الإعلانات

التواصل الاجتماعي

الدرس الخامس في التعليق على المحجة البيضاء

  • July 12, 2020

 

أهل الحديث هم الطائفة الناجية المنصورة    

قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك.

رواه الأئمة في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم، عن عدد من الصحابة، منهم:

“عمر بن الخطاب”، و”المغيرة بن شعبة”، و”ثوبان”، و”معاوية ابن أبي سفيان”، و”أبو هريرة”، و”جابر بن عبد الله”، و”عمران بن حصين”، و”عقبة بن عامر” ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.

وقد حمل أئمة الإسلام هذه الأحاديث على “أهل الحديث”، لا ينازعهم في ذلك إلا الروافض، وبعض أهل البدع.

وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – : ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل؛ حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان من أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟. قال : ما أنا عليه وأصحابي  وفي رواية: هي الجماعة

ورواه أئمة السنة في سننهم ومعاجمهم ومسانيدهم، وكتب عقائدهم، وحملوه مع أحاديث “الطائفة المنصورة” على : “أهل الحديث” ، لا يخالفهم إلا بعض أهل البدع؛ فَيَدَّعُون باطلاً وزوراً أنهم هم “الطائفة الناجية المنصورة”، وهم على ضلالهم وادعائهم الباطل لم يفرقوا بين الناجية والمنصورة، لأن معنى الأحاديث متَّحِد؛ فقوله في أحاديث الطائفة المنصورة: على الحق ظاهرين ، أو  يقاتلون ، هو المعنى نفسه في قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ما أنا عليه وأصحابي إذ هو وأصحابه على الحق ظاهرين، وهم سادة المقاتلين المجاهدين .

وقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: الجماعة معناه: الاجتماع على الحق.

وهذه المعاني كلها لا توجد في فرقة من فِرَق الضلال، إنما توجد ظاهرة جلية واضحة في الصحابة، ومن اتبعهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة.

وتوجد ظاهرة جلية واضحة في “أهل الحديث”، “أهل السنة المحضة”، و”الجماعة المجتمعة على الحق، الملتزمة به، المنافحة عنه”، لا ينكر ذلك إلا جاهل مستكبر معاند.

ومن هنا حمل أئمة الهدى، وعلى رأسهم:

“ابن المبارك”، و”الإمام أحمد”، و”البخاري”، و”علي بن المديني”، وغيرهم، وغيرهم من أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، في العهود الإسلامية كلها إلى يومنا هذا؛ هذه الأحاديث على: “أهل الحديث” ومن سار على نهجهم، لا يخالفهم إلا مبطل معاند مكابر، ينكر الشمس ساطعة واضحة ليس دونها سحاب، والقمر في ليلة البدر ليس دونه سحاب:

الحق شمس والعيون نواظر …… لكنها تخفى على العميان

التعليق:

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ أما بعد:

فحديث لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين فهذه الطائفة منصورة وظاهرة بالحجة والبيان وبالسيف والسنان وقد تكون منصورة وظاهرة بالحجة والبيان فقط. لا يضرهم من خذلهم أي لا يضرهم من خذلهم أي من الداخل من المثبطين والمخذلين المندسين في صفوفهم ولا من خالفهم أي من العدو الظاهر حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك أي حتى يأتي قرب قيام الساعة لأن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق.

فهؤلاء هم أهل الطائفة الناجية والمنصورة الطائفة الناجية لم يأت ذكر الناجية في الحديث وإنما هذه الكلمة مأخوذة من قوله صلى الله عليه وسلم وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال: من هي يا رسول الله؟ قال:] الجماعة [وفي رواية:] ما أنا عليه وأصحابي. فهذه هي الفرقة الناجية التي تنجو من النار أما المنصورة فنعم جاء في الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام وَلَا تزالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصورةً حتى يأتي أمْرُ الله، فهذه الطائفة ناجية في الآخرة ومنصورة في الدارين كما قال الله تعالى

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وهذه الطائفة هم أهل الحديث كما قال الإمام أحمد رحمه الله: إِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَلا أَدْرِي مَنْ هُمْ؟.

أيضاً قال علي بن المديني هم أصحاب الحديث

والبخاري قال هم أهل العلم.

يقول الشيخ العلامة ابن باز في فتاوى نور على الدرب في المجلد (10/40)

والعلماء هم رأس هذه الطائفة، وأهل الحديث هم رأس هذه الطائفة، وأئمة هذه الطائفة، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهم خير هذه الأمة، ثم العلماء من أهل السنة والجماعة بعدهم، وأهل الحديث هم أئمة هذه الطائفة، وهم من رؤسائهم وقادتهم، فالمعنى أن أهل الحديث هم خلاصتُهم، وهم أئمتهم، وهكذا العلماء علماء الحق، كلهم من أهل السنة والجماعة، وكلهم من الطائفة المنصورة، وهكذا عامتهم هم من الطائفة المنصورة، عامتهم من الرجال والنساء الذين درجوا وساروا على أهل السنة والجماعة بالاستقامة على الحق والإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله، وتمسكوا بشرعه، هؤلاء كلُّهم أهل السنة والجماعة، وكلهم يُدْعون الفرقة الناجية، وكلهم يقال لهم: الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، نسأل الله أن يجعلنا وإياك والمستمعين من أهل السنة، نسأل الله أن يجعلنا منهم، نسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن يعيذنا من مضلات الفتن. انتهى كلامه رحمه الله.

فحديث لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين رواه عدد من الصحابة رضي الله عنهم وحملة هذا الدين من أئمة الإسلام على أنهم أهل الحديث. وكذلك الحديث الثاني الذي ذكره شيخنا حفظه الله الشاهد منه وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي وفي رواية هي الجماعة.

لا يخالف في أن الطائفة المنصورة والفرقة الناجية هم أهلُ الحديث إلا أهلَ البدع بل هم يدعون زورا وباطلاً أنهم هم “الطائفة الناجية المنصورة” كيف يكونون من هذه الطائفة وأهل البدع ليسوا على ما كان عليه النبي صلى الله وسلم وأصحابه، كيف يكونون من هذه الطائفة وهم متفرقون فهذه الطائفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم من هي يا رسول الله قال الجماعة، والجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك كما قال ابن مسعود رضي الله عنه، فهذه الأوصاف لا توجد في أهل البدع، وإنما توجد في أهل الحديث أي في السلفيين لا ينكر ذلك إلا جاهل مستكبر معاند كما قال شيخنا حفظه الله لأن العلماء حملوا هذه الأحاديث على “أهل الحديث” ومن سار على نهجهم، لا يخالفهم إلا مبطل معاند مكابر كما قال شيخنا حفظه الله وهناك من أهل البدع من فرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة هي الفرقة الناجية كما ذكر شيخنا حفظه الله سلمان العودة فرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في بعض كتبه ككتاب من أخلاق داعية وصفة الغرباء لكن شيخنا حفظه الله رد عليه أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية حوار مع سلمان العودة رد عليه في هذا الكتاب فحفظ الله شيخنا ربيع من كل سوء يا رب العالمين. نعم

 

فـ”أهل الحديث” هم ورَّاث الأنبياء، والصحابة، وخيار القرون المفضلة، حقاً وصدقاً، وجهادهم وجهودهم في خدمة الإسلام والسنة لا يقدر قدرها إلا الله، ولا يعرفها ويعترف بمكانتها إلا المنصفون، حتى أن خصومهم من أهل التجهم والبدع لا ينكرون هذا الجهاد، والنتاج العظيم، والتراث الهائل، الذي خلفوه للإسلام والمسلمين، ولا يكون لأحدهم أي مكانة عند المسلمين إلا إذا عاش متطفلاً على مائدتهم، متظاهراً باحترامهم، واحترام منهجهم.

ومن جهود “أهل الحديث” العظيمة الباهرة:

علم النقد، والجرح والتعديل لرواة الأحاديث، والآثار، ولأهل العقائد، والنِّحَل، والبدع، والضلال، بل نقدهم لأهل البدع، وجرحهم، وطعنهم فيهم أشد وأقوى وأسد.

فهذا نقدهم وجرحهم وتعديلهم للرواة ولأهل البدع، تزخر به المكتبات من كتب الجرح والتعديل، أو الجرح الخاص، ومن كتب العقائد التي تذم أهل البدع، وتجرحهم، وتطحنهم طحناً، مركزة على إخزائهم وفضحهم، والتنكيل بهم، دون هوادة، ودون موازنة.

ويعتبرون ذلك من أفضل الجهاد، ومِن أقرب القربات عند الله، لاسيما إذا كان الأمر متعلقاً بالدعاة منهم؛ فإنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا تأخذهم بهم رأفة في دين الله، إذ البدع عندهم أكبر من كبار المعاصي والذنوب، وأهلها أخطر على دين الله من العصاة والفجار؛ لأن العاصي والفاجر يعترف بأنه مخالف لأمر الله، مرتكب لمناهيه.

أما المبتدع فيمارس بدعه الشريرة المسخطة لله تقرباً إلى الله، وإذا دعا الناس إليها فيقول لهم بلسان حاله ومقاله: “هذا دين الله”، وينكر ما يقابلها من الحق الذي شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم – ، ويرمي ذلك الحق وأهله بالضلال .

فأي خطر على الإسلام أشد من هذا ؟ .

ومن هنا رأى كثير من أئمة الإسلام أن خطر أهل البدع على الإسلام أشد من خطر الكفار.

التعليق:

فأهل الحديث هم ورَّاث الأنبياء، والصحابة، وخيار القرون المفضلة، ورَّاث الأنبياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ.

فهم ورَّاث الأنبياء، والصحابة، وخيار القرون المفضلة

وجهود أهلِ الحديث عظيمةٌ ومعلومةٌ معلومة لكل أحد للقاصي والداني، فلا ينكر جهودهم العظيمة، حتى المبتدعة لا ينكرون ذلك فهم أخذوا من كتبهم واستفادوا من جهودهم

ومن جهود “أهل الحديث” العظيمة: الجرح والتعديل لرواة الأحاديث وأيضاً نقد أهل البدع وبيان أحوالهم، وهذا أشد وأقوى وأسد.

كما قال شيخنا حفظه الله فكتب السلف تنضح بجرح أهل البدع والأهواء وببيانِ أحوالهم يقول شخنا ربيع حفظه الله فهذا نقدهم وجرحهم وتعديلهم للرواة ولأهل البدع، تزخر به المكتبات من كتب الجرح والتعديل، أو الجرح الخاص، ومن كتب العقائد التي تذم أهل البدع، وتجرحهم، وتطحنهم طحناً، مركزة على إخزائهم وفضحهم، والتنكيل بهم، دون هوادة، ودون موازنة. أي دون ذكر لحسناتهم.

قال ويعتبرون ذلك من أفضل الجهاد، ومِن أقرب القربات عند الله، كما قال يحيي بن يحيي الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله، قال يحيي بن يحيي الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله فخطر أهل البدع والاهواء أعظم أعظم بكثير من الأعداء الظاهرين؛ لأن العدو الظاهر معلوم معلوم لنا معلوم لكل أحد فيُحذر منه، أما أهل البدع والأهواء والمخالفين والمنحرفين لاسيما الذين يدَّعون السلفية يعني هؤلاء تجدهم مندسين في صفوفنا فهؤلاء أشدُّ خطراً من العدو الظاهر كلما كان مندساً فهو أشد خطراً؛ لأننا لا ندري عنهم ولا نشعر بهم فيعمل في الخفاء ففسادهم أعظم.

قال لا سيما إذا كان الأمر متعلقاً بالدعاة منهم؛ هؤلاء يَدْعون الناس إلى بدعهم يظن أحدهم أن بدعته من الدين فلهذا هو يتقرب إلى الله عز وجل ببدعته ولا يدري يظن أنه على حق وهدى فيتقرب إلى الله عز وجل ببدعته ، تجده ينافح عن بدعته ويدعوا إليها بكل ما أوتي من قوة ويحارب أهل الحق، فأهل البدع أشد خطراً وأعظم شراً من العصاة، فالْبِدْعَة أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ لِأَنَّ الْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا كما قال سفيان الثوري ، لماذا خطرُ البدع أشدُّ وأعظم من المعاصي، لأن المبتدع يظن نفسه أنه على خير وعلى هدى فيستمر في نشر بدعته بخلاف العاصي يرى نفسه أنه على ذنب ودائما يحدث نفسه بالتوبة، فخطر أهل البدع على الأمة أعظم وأشد من خطر العصاة.

فلهذا من أوجب الواجبات بيان أحوال هؤلاء من المبتدعة والمخالفين والمنحرفين من للناس كي يحذروهم ولا يأخذوا منهم شيئاً.

 

أهل البدع أولى بالنقد والتحذير من الرواة، لأن خطرهم وضررهم أشد من أي ضرر وخطر، ولذا أجمع العلماء على مشروعية نقدهم بل وجوبه.

1ـ قول ابن الجوزي :
قال ابن الجوزي : قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه : قال شيخنا أبو الفضل الهمداني : مبتدعة الإسلام والوضاعون للأحاديث أشد من الملحدين، لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من الخارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من الداخل، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من الخارج، فالدخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له .

التعليق:

نعم بيان أحوال أهل البدع أولى من الرواة

وقال هنا قال ابن الجوزي: قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه قال شيخنا أبو الفضل الهمداني مبتدعة الإسلام والوضاعون للأحاديث أشد من الملحدين، يعني من العدو الظاهر، فخطر المبتدعة من الداخل، شبه الأمة بالحصن فالكفار والملاحدة يعني الظاهرين لأهل الإسلام هؤلاء كالمحاصرين لهذا الحصن من الخارج، وأهل البدع في الداخل فهم الذين يفتحون باب الحصن للعدو الظاهر ليدخل الحصن، فلهذا خطر المبتدعة والمخالفين عظيم خطرهم أشد وأعظم من العدو الظاهر. نعم.


2
ـ قول الحافظ المقدسي :
وقال الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ـ رحمه الله ـ في أهل البدع :
واعلم رحمك الله أن الإسلام وأهله أُتُوا من طوائف ثلاثة :
1
ـ فطـائفة ردَّت أحاديث الصفـات وكذبوا رواتها، فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار .
2
ـ وطـائفة قـالوا : بصحـتها وقبولها ثم تأولوها، فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأولى .
3
ـ والثـالـثة: جـانبوا القولين الأولين، وكانوا أعظم ضرراً من الطائفتين الأولين .

التعليق:

ذكر الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب المغني أن أهل الإسلام أتوا من ثلاث طوائف

الطائفة الأولى ردت أحاديث يعني أحاديث الصفات وكذبوا رواتها.

والطائفة الثانية التي هي أشد من الطائفة الأولى وأعظم ضرر قالت بصحة أحاديث الصفات لكنها أولت الصفات يعني قالوا مثلا عن يد الله أنها النعمة أو القوة أو القدرة، وهذا تأويل فاسد وباطل ليس عليه دليل فهذا في الحقيقة يعني يُعد تحريفاً للنصوص.

والطائفة الثالثة هي شر من الطائفتين الأوليين هؤلاء هم المفوضة الذين يفوضون المعاني ويزعمون أنهم ينزهون الله ويزعمون أن هذا هو مذهب السلف كذبوا والله مذهب السلف يثبتون الصفة ويفوضون الكيفية، اما أهل التفويض يقولون لا نعرف معنى يد الله لا نعرف معنى اليد، يقولون لا ندرى معنى استوى استوى في اللغة علا وارتفع أهل السنة يفوضون الكيفية أما هؤلاء يفوضون الكيف والمعنى يقولون الله أعلم بمعنى الوجه واليد والضحك إلى آخر الصفات لا ندري يعني كالأعجم الذي يقرأ القرآن ولا يفهم ما يقرأ، هؤلاء أيضاً يقولون في الصفات بما يقوله هذا الأعجمي لا ندري معنى استوى زعما منهم أنهم ينزهون الله بهذا التفويض، والرد عليهم أن القرآن نزل باللغة العربية يقول الله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) فهؤلاء المفوضة من شر الطوائف لأنهم يزعمون أن مذهب السلف هو التفويض كذبوا والله في ذلك ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع رحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة حيث فضحهم. نعم.

 

قول شيخ الإسلام ابن تيمية :
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ذاكراً من يجوز ذمه من الأنواع، وليس ذلك من الغيبة كالكافر، والفاجر، والفاسق، والظالم، والغوي، والضال، والحاسد .
إلى أن قال :وأما الشخص فيُذكر ما فيه من الشر في مواضع .
وذكر منها : المظلوم يذكر ظالمه بما فيه، وساق الأدلة على ذلك، ثم قال ومنها : أن يكون على سبيل النصيحة للمسلمين، في دينهم ودنياهم، كما في الحديث الصحيح ،عن فاطمة بنت قيس لما استشارت النبي صلى الله عليه وسلم من تنكح ؟ .
قالت: إنه خطبني معاوية وأبوجهم، فقالأما معاوية فصعلوك لا مال له،وأما أبوجهم فرجل ضرَّاب للنساء. فكان هذا نصحاً لها وإن تضمن ذكر عيب الخاطب.
وفي معنى هذا نصح الرجل فيمن يعامله ومن يوكله، ومن يوصي إليه ومن يستشهده، بل ومن يتحاكم إليه، وأمثال ذلك .

وإذا كان هذا في مصلحة، خاصة فكيف بالنصح فيما يتعلق به حقوق عامة المسلمين، من الأمراء والحكام، والشهود، والعمال أهل الديـوان وغـيرهــا، فــلا ريب أن النصـح في ذلك أعـظم،كما قال النبي صلى الله عليه وسلمالدين النصــيحـة، الدين النصــيحـة، قالـوا : لمن يا رسول الله؟ قاللله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم .
ثـم تحـدث عن وجـوب الكلام في نَقَـلة الحـديث، الذين يغلطون أو يكذبون، وأنه من باب المصالح الدينية العامة والخاصة .
ثم ثنى بالكلام على أئمة البدع، من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة فقال :
فإن بيان حالهم، وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع ؟ .
فقال : إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين .
فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك، واجب على الكفاية باتفاق المسلمين .
ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب، وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً .
وأعداء الدين نوعان : الكفار والمنافقون .
وقد أمر الله بجهاد الطائفتين في قوله :{ جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } .في آيتين من القرآن .
فإذا كان أقوام منافقون، يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب، ويلبسونها على الناس، ولم تُبَين للناس فسد أمر الكتاب وبدل الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله .

التعليق:

ذكر شيخنا ربيع حفظه الله كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جواز غيبة الكافر والفاجر والفاسق والظالم والضال والحاسد وذكر جواز الغيبة على سبيل نصح الناس في دينهم ودنياهم واستدل بحديث فاطمة بنت قيس.

فإذا كانت الغيبة التي تتضمن التحذير بذكر ما عند فلان من سوء وشر تجوز للمصلحة الدنيوية الخاصة، ففي المصلحة العامة الدينية فمن باب أولى أن نقول بجوازها، فأهل البدع والأهواء والمخالفين والمنحرفين بيان حالهم من المصالح العامة العظيمة لأن في بيان حالهم النصح للأمة كلِّها.

قيل للإمام أحمد الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ماذا قال الإمام أحمد قال إذا صام وصلى واعتكف إنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع إنما هو للمسلمين أي للمسلمين عامة هذا أفضل، هذا ليس من الغيبة بل هذا من الذب عن السنة ومن الحماية لهذا الدين، لكن المخذلة يريدون تكميم أفواه أهل الحق في بيانهم أحوال هؤلاء من أهل البدع والأهواء فهذا ليس من الغيبة في شيء بل هذا من أجل وأعظم القربات واذا لم يبين أهل العلم حال أهل البدع والأهواء والمخالفين والمنحرفين لدخل في الدين من البدع والمحدثات ما الله تعالى به عليم ولفسد هذا الدين، ففساد الدين أعظم من فساد الدنيا، فلهذا أهل البدع يفسدون عقائد الناس ما لا يفسده الكفار، فالسكوت عن هؤلاء من أعظم الغش وعدم النصح.

فلهذا الرد على أهل البدع والمخالفين من أوجب الواجبات، ومن أجل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى حتى قال بعض السلف الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله كما قلنا العدو الداخلي المتخفي هذا أشد ضررا علينا من العدو الخارجي الظاهر لنا هؤلاء الذين في صفوفنا المندسين الذين يتخفون يفتحون الباب للعدو الخارجي للدخول، ففساد أهل البدع في هذه الأمة أشد وأعظم من الكفار، ففساد أهل البدع للقلوب والعقائد ابتداءً أما الكفار إذا استولوا فإنهم يفسدون القلوب تبعا لا ابتداءً كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بارك الله فيكم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدرس الخامس كان في يوم الأربعاء 16 ذي القعدة 1441 ه  الموافق 8/7/2020م