الإعلانات

التواصل الاجتماعي

عجباً لأمر المؤمن

  • February 12, 2023

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الله تعالى خلق الناس ليختبرهم أيهم أحسن عملاً كما قال: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، وقال: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)، فالمؤمن عليه أن يصبر عند البلاء، وعليه أن يشكر عند النعماء كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً، له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
والصبر عند البلاء عباد الله علامة على قوة إيمان العبد، وكلما صبر المؤمن ازداد أجره عند الله، فالأنبياء أشد بلاء ثم الأمثل فالأمثل كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، والمؤمن يبتلى على قدر دينه ويثاب على قدر صبره كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم، إذا أراد الله عز وجل بعبده خيراً عجل له العقوبة في دنيا كما بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة، فالمؤمن يصبر عند البلاء لينال أجر الصبر، وأجر الصبر عظيم لا يعلم أحد أجر الصبر إلا الله سبحانه وتعالى كما قال: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، والصبر ضياء عباد الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فالصبر منة من الله سبحانه وتعالى وعطية منه جل وعلا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر)، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا من الصابرين.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالمؤمن عند البلاء وعند الضراء عليه أن يصبر، وعند السراء والنعماء عليه أن يشكر الله تعالى على نعمه؛ لأن كثير من الناس لا يشكر الله على نعمه، بل يتبجح بنعم الله عز وجل على عباد الله، ويتكبر عليهم بما أنعم الله عز وجل عليه من نعم، ويتفاخر على عباد الله بهذه النعم، فهذا لا يجوز وهذا أمر محرم أن يجحد نعم الله عز وجل؛ ينسب النعم إلى نفسه يقول كما قال قارون: (إنما أوتيته على علم عندي)، وبعضهم يقول: أوتيته بفني وبشطارتي وبذكائي وبدهائي وبفطنتي؛ على المؤمن أن ينسب هذه النعم إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى: (وما بكم من نعمة)، على المؤمن أن يشكر الله عز وجل عليه؛ لأن إذا شكر المؤمن هذه النعم زاد الله عز وجل هذه النعم وأدامها عليه يقول الله تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم؛ ولأن كفرتم إن عذابي لشديد)، ولا بأس للمؤمن أن يتحدث بنعم الله عز وجل عليه، لا من باب التفاخر والتباهي والتكبر على عباد الله، وإنما من باب بيان فضل الله عز وجل عليه؛ هكذا ينبغي المؤمن أن يكون، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الشاكرين يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
19 رجب 1444 ه الموافق 10/2/2023