الإعلانات

التواصل الاجتماعي

عطاء الله تعالى

  • January 14, 2023

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيقول الله تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر)، فخزائنه سبحانه وتعالى ملأى، ويده ملأى لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار، فما علينا إلا أن نسأله من خيري الدنيا والآخرة، كما قال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم إذاً نكثر، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكثر) أي ما عند الله عز وجل أكثر مما تسألون.
اعلموا عباد الله أن من عطايا الله سبحانه وتعالى العظيمة:
أولاً: الإيمان والعمل الصالح، فلابد للعبد أن يستزيد من الإيمان، وأن يقوي من إيمانه، فالإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
ثانياً: من عطايا الله العظيمة التقوى، فعلى العبد أن يجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل الأوامر واجتناب النواهي حتى ينال التقوى.
ثالثاً: من عطايا الله العظيمة الولاية، فأولياء الله هم الذين آمنوا وهم الذين يتقون الله سبحانه وتعالى، كما قال الله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون)، فإذا أراد الإنسان أن يكون ولياً لله عز وجل فعليه أن يتقرب إلى الله تعالى بما فرضه عليه، وعليه أن يتقرب إلى الله عز وجل بالنوافل حتى يحبه الله سبحانه وتعالى، فإذا أحبه الله تعالى كان سمعه الذي يسمع به الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإذا سأل الله سبحانه وتعالى شيئاً أعطاه الله سبحانه وتعالى، وإذا استعاذ بالله عز وجل من شيء أعاذه الله تعالى، فالعبد يكون ولياً لله سبحانه وتعالى إذا أدى الفرائض وتقرب إليه بالنوافل، فإذا صار ولياً لله عز وجل فمن آذاه آذنه الله عز وجل بالحرب كما بيَّن الله وتعالى ذلك في الحديث القدسي.
رابعاً: عباد الله من عطايا الله العظيمة الأخلاق الحسنة، فعلى العبد أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتأسى به فقد أثنى الله تعالى على خلقه فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقد وصفت عائشة رضي الله عنها خلق النبي صلى الله عليه وسلم بقولها كان خلقه القرآن، وقال أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، فعليكم أن تتأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وسلوكه.
خامساً: عباد الله من عطايا الله العظيمة التفقه في الدين (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) من أراد التفقه في الدين أن يسلك طريق العلم، وطريق العلم هو طريق الجنة، إنما بالتعلم والفقه بالتفقه، لابد للإنسان أن يبذل السبب حتى يصل، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا الإيمان والعمل الصالح والتقوى والأخلاق الحسنة والفقه في الدين يا رب العالمين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن عطايا الله العظيمة الرزق، (وما من دابة إلا على الله) كما قال الله تعالى، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لكن علينا أن نجمل في الطلب نأخذ ما حل وندع ما حرم الله عز وجل علينا، لا ينال ما عند الله عز وجل بمعصيته (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) كما قال الله تعالى في كتابه العزيز، علينا عباد الله مع توكلنا على الله سبحانه وتعالى أن نأخذ بأسباب الكسب قال النبي صلى الله عليه وسلم لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً، هكذا علينا أن نأخذ الأسباب حتى يوفقنا الله سبحانه وتعالى
اللهم اغفر المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا شيخنا محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ المكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الاسلام الأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.

20جمادى الآخر 1444 ه الموافق 13/1/2023