إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فهكذا تنقضي الأيام وانقضى رمضان ولا تنقضي العبادات، فالذي كان يعبد الله في رمضان فليعبده بعد رمضان، فربُّ رمضان هو ربُّ شوال وبقية الشهور، فعلى العبد أن يواصل العبادة إلى آخر لحظة من حياته (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) كما قال الله تعالى، وأيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، فلهذا عباد الله شُرع بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال، فمن صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا عباد الله من كان يقرأ القرآن في رمضان فلا ينقطع، عليه أن يواصل قراءة القرآن بعد رمضان إلى آخر لحظة من حياته، فالقرآن كلام الله تكلم الله تعالى به حقيقة بحرف وصوت ليس بمخلوق منه بدأ واليه يعود، فالقرآن العظيم أجره كبير فمن قرأ حرفا من هذا القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم (لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)، (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)، هذا القرآن يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (اقرؤوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)، (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فيشفعان)، احرصوا عباد الله على الطاعة والعبادة بعد رمضان، واحرصوا على قراءة القرآن؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالسعادة الحقيقية عباد الله بطاعة الله تعالى واجتناب معصيته تجدون ذلك في القرآن الكريم، هذا القرآن إما أن يكون حجة لك أو حجة عليك فمن قرأ القرآن وعمل بما أوجب الله تعالى عليه فيه وأخلص في عمله كان هذا القرآن حجة له وقاده القرآن إلى الجنان، وأما من قرأ القرآن ولم يعمل بما أمر الله عز وجل وارتكب المحرمات وضيع الفرائض كان هذا القرآن حجة عليه وساقه إلى النار، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن هذا القرآن شافع مشفع فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار)، فاحرصوا بارك الله فيكم على قراءة القرآن والعمل بما أمر الله عز وجل عباده، وأخلصوا في أعمالكم لله تعالى، نسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى القبول يا رب العالمين؛ اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
2 شوال 1442 ه الموافق 14/5/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ