إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وأحسنوا الله يحب المحسنين) يأمرنا الله تعالى في هذه الآية الكريمة بالإحسان، وَبَيَّنَ أنه يحب المحسنين.
والإحسان عباد الله يكون في كل شيء، كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي الإمام مسلم في صحيحه من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء).
فالإحسان له صوره ومجالاته الكثيرة:
الإحسان في العبادة كما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك).
الإحسان إلى الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأحسن من أساء إليك)، وقال: (وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا).
فالإحسان عباد الله يكون في القول وفي الفعل:
كما قال الله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، وكما قال النبي صلى الله عليه: (والكلمة الطيبة صدقة)، فإذا رأيت أحداً فسلم عليه ورحب به، واسأل عن حاله وحال أهله وأولاده فهذا احسان بالقول.
إذا رأيته بش في وجهه وأطلق وجهك له كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، وقال: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، اسأل عن حاجته فإذا أراد حاجة فاقض حاجته إن كنت تستطيع؛ إذا أراد مساعدة وكنت قادراً على ذلك فساعده هذا من إحسان الفعل.
عامل الناس معاملة طيبة وحسنة وخالقهم بخلق حسن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فنسأله وتعالى ان يوفقنا الى ذلك. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فجزاء الإحسان عظيم عند الله تبارك وتعالى جزاؤه الجنة، وجزاءه النظر الى الله تعالى، والنظر إلى وجه الله تعالى هو أعظم نعيم الجنة، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث صهيب رضي الله عنه إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى هل تريدون شيئا أزيدكم؟! فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟! ألم تدخلنا الجنة؟! ألم تنجنا من النار؟! قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، والحسنى هي الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى.
فنسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم يا رب العالمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
22 ربيع الأول 1443 ه الموافق 29/10/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ