مرضاة الله عز وجل

• May 19, 2023

• 296
• 
• 
• 
• 
• 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن أعظم المطالب نيل العبد مرضاة الله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى يوم القيامة لأهل الجنة: هل رضيتم؟ فيقولون لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تُعط أحداً من خلقك، فيقول الله تعالى: ألا أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك، فيقول: أُحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً.
فمن أراد أن يرضى الله عز وجل عنه أولاً: عليه أن يحقق التوحيد بأن يعبد الله تعالى دون سواه.
ثانياً: عليه أن يحافظ على هذه الصلوات الخمس من حيث ينادى بهن، فقد كتب الله عز وجل على العباد خمس صلوات في اليوم والليلة، من جاء به ولم يضيع منهن شيئا استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة.
ثالثاً: بعد الصلوات الخمس على العبد أن يحافظ على سنن الرواتب، فمن حافظ على سنن الرواتب بنى الله له بيتا في الجنة، كما خرج مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة)، زاد الترمذي (أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الغداة).
رابعاً: قيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات للإثم، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم؛ قيام الليل عباد الله سبب عظيم من أسباب دخول العبد الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام).
خامساً: على العبد أن يحافظ أيضا على صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب)، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (يا ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره)، أقول قول واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإذا أراد العبد أن ينال رضا الله سبحانه وتعالى أيضا عليه أن يكثر من قراءة القرآن، فإذا قرأ العبد حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ يقال لصاحب القرآن القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها، إذا قرأ العبد القرآن حق القراءة وعمل بما فيه وانتهى عما نهى الله عز وجل شفع له هذا القرآن يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).
كذلك من أراد أن ينال رضا الله سبحانه وتعالى عليه أن يكثر من ذكر الله عز وجل (بذكر الله تطمئن القلوب) كما قال الله تعالى، وذكر الله تعالى عباد الله من أجل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله).
إذاً علينا بهذه الأعمال حتى ننال رضا الله سبحانه وتعالى، فنسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ترزقنا رضاك يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد ونائبه وولي عهده والشيخ الدكتور سلطان القاسمي وسائر حكام الإمارات، وارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم والشيخ خليفة وإخوانهم شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إليك، اللهم احفظ الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم عليها وعلى سائر بلاد الإسلام والأمن والأمان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.
7 شوال 1444 ه الموافق 28/4/ 2023 م