إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الله تعالى خلقنا ورزقنا وأنعم علينا النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى فما نحن به من نعمة فمن الله، فالواجب علينا تجاه نعم الله عز وجل:
أولا: الاعتراف بها وعدم جحودها، بأن ينسب العبد النعمة إلى الله كما قال قارون: (إنما أوتيته على علم عندي).
ثانيا: شكر الله عز وجل على نعمه وآلائه، فبشكر النعم تدوم النعم وتزداد وتكثر، وبكفر النعم وجحودها تزول النعم يقول الله تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
وكذلك لابد أن نعرف لأهل الفضل فضلهم، وأولى بهذا الناس الوالدان فلهما الفضل، فعليك أن تحسن إلى والديك يقول الله تعالى: (وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً).
وكذلك بين الزوجين فإذا اعترف كل من الزوجين فضل الآخر عاشا في سعادة ومودة وطمأنينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر كثيراً خديجة رضي الله عنها؛ لأنها وقفت بجانبه لما بُعث فآزرته وواسته بمالها.
وكذلك لابد أن نعرف الفضل لأهله لاسيما بين الإخوة فهذا مما يقوي أواصر المودة بين الإخوة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على أبي بكر رضي الله عنه وبَيَّنَ فضله، هكذا ينبغي على المسلم أن يكون، أقول قول هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالواجب علينا أن نعرف الفضل لمن أسدى إلينا معروفاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه).
فهذه الدولة المباركة لها الفضل علينا بعد فضل الله عز وجل، فالواجب علينا.
أولاً: أن نسمع ونطيع لولاة أمرنا.
وثانياً: أن نذكر محاسنهم، وأن نكف عن مساوئهم.
ثالثاً: علينا أن ندعو لهم بظهر الغيب، والرجل يُعرف إذا دعا للسلطان أنه على السنة، ويُعرف أنه على بدعة وضلالة إذا دعا على السلطان، يقول الإمام البربهاري رحمه الله: (إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت رجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة)، ويقول الفضيل رحمه الله: (لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان)، هكذا ينبغي علينا أن نعرف الفضل لأهله، فنسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ذلك.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
4 محرم 1443 ه الموافق 13/8/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ