إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام في شهر شعبان تقول عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله)، ويقول أنس رضي الله عنه وكان أحب الصوم إليه في شعبان، ويقول أسامة رضي الله عنه يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم في شعبان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، أما بالنسبة عباد الله لليلة النصف من شعبان فلا تخصص هذه الليلة لا بصيام ولا قيام ولا بأي عبادة من العبادات، فالأحاديث في ذلك إما أنها ضعيفة أو موضوعة، ولكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر الله لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، فالمغفرة عباد الله لم تعلق على أي عبادة من العبادات، لم تعلق على الصيام ولا على القيام ولا على إطعام الطعام وتوزيع الحلوى، وإنما عُلقت المغفرة على تحقيق التوحيد، وعلى تحقيق الإخوة الايمانية، فمن عبد الله عز وجل وحده ولم يشرك به شيئا، ومن أدى الحقوق ولم يظلم أحداً ولم يعتد على إخوانه فإنه سينال مغفرة الله تعالى، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ننال من مغفرته جل وعلا أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فقد فقدت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد رجالاتها العظام ألا وهو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله رحمة واسعة صاحب الأيادي البيضاء في شتى المجالات، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر له وأن يرحمه وأن يدخله الله تعالى فسيح جناته يا رب العالمين؛ اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
12 شعبان 1442 ه الموافق 26/3/2021
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ يعقوب البنا - حفظه الله
ﺑﺮﻣﺠﺔ: ﻓﺎﺋﻖ ﻧﺴﻴﻢ