الإعلانات

التواصل الاجتماعي

مجالسة أهل البدع علامة الهوى والبدعة

  • April 2, 2020

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقد ذكرنا أن من سمات أهل البدع والأهواء الطعن في العلماء، وفي هذا قول أبي حاتم الرازي “وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر”، وأيضا من العلامات ثناء الرجل على أهل البدع والأهواء أو الدفاع عنهم أو الاعتذار لهم أو تعظيم وتمجيد لكتبهم وكذلك الترويج لهم، فإذا رأيت مثلا رجلا يثني أو يدافع أو يعتذر أو يعظم ويمجد كتب سيد قطب فهو قطبي بعد أن تذكر له حاله، وكذلك إذا رأيت الرجل يثني على الحلبي أو يدافع عنه أو يعتذر أو يروج له يروج لأقواله ولكتاباته فبين له حاله فإن أصر فهو حلبي، وهكذا في إبراهيم الرحيلي فهو رحيلي إن أصر على ذلك، فإذا رأيت الرجل بهذه الطريقة يثني أو يدافع أو يعتذر أو يروج أو يعظم كتب أهل البدع والأهواء بعد البيان له فإن أصر فيلحق به ولا كرامه.

وكذلك من العلامات مجالسة أهل البدع والأهواء النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند أبي داود من حديث أبي هريره (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فإذا أردت أن تعرف فلان فاعرف من يصاحب كما قيل قديما “قل لي من تصاحب أخبرك من أنت” وفي البيت “عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي” فإذا أردت أن تعرف الرجل لابد أن تنظر في أصحابه فالرجل لا يجالس إلا من يوفقه ومن يحبه ومن هو على شاكلته وعلى طريقته، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) ويقول ابن مسعود رضي الله عنه (اعتبروا الناس بأخدانهم، فإن المرء لا يخادن إلا من يعجبه) ويقول رضي الله عنه (إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله)، فتحذير السلف في مجالسة أهل البدع والأهواء تحذير واضح وجلي، يقول ابن عباس رضي الله عنه “لا تجالسوا أصحاب الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب” ويقول الفضيل “لا تجالس صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة” ويقول مصعب بن السعد “لا تجالس مفتونا فإنه لن يخطئك إحدى اثنتين :إما ان يفتنك فتتابعه وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه” وقيل للأوزاعي “رجل يجالس أهل السنة ويجالس أهل البدع !!قال :هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل”، فالسلف حذروا ما أقول من مجالسة أهل البدع بل من ملاقاتهم، يقول الفضيل “إذا لقيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر” فالسلف حذروا من ملاقتهم فكيف بالجلوس وكيف بالسماع منهم، يقول سفيان “من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه” وذكر سلام بن أبي مطيع أن رجلاً قال لأيوب: “يا أبا بكر أسألك عن كلمة فولى وهو يشير بيده ولا نصف كلمة ولا نصف كلمة”، لأن هذه الكلمة لو استقرت في القلب ما تخرج إلا من عصمه الله عز وجل ووفقه إلى الهداية، يقول مسلم ابن يسار :”لا تمكن صاحب بدعة من سمعك فيصب فيما لا تقدر أن تخرجه من قلبك”، يقول معمر: “كان ابن طاؤوس جالسا فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم فجعل إصبعيه في أذنيه وقال لابنه :أي بني اجعل أصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً”، فالشاهد إن الرجل يُعرف بمن يجالس ويؤانس؛ لأن الرجل قد يُخفي بدعته ما يظهر لكن هل يستطيع أن يُخفي صحبته؟ ما يستطيع، يُعرف الرجل بمن يجالس ويدخل مع من؟ ويخرج مع من؟ ويؤاكل من؟ ويأوي الى من؟ ويؤانس من؟ ويسافر مع من؟ ولهذا يقول الأوزاعي: “من ستر علينا بدعته لم تخف علينا ألفته”، ويقول محمد ابن عبيد الغلابي: “يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا الصحبة والتآلف” فلابد للرجل أن يدقق في هذا الأمر يدقق في نفسه ينظر في أصدقائه، يذهب مع من؟ يجالس من؟ يؤانس من؟ يأوي الى من؟، ولهذا يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: “من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومجلسه” هذا من فقه الرجل أن ينظر في حاله، هو مع من؟، فهؤلاء في الحقيقة الذين يجالسون أهل البدع خطرهم عظيم ما تشعر به هو يخفي بدعته لكن يذهب إلى أهل البدع ويجلس معهم ويظهر لك أنه على السنة لكن هو يتلقف عنهم، وكل ما كان المرء قريبا من الحق وهو على غير الحق كان هذا أعظم ضرراً وأشد خطراً، يقول ابن عون :”من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع” فنعرف الرجل من مجالسته ومن ألفته وصحبته، إلى من يأوي؟ ومن يجالس؟ ومن يؤانس؟ ومن يدخل معه؟ ويخرج معه؟، وأيضا نحن بدورنا لابد أن ننظر في مجالستنا وفي مدخلنا ومخرجنا حتى نسلم من أهل الأهواء والبدع . وبارك الله فيكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بارك الله فيكم.

نعم. على كل حال ما صحة هذه المقولة (نأخذ من دعاة الضلال الخير ونترك الشر، ويضربون لذلك مثلا يقولون :كل الثمرة وارم النوى) هذه المقولة غير صحيحة إذا كان هو يقول دعاة الضلال فكيف تأخذ من دعاة الضلال الخير ؟؟!!هذا منهج الموازنات فما أدراك الخير عن الشر، وبعضهم عنده أساليب أساليب عظيمة في ترويج الباطل ويجعل الباطل في قالب الحق ويلبسه بغلاف الحق ويعطيك وأنت لا تشعر، فدعاة الباطل لا تسمع منهم لا خير ولا شر، الخير الحمد لله عند أهل الحق عند العلماء السلفيين ولله الحمد فما نحتاج إلى هؤلاء لا نريد الخير منهم ولا الشر نأخذ الخير من أهل الحق .. واضح؟ بارك الله فيكم.