أو يعتذر له هذا يُلحق به لكن أخبره أنه يطعن في الصحابة، أنه يكفر المجتمعات، أنه يقول بوحدة الوجود، أنه عنده أشعريات، وعقائد فاسدة فإن أصر في دفاعه أو ثنائه أو اعتذاره أو تعظيم لكتبه فألحقه به ولا كرامة، كذلك من يثني على المأربي أو يدافع عنه أو يعتذر له، بَيِّن له فإن أصر فألحقه به، أخبره أن العلماء تكلموا فيه بل بدعوه فإن أصر فهو منه ومثله، أخبره بالقواعد الفاسدة التي قعدها مثلا: (المنهج الواسع الأفيح الذي يسع الأمة) يريد أن يدخل كل أحد في هذا المنهج، هذا هو منهج الإخوان: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)، وهكذا من يثني على عرعور أو يدافع عنه أو يقعد بقواعده، فأخبره بحاله فإن أصر فألحقه به، وكذلك من يدافع عن إبراهيم الرحيلي فإن أصر على ذلك بعد بيانك له فألحقه به فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في البخاري (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، ويقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: “اعتبروا الناس بأخدانهم فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه”، فترى الرجل يثني على من يدافع عن من يعتذر لمن يذهب مع من يدخل مع من، ولهذا يقول الاوزاعي: “من ستر علينا بدعته لم تخفى علينا ألفته”، ويقول الغلابي: “يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة”، ويقول ابن عون: “من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع”، لماذا لأن هؤلاء عندهم شيء من التخفي، فكلما كان المرء متخفياً كان أشد، وقيل للأوزاعي: رجل يقول “أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع”، قال الاوزاعي: “هذا رجلٌ يريد أن يساوي بين الحق والباطل” ، إذاً أيها الإخوة من علامات الهوى والبدعة أن يدافع الرجل عن أهل الأهواء والبدع أو يثني عليهم أو يعتذر لهم أو يعظم كتبهم بعد بيانك له، فإذا رأيت منه ذلك فهو منهم ومثلهم نسأل الله عز وجل العافية بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.