إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالعلم أساس كل خير، فبالعلم يستطيع العبد أن يعبد ربه على بصيرة، وبالعلم تكون العبادة على وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ العلم عباد الله أساس القول والعمل فقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بابا سماه باب العلم قبل القول والعمل وذكر تحت هذا الباب قول الله تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)، ولا يكون العلم إلا بالتعلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم) فلابد من السؤال والرجوع إلى أهل العلم لا إلى الجهال ولا إلى المتعالمين ولا إلى أنصاف المتعلمين، وإنما يرجع العبد إلى العلماء فيسأل عن دينه امتثالا لقول الله عز وجل: (فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، فلا بد من السؤال حتى يتعلم العبد، أما من استحى من السؤال فإنه لن يتعلم، وأما من استكبر عن السؤال فإنه لن يتعلم، يقول مجاهد رحمه الله: (لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر)، وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه بابا سماه باب الحياء في العلم وذكر قول مجاهد رحمه الله: (لا العلم مستحي ولا مستكبر)، ثم ذكر قول عائشة رضي الله عنها: (نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)، فلهذا عباد الله لابد من السؤال حتى نتعلم، ونسأل بالضوابط الشرعية وبالآداب المرعية حتى نحسن السؤال، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فبالعلم كما قلنا عباد الله يستطيع العبد أن يعبد ربه على بصيرة، وعلى وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعلم يكون بالرجوع إلى العلماء لا إلى الجهال والمتعالمين امتثالا لقول الله عز وجل (فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، لكن اذا أحسنا السؤال فقد أصبنا نصف العلم؛ (حسن السؤال نصف العلم)، كما قال غير واحد من السلف، فلابد أن نسأل عن ديننا عن عقيدتنا عن عباداتنا عن الوضوء عن الصلاة عن الزكاة عن الصيام عن الحج عن البيع عن الشراء، وهكذا نسأل عن الأشياء التي نحتاجها في أمور ديننا ودنيانا، أما أن يسأل العبد عن التفاهات سفاسف الأمور فلا ينبغي أبداً، أو يسأل عن المعضلات والمسائل التي فيها الإشكالات ليظهر عجز العالم، أو ليضرب أقوال العلماء بعضها مع بعض فهذا لا يجوز، عباد الله لا يسأل ليتتبع الرخص، لا يسأل عن الفرضيات والأمور التي تستحيل أن تقع، وإنما يسأل عن الأمور التي يحتاجها العبد في أمر دينه ودنياه، وكلٌّ أيضا يسأل في مجاله وتخصصه فالموظف يسأل إذا احتاج عن شؤون عمله حتى يؤدي العمل على أكمل وجه، وكذلك الطالب إذا احتاج أن يسأل يسأل عن دراسته حتى ينجح، وهكذا التاجر يسأل عن بيعه وشرائه حتى يكون ماله مالاً طيباً حلالا، وهكذا المرأة تسأل عن شؤون بيتها وأمور منزلها حتى تؤدي ما عليها من الواجبات، فنسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا الى كل خير، وإلى العلم النافع والعمل الصالح يا رب العالمين؛ اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
23 شوال1442 ه الموافق 4/6/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ