الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد:
فهذا الكتاب المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء من زلات أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء هذا الكتاب في الحقيقة كتاب قيم وهو في وجوب بيان حال المخالفين والمنحرفين، وهذا يعني من باب حماية السنة، أيضاً فيه مواقف السلف في هذا الباب، فهذا الكتاب كتاب قيم وهو للإمام العلامة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه ومتع الله بالصحة والعافية، فالشيخ ربيع حفظه من علماء هذا الزمان وهو حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر كما بيَّن العلامةُ المحدث الألباني رحمه الله.
فالشيخ حفظه الله يعني زكاه العلماء الكبار الشيخ ابن باز رحمه الله زكاه وذكر أنه معروف لديه بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، ولما سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الشيخ ربيع فقال الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق فقال: مثلي يسأل عن إسحاق! بل إسحاق يسأل عني.
أيضاً قال الشيخ عبيد حفظه الله لما سئل عن الشيخ ربيع أقرأ لكم كلامه قال حفظه الله الشيخ ربيع صاحب راية قوية رافعة لواء السنة، وبشهادة أئمة زكوه وأثنوا عليه، فلا ينبغي لمثلي أن يسأل عنه حفظه الله، لكن ما دمت سئلت فلابد الإجابة.
زكاه سماحة الإمام الوالد العلامة الأثري الفقيه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وزكاه الإمام الفقيه المجتهد العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، وزكاه الإمام المحدث في هذا العصر بلا نزاع الإمام ناصر رحمه الله ووصفه بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر، ثم قال الشيخ عبيد وراية الشيخ ربيع التي رفعها جهاداً عن أهل السنة وذباً عنها وعن أهلها وهي شوكة في صدور المبتدعة حتى الساعة -ولله الحمد- ما هانت وما لانت وما انتكست. حفظه الله الشيخ ربيع والشيخ عبيد.
أيضاً من الذين زكوه علامة اليمن الشيخ مقبل رحمه الله أيضا زكاه الشيخ أحمد النجمي وعلماء كُثُر.
الشيخ ربيع حفظه الله تعالى إمام مجاهد واقف في وجوه أهل البدع عنده بصيرة الشيخ ربيع عنده بصيرة بالطوائف والأحزاب وعنده علم بالرجال وعنده علم بالحزبيين يعني يخرج المندسين بالمنقاش وإذا قال فلان حزبي فهو كما قال، كما قال الشيخ مقبل عن الشيخ ربيع مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام أنه حزبي، ستذكرون ذلك.
هكذا قال الشيخ مقبل رحمه الله عن الشيخ ربيع حفظه الله الشيخ ربيع شوكة والله إنه شوكة في حلوق الحزبيين فضحهم وكشف عوارهم وهتك أستارهم لم يبق لهم شيء، الشيخ حفظه الله يعني عنده ردود على الصوفية والخوارج والإخوان والقطبية والبنائية والسرورية والتبليغ والحدادية.
أيضاً عنده ردود يعني على أناس بأعيانهم عنده رد على سيد قطب وعلى أبي الأعلى المودودي وعنده رد وتحذير أيضاً من عبدالرحمن عبدالخالق وسلمان وسفر وعدنان عرعور والمأربي والحلبي وأخيراً حذر من محمد بن هادي ومن معه.
فهذا العالم الرباني المجاهد الجهبذ ما يطعن فيه إلا أحد رجلين إما جاهل وإما صاحب هوى الجاهل يعلم أما صاحب الهوى هذا يستعاذ من شره ومن كيده ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهديه أو يقصم ظهره. فنرتاح من شره وكيده. نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم
…إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد:
فمما دُهِيَ به المسلمون هذه البدع المحدثات، التي حذر منها رسول الله ﷺ، ووصفها بأنها شر الأمور، وبأنها ضلالة، وبأنها في النار؛ فالمؤمن الصادق يخاف على نفسه من الوقوع فيها، ويرتجف منها فؤاده، ويضرع إلى ربه:
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}
ويضرع إلى ربه: يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك.
ويضع نصب عينيه:{فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}
ويخاف أشد الخوف من الفتن التي أخبر عنها رسول الله ﷺ تلك الفتن التي تزلزل القلوب، وتفتك بالعقول؛ أعاذنا الله والمسلمين منها.
التعليق:
فالفتن على قسمين فتنة الشبهات وفتنة الشهوات ولابد أن نعلم أن فتنة الشبهات أعظم من فتنة الشهوات يعني الشرك والبدع والضلالات أعظم من المعاصي كالسرقة والزنا وشرب الخمر إلى آخره هذه من المعاصي ولهذا يقول سفيان الثوري الْبِدْعَة أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ لِأَنَّ الْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا. لماذا؟
لأن المبتدع يرى نفسه أنه على خير وهدى ومادام يرى نفسه على ذلك فلن يترك ما عليه حتى يعلم أنه على غير ذلك يعني أنه على ضلال فأول التوبة العلم كما قال شيخ الإسلام بخلاف المعصية فالعاصي يعلم أنه على ذنب، ولهذا تجد بعض العصاة يحدث نفسه بالتوبة هكذا دائما يحدث نفسه بالتوبة إلى أن يُوفق إلى التوبة، أما المبتدع يظن نفسه أنه على حق وهدى فيستمر على ما هو عليه لكن إذا أراد الله تعالى به الخير، علم هنا علم أنه على باطل فيوفق إلى التوبة.
فالبدع والضلالات من شر الأمور كما قال النبي ﷺ وشر الأمور محدثاتها فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وزاد النسائي وكل ضلالة في النار، فالنبي ﷺ حذرنا من البدع المحدثات بقوله وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فلهذا تجد المسلم الصادق المسلم الصادق يخاف على نفسه من الوقوع فيما حذر منه النبي ﷺ، تجده يلجأ إلى الله تعالى بأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن هكذا يستعيذ بالله منها، المسلم الصادق لا يغتر بنفسه يعني بعقله وعلمه لا. المسلم الصادق دائما يلجأ إلى الله تعالى ويسأل الله أن يحفظه من الزيغ والضلال دائما يسأل الله أن يثبت قلبه على الإيمان والحق (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). نعم.
ثم إن من أوجب الواجبات على من رزقه الله فهماً، وعلماً، وبصيرةً؛ أن ينصح للمسلمين إلى أقصى وأبعد ما يستطيعه من النصح، وينكر هذه المنكرات، ولا يخشى في الله لومة لائم.
قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا عبد الصمد، ثنا المستمر، ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول ا الله ﷺ: لا يمنعن أحداً منكم مخافة الناس أو بشر؛ أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه، أو رآه أو سمعه.
وفي سنن ابن ما جة من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -: أن رسول الله ﷺ قام خطيباً؛ فكان فيما قال: ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه.
وفي لفظ: أو شهده أو سمعه.
وقال ابن ماجة: حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيد الله بن جرير، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، هم أعز منهم وأمنع لا يغيرون إلا عمهم الله بعقاب.
التعليق:
نعم. الواجب على من رزقه الله تعالى العلم والبصيرة في دينه يعني إذا رأى خطأ عليه أن يبادر بالبيان يعني يبيِّن الحق في ذلك ولا يسكت؛ لأنه إذا سكت ظن الحاضرون حتى المتكلمُ نفسُه أن الكلام حق والدليل أن فلان الذي عنده علم سكت، يعني الدليل على أن الكلام حق أن فلان الذي عنده العلم والبصيرة في دين الله تعالى سكت ولم يقل شيئاً فبذلك فينقلب الحق إلى الباطل والباطل إلى حق والعياذ بالله؛ يعني إذا سكت من رزقه الله عز وجل العلم والبصيرة في دينه إذا سكت عن بيان الحق كما قال الإمام أحمد: إذا سكت وسكت أنت، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم فمن رأى منكراً أو خطأً عليه أن بيَّن لكن بعلم لكن بعلم لابد أن يُبين بعلم. نعم
وعلى المسلم الذي رزقه الله بصيرةً وفهماً، وسلمه من البدع والضلالات؛ أن يبادر بالأعمال الصالحة، ومنها: الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحذير من البدع والفتن، قبل أن يفوت الأوان، وتضيع الفرص.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله ﷺ: بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا.
التعليق:
فمن الاعمال الصالحة الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من البدع وأهلها؛ لكن هذه المهمة ليست لكل أحد إلا لمن رزقه الله عز وجل علماً ولا يشترط يعني أن يكون عالما بالعلوم كلها لا حتى ينكر المنكر اليسير لا لكن لما ينكر المنكر ويبيِّن الخطأ أو يدعو الناس إلى كذا وكذا لابد أن يكون لديه علم بالمسألة كما قال الله تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) على بصيرة على بصيرة يعني على علم؛ فالمسلم يبادر بالأعمال الصالحة لاسيما التحذير من البدع وأهلها فإن هذا العمل من أجل الأعمال نعم.
والظاهر أن البدع من أخطر هذه الفتن التي حذر منها رسول الله ﷺ ولقد شاهدنا من كثير من الناس العجائب.
فنعوذ بالله من هذه الفتن، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدى.
ولقد شاهدنا من الواقع ومن التاريخ العبر، ولا معتبر، ولا متعظ إلا من رحم ربك.
ومنها: أن كل صاحب فتنة، وكل داعٍ إلى ضلالة، يرفع بقوة شعار العدل، والعدالة، والإنصاف:
فالثورة على الخليفة الراشد، بل على الإسلام، كانت باسم العدالة.
وثورة المختار بن أبي عبيد الزنديق، كانت باسم العدالة والإنصاف.
وثورة أبي مسلم الخراساني كانت تحت شعار العدالة وإزالة الظلم.
والحركات الماسونية، كانت تحمل شعار العدالة، والمساواة، والحرية.
والثورات الشيوعية كانت تحمل هذه الشعارات.
التعليق:
فالمبتدع يعني يتكلم بشيء من الحق ليروج باطله لو أظهر الباطل المحض لما قبله أحد، فلهذا يلجأ إلى تزيين باطله بشيء من الحق ليُقبل منه، يعني يتكلم بقال الله وقال رسوله وقال الصحابة، ويدس السم في العسل هكذا يصنع، يتكلم باسم العلماء، يقول قال فلان وقال فلان ويدس السم في كلامه، ولعله يتكلم باسم السلفية ويدس السم حتى يروج لكلامه، فذكر الشيخ ربيع حفظه الله أن كل صاحب فتنة، وكل داعٍ إلى ضلالة، يرفع بقوة شعار العدل، والعدالة، والإنصاف كالخوارج الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه وقاتلوا علياً رضي الله عنه كانت باسم ماذا؟ باسم العدالة، وكانوا يقولون لا حكم إلا لله كلمة حق أريد بها باطل، وهكذا يعني بقية الثورات قامت تحت شعار العدالة والإنصاف وإزالة الظلم والحرية لماذا ليغرروا العامة. نعم.
وكلها خِدَع، وشعارات كاذبة، يفضح الله أصحابها، ويكشف أستارهم، ويخزيهم في الدنيا قبل الآخره.
ومن هذه الخدع: الدعوة الخبيثة إلى تحرير المرأة، ومساواتها بالرجل في كل شيء؛ لأنها ـ في نظر الدعاة إلى تحريرها وتحليلها وتفسخها ـ مظلومة، مهضومة من نواحٍ عديدة؛ فلا بد ـ في نظرهم ـ من إنصافها باسم الإسلام، وباسم العدالة والمساواة، فشرعوا يحرفون نصوص القرآن والسنة ليتم تحريرها في بلاد الإسلام باسم الإسلام.
ومن هذه الخدع : الدعوة إلى إنصاف أهل البدع والضلال، بل إلى إنصاف الكفار والشياطين، تحت ستار وشعار العدالة، والإنصاف، بالموازنة بين الحسنات والسيئات، وذهبوا كما ذهب كل مبطل ومخادع من أمثال دعاة الاشتراكية، ودعاة تحرير المرأة وإنصافها؛ إلى تحريف بعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وإلى التعلق بكلام ابن تيمية المجاهد المناضل عن السنة وأهلها، ومن أعظم المكافحين للبدع وأهلها إن لم يكن أعظمهم، ويسدلون الستار على جهاده العظيم الذي امتلأت به حياته، وكتبه الزاخرة بنصرة السنة، وإهانة البدع وأهلها، ويتعلقون مكراً وخداعاً ببعض عباراته التي لا يعرفون مقصده منها، ولا نسبه بكل الاعتبارات بين من قيلت فيه وبين من يدافعون عنه .
التعليق:
نعم هكذا يعني يأتي المخذل من الداخل ويدافع عن أهل البدع يستعمل منهج الموازنات مع هذا الذي انحرف فيقول أنه عنده علم وله دعوة؛ وأنه معروف بين الناس أو له مثلاً متابعين إلى آخره؛ العبرة بالدليل العبرة بالدليل والحجة والبرهان، فلعل الرجل يقع في خطأ واحد، يعني خطأ واحد، لكن هذا الخطأ خطأ عقدي أو منهجي ثم يبيَّن له فيُصر على باطله، بل ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، بل لعله يحارب أهل الحق بأن يقع مثلاً في العلماء غمزاً ولمزاً، فهنا لا ينظر يعني إلى أنه على الجادة، نعم كان على الجادة كان على الجادة ثم تغير، لا ينظر إلى تزكياته كان مزكى، الآن يطعن في العلماء ما تستعمل لمنهج الموازنات عنده دعوة وعنده كذا وعنده كذا مزكى الرجل، الآن يطعن في العلماء هذا الخطأ خطأ منهجي وهو يصر على ذلك كأن يقول مثلاً العالم الفلاني لبس عليه لبس عليه هكذا يقول العالم الفلاني لبس عليه، لا تأتي تقل لي فلان على خير، فلان له جهود يعني يأتي يقول لك: يعني بخطأ واحد يهجر ويحذر منه، أقول نعم أقول نعم بمليء فمي أقول نعم إذا بيِّن له أن هذا طعن وأصر على ذلك واستمر نعم يُهجر ويحذر منه لا ننظر إلى جهوده العلمية أو إلى تزكياته كان … كان عنده جهود لكن الآن تغير، الآن بدأ يطعن واضح الآن بدأ يطعن يقول فلان من العلماء مثلاً لبس عليه، هذا العالم أثروا عليه فجعلوه يتكلم ما هذا الكلام هذا طعن فلا يأتي أحد يدافع عن أهل البدع بهذا المنهج الخبيث منهج الموازنات يعني الموازنة بين الحسنات والسيئات حسنات الرجل وسيئاته، هذا خطأ هذا ما يصلح، هذا المقام مقامُ تحذيرٍ وليس مقامَ ترجمة يعني عند التحذير تقول فلان، قال العالم الفلاني لُبس عليه لكن يعني هل يصلح أن تقول لكن هذا الرجل عنده علم وعنده دعوة ورجل ما شاء الله تقي وزاهد ويقوم الليل ويحب الخير إلى آخره بهذه الطريقة يُلمع هذا الرجل مع أنه طعن في العالم الرباني لما قال لُبس عليه فما يصلح منهج الموازنات، منهج الموازنات جاء به أهل الباطل من الحزبيين وغيرهم لماذا؟ ليدافعوا عن هؤلاء عن أهل البدع والذين حذر منهم العلماء فانتبهوا لذلك. نعم.
وإن من يستخرج مذهب الموازنات من بعض نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فإن مكتبته المليئة بالزحوف والغارات على أهل البدع، سواء اقتربوا من أهل السنة أو ابتعدوا عنهم، من كل فرق الزيغ أفراداً وجماعات؛ لأوضح برهان على زيف مذهب وجوب الموازنات.
فما جواب أهل هذا المنهج عن كل ما ورد في كتب هذا الإمام المجاهد الذي يقول: الرد على أهل البدع جهاد؟
وكانت حياته جهاداً وكفاحاً ضد أهل البدع والضلال.
فما جوابهم عن كل ما ورد من نقدٍ، وكشفٍ، وهتكٍ لأستار البدع وأهلها في:
1 ـ كتاب: “الرد على البكري”.
2 ـ وكتاب: “الرد على الأخنائي”.
3 ـ وكتاب: “تلبيس الجهمية”، وقد رَكَّزَ فيه على الرازي، والآمدي، وغيرهما من أئمة الأشعرية.
4 ـ و “منهاج السنة”، الذي أصله رد على أهل الرفض والاعتزال، ومع ذلك فهو مشحون بالردود على كثير من فرق وأفراد أهل البدع …الأخرى.
فما هو جوابهم العلمي المعقول؟ إنا لمنتظرون.
التعليق:
وهؤلاء لاسيما الحزبيين منهم يستدلون على هذا المذهب الخبيث منهج الموازنات بذكر الحسنات والسيئات لماذا؟ لتذهب أخطاءُ أهلِ البدع أدراج الرياح يعني إذا قوبلت بصلاتهم وصيامهم وزهدهم إلى آخره، يستدلون على منهج الموازنات ببعض نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية، شيخ الإسلام ابن تيمية يرد على الخوراج عندما يكفرون بالمعصية فيرد عليهم يعني أنه لا يكفر بالمعصية، هل في كلام شيخ الإسلام منهج الموازنات هذا والله فهم سقيم وعليل، منهج الموازنات الذي جاؤوا به ليحموا أهل البدع وليدافعوا عنهم لما تذكر خطأ فلان قالوا عنده كذا وعنده كذا ثم يعددون حسناته. أما شيخ الإسلام رحمه الله يعني كرس حياته للرد على أهل الباطل وكشف زيفهم وضلالهم رد على البكري رد الأخنائي رد على الجهمية في كتابه تلبيس الجهمية ورد على الروافض والمعتزلة في كتابه منهاج السنة، فهل أنتم يأهل منهج الموازنات عندكم ردود هل عندكم ردود على أهل الباطل والبدع والأهواء أم تقولون نحن نذكر الخطأ ولا نذكر الأسماء الله المستعان. نعم.
وإذا كانت الأمور قد تدافعت إلى هذا الحد؛ فلا بد من بيان معنى “العدل”، ومعنى “الظلم”، عند علماء اللغة وعلماء الشريعة، حتى تزول الغشاوة واللبس، ويكون الطالب للحق على بصيرة من أمره، وبَيِّنَةٍ من دينه.
التعليق:
يعني إذا صار اللبس فلابد من إزالة الغشاوة؛ لأن الباطل لا يكون محضاً إذ لو كان محضا لعرفه كل أحد واستنكره كل أحد، لكن هذا الباطل فيه شيء من الحق يعني ظاهره الحق لكن باطنه وفي حقيقة أمره باطل فلهذا يُلتبس على بعضهم يعني على من قل علمه فلابد حينئذ من إزالة الغشاوة واللبس.
وإزالة الغشاوة وإزالة اللبس تكون بماذا؟ بمعرفة الحق بالدليل والحجج والبراهين فبعض المعاني والكلمات وبعض المصطلحات لابد من معرفتها لغةً وشرعاً حتى يكون طلابُ العلم وغيرُهم أيضاً من العوام من عوام الناس على بصيرة من أمرهم وعلى وبَيِّنَةٍ من دينهم، وهذا ما سنعرف إن شاء الله في الدرس القادم، سنعرف بإذن الله تعالى معنى العدل والظلم لغة وشرعاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدرس الأول كان في يوم الأربعاء 11 شوال 1441 ه الموافق 3/6/2020م
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ