استثمار الوقت 1444

• January 6, 2023

• 156
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن العبد في هذه الدار عليه أن يستغل الأوقات في شيء ينفعه في أمر دينه ودنياه، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالوقت في مواضع كثيرة من كتابه؛ أقسم الله بالليل وأقسم بالنهار وأقسم بالضحى وأقسم بالفجر وأقسم بالعصر، وكل ذلك يدل على أهمية الوقت.
فلابد عباد الله من استغلال الأوقات في شيء يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)، يقول ابن القيم رحمه الله: الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطع عن الله وعن دار الآخرة، والموت يقطع عن الدنيا وأهلها.
عباد الله علينا باستغلال الأوقات في طاعة الله عز وجل، وذلك بتنظيم الوقت حتى نؤدي سائر الحقوق، لابد من إعطاء كل ذي حق حقه كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً: على العبد أن يؤدي حق الله عز وجل، وذلك بتحقيق التوحيد وبامتثال ما أمر الله عز وجل به واجتناب ما نهى الله عز وجل عنه، وأعظم ما أمر الله عز وجل به إقامة الصلاة، فلابد من إداء هذه الصلوات خمس في أوقاتها من حيث ينادى بهن.
ثانياً: على العبد أن يؤدي حق الوالدين، وهذا يحتاج إلى وقت لزيارتهما والجلوس إليهما وقضاء حوائجهما.
ثالثاً: على العبد أن يؤدي حق الأهل والأولاد، وهذا أيضاً يحتاج إلى وقت لرعايتهم وتربيتهم، فخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي،كما قال صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: على العبد أن يؤدي حق الأرحام والأقارب، وهذا أيضاً يحتاج إلى وقت لزيارتهم والسؤال عنهم، فالنبي صلى الله وسلم قد أوصى في مرض موته بالأرحام، فقال: (أرحامكم أرحامكم)، وقال: (فاتقوا الله وصلوا الأرحام).
خامساً: على العبد أن يؤدي حق الجار، فقد أوصى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيورثه.
سادساً: على العبد أن يؤدي حق إخوانه، وهذا أيضاً يحتاج وقت، فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم علاقة المؤمن مع أخيه المؤمن، فقال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، فالمؤمن الذي يكون في حاجة أخيه يكون الله في حاجته، فنسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى كل خير، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلابد عباد الله من استغلال الأوقات في طاعة الله عز وجل، فالدنيا ساعة فاجعلها طاعة، والحذر كل الحذر من إضاعة الأوقات فيما لا ينفع، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي)، ويقول الحسن البصري رحمه الله: (ما من يوم ينشق فجره إلا نادى يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود في بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة)، ويقول رحمه الله: (الدنيا ثلاثة أيام: أما أمس فقد ذهب بما فيه، وأما غدا فلعلك ألا تدركه، فاليوم لك فاعمل فيه)، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا إلى طاعته يا رب العالمين.
اللهم اغفر المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا شيخنا محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ المكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الاسلام الأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

13 جمادى الآخر 1444 ه الموافق 6/1/2023