إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن تعالى أمرنا بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من كتابه، كقوله: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم من طاعة الله يقول الله تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله)، فلابد للمسلم أن يطيع النبي صلى الله عليه وسلم وأن يقتدي به فهو القدوة والأسوة كما قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)، فالمسلم عليه أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يدور مع السنة حيث دارت كما قال الأوزاعي رحمه الله، ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق)، ويقول رضي الله عنه: (إنا نتبع ولا نبتدع ونقتدي ولا نبتدئ ولن نضل ما تمسكنا بالأثر)، ويقول رضي الله عنه: (اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة)، كذلك قال الحسن مثل قوله رضي الله عنه: (عمل قليل في السنة خير من عمل كثير في البدعة).
فالنجاة في التمسك بسنة النبي صلى الله وسلم كما قال الزهري رحمه الله: (كان علماؤنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة)، وقال الإمام مالك رحمه الله: (السنة سفينة نوح من أخذ فيها نجا ومن خالفها هلك).
فعلى المسلم أن يجعل سنة النبي صلى الله عليه وسلم بين عينيه في كل صغيرة وكبيرة، كما قال سفيان الثوري رحمه الله: (إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل)، فعلينا عباد الله أن نتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أقول قول هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلا يجوز تقديم قول على قول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم)، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر)، فلا يجوز تقديم قول على قول النبي صلى الله عليه وسلم، فقول النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على كل قول، هذا الذي قرره الائمة كالشافعي رحمه الله حيث قال: (إذا الحديث فهو مذهبي)، وكذلك قال رحمه الله: (أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل أن يدعها لقول أحد)، وكذلك قال الإمام رحمه الله: (عجبت من قوم عرفوا الإسناد وصحته) أي عرفوا الحديث الصحيح، (ثم يذهبون إلى رأي سفيان)، أي إلى رأي سفيان الثوري، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
22 جمادى الأولى 1444 ه الموافق 16/12/2022
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ