إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالعمل لا يكون مقبولاً عند الله تعالى إلا إذا كان خالصا صوابا، والخالص إذا كان العمل مما يُبتغى به وجه الله سبحانه وتعالى، والصواب إذا كان العمل على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال الفضيل رحمه الله في قوله تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، قال: أخلصه وأصوبه، قيل: يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل.
عباد الله شرط قبول العمل أولاً: الإخلاص، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ابتُغي به وجهه).
فعلى سبيل المثال إخراج الزكوات وإنفاق الصدقات، لابد أن يخرجها العبد عن طيب نفس، وأن يبتغي بهذه النفقات والزكوات وجه الله سبحانه وتعالى لا يريد من الناس مدحا ولا ثناء، كما قال الله عز وجل عن عباده الأبرار أنهم يقولون (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، يقول النبي صلى عليه وسلم: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها).
وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق النفقات ويخرج الزكوات ويعمل الخير يبتغي بذلك وجه سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى: (الذي يؤتي ما له يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى).
فعلى العبد أن ينفق على المحتاجين والمساكين لاسيما الأقارب والأرحام، لكن يبتغي بعمله هذا وجه الله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى: (فآتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون).
فنسأله سبحانه وتعالى الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالشرط الثاني لقبول العمل أن يكون العمل على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن العمل إذا لم يكن على سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم يُقبل ويرد على صاحبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).
فعليكم عباد الله بالسنة تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم، السنة سفينة نوح من أخذها نجا ومن خالفها هلك كما قال الإمام مالك رحمه الله، وقال الإمام الزهري: (قال علماؤنا الاعتصام بالسنة نجاة)، فعلى العبد أن يدور مع السنة حيث دارت، قال سفيان الثوري رحمه الله: (إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل).
فعلينا عباد الله في أي عمل أن نخلص نريد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، وأن نجعل هذا العمل على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونسأله سبحانه وتعالى القبول يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليم، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
3 رجب 1443 ه الموافق 4/2/2022 م
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ