الإعلانات

التواصل الاجتماعي

القلوب الرحيمة

  • December 16, 2022

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب، فالقلب ملك الأعضاء وعليه المدار فبصلاحه صلاح الأعضاء وبفساده فساد الأعضاء.
فلابد عباد الله من الاهتمام به غاية الاهتمام، ولابد أن يكون القلب سليماً من أمراض الشبهات كالشرك والرياء، وكذلك لابد أن يكون القلب سليماً من أمراض الشهوات كالغل والحقد والبغضاء والكراهية والحسد والكبر وغير ذلك من هذه الأمراض، فلابد عباد الله من حماية هذا القلب والمحافظة عليه وحماية القلب، والمحافظة عليه بسد المنافذ حتى لا تدخل هذه الأمراض من خلالها إليه، وهذه المنافذ عباد الله الأذنان والعينان والفم، فلابد للعبد أن يحفظ سمعه وبصره ولسانه من هذه الأمراض يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، فالمدار عباد الله على القلب، فلابد أن يصلح العبد قلبه ليصلح علاقته بالله سبحانه وتعالى، فيخلص العبادة لله سبحانه وتعالى وحده دون سواه؛ لأن العبادة حق خالص لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه أحد كائناً من كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح، وكذلك إذا أصبح العبد قلبه أصلح نفسه فاتقى الله وجل في كل صغيرة وكبيرة وراقب الله عز وجل في السر والعلن فامتثل ما أمره الله سبحانه وتعالى واجتنب ما نهاه الله سبحانه وتعالى، فلا بد عباد الله أن تحيا هذه قلوب ولا تحيا هذه القلوب إلا بذكر الله عز وجل وبطاعته كما قال الله تعالى: (الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، فنسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا مطمئنة يا رب العالمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فبصلاح القلوب صلاح علاقة العبد بربه وبنفسه وكذلك صلاح علاقة لعبد مع الناس؛ لابد أن يكون للعبد قلب رحيم بالعباد يحسن التعامل مع الناس، ويحسن العبد أخلاقه مع الناس وأن يرحم الناس، فالراحمون يرحمهم الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وقال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، فلابد من الرحمة واللين والرفق في التعامل كما بين النبي صلى الله عليه وسلم إن الرفق لا يكون في شيء إلا زان ولا ينزع من شيء إلا شان ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العرس، لابد من الرحمة بعباد الله فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم علاقة المؤمنين بعضهم ببعض. بالرحمة والتعاطف والمحبة والمودة، فهذه العلاقة كالجسد الواحد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا قلوباً سليمة قلوباً رحيمة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي الأمر الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

15 جمادى الأولى 1444 ه الموافق 9/12/2022